أعلن أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، الذي جمع عدداً من روّاد الأعمال الموهوبين وفِرق الجامعات والمتخصِّصين في التقنيات الصحية والمخترعين في أبوظبي، قائمة الفائزين بمسابقة الابتكار «هاكاثون الصحة الذكية» لابتكار حلول سبَّاقة بشكل مباشر أمام لجنة تحكيم تضمُّ نخبة من روّاد القطاع، بهدف مواجهة التحديات الرئيسية في مجال الصحة والعافية.

وتنافس المشاركون ضمن فئتين، هما «الحياة الذكية» و«الصالة الرياضية في المستقبل»، حيث استعرضوا أفكارهم المبتكَرة عبر عروض حيّة. وتنافس المبتكرون ضمن فئة «الحياة الذكية» لتصميم حلول استباقية مدعومة بالتكنولوجيا تمكِّن أفراد المجتمع من مراقبة نشاطهم البدني وإدارته والتنبُّؤ باضطرابات الصحة النفسية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء والتحليلات التنبُّؤية. وركَّزت فئة «الصالة الرياضية في المستقبل» على رسم ملامح جديدة للياقة البدنية من خلال التجارب الشخصية الغامرة بالاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي وأساليب الألعاب الترفيهية، والبيانات المباشرة لتعزيز الحافز ودعم العافية على المدى الطويل.

واختيرت الفِرق الفائزة بناءً على معايير الإبداع والجدوى وقابلية التطبيق على أرض الواقع، والقدرة على التأثير الإيجابي العالمي. وتلقّى المشاركون آراءً مباشرة عن حلولهم المبتكَرة من خبراء الرعاية الصحية والاستثمار والتكنولوجيا، ما يؤكِّد التزام أبوظبي بتمكين الابتكار والتحوُّل الرقمي في قطاع الرعاية الصحية.

وفاز في هاكاثون الصحة الذكية عن فئة «الحياة الذكية» حل «كلاود كير» الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات القابلة للارتداء والكاميرات لمراقبة العلامات الحيوية ومستويات التوتُّر لدى كبار السن. وعند التقاط أيِّ مؤشرات مثيرة للقلق، يجري الذكاء الاصطناعي اتصالاً عبر الهاتف الذكي لفرد من الأسرة محدَّد مسبقاً، مقدِّماً توصيات عملية. ويمكن للمساعد الذكي أيضاً الإجابة عن الأسئلة، وتنسيق الخطوات التالية ضماناً للدعم المدروس في الوقت المناسب للشخص الكبير في السن. وفي فئة «الصالة الرياضية في المستقبل»، استعرض الفريق الفائز في هذه الفئة حلَّه «ليمتلس» للياقة البدنية المصمَّم خصيصاً للسيدات. وبخلاف معظم التطبيقات الحالية التي تعتمد على بيانات الرجال، صُمِّمَت هذه المنصة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتراعي التركيبة الفيزيولوجية الفريدة للنساء، وما يمرّون به من حملٍ وتعافٍ بعد الولادة. ويقدِّم النظام آراءً مباشرة عن شكل التمارين، ويقدِّم إرشادات لتصحيحها، ويتتبَّع التقدُّم لمساعدة النساء على تحقيق أهدافهنَّ في اللياقة البدنية بأمان وكفاءة.

وقالت الدكتورة أسماء إبراهيم المناعي، المدير التنفيذي لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «يُعَدُّ هاكاثون الصحة الذكية إحدى المبادرات الحيوية التي تعكس رؤيتنا بتأسيس أحد أكثر نظم الرعاية الصحية ذكاءً وكفاءةً على مستوى العالم، استناداً إلى حلول فعّالة محورها المرضى وتقوم على التميُّز في تقديمها. وأظهر الفائزون بالهاكاثون مستويات لافتة من الإبداع والابتكار، وهي مهارات ضرورية لصياغة المستقبل العالمي للصحة. ونعتز بدعم هؤلاء المبتكرين الواعدين، ليس بالجوائز المادية فحسب، بل عبر تقديم التدريب اللازم وتبنّي ابتكاراتهم ومنحهم فرص تجربتها ضمن بيئات حقيقية ليتمكَّنوا من تطبيقها على أرض الواقع. ولا شكَّ أنَّ أهمية مثل هذه المبادرات لا تقتصر على إيجاد حلول لتحديات اليوم وحسب، بل لدورها في صقل المهارات وإثراء الجيل المقبل من الابتكارات الصحية».

ويحظى المشاركون بفرص تلقّي التمويل الأوَّلي لتطوير مشاريعهم المبتكَرة، إضافةً إلى احتضانها ضمن برامج متخصِّصة وإمكانية تجربتها على أرض الواقع، ما يفتح آفاق تسويقها التجاري. ويستفيد المشاركون أيضاً من إمكانية عرضها حصرياً على مقدِّمي خدمات الرعاية الصحية والمستثمرين وشركات صناعة المنتجات الصحية ضمن منظومة أبوظبي لعلوم الحياة متسارعة النمو.

واستقطب الهاكاثون أكثر من 100 مشاركة، من الشركات الناشئة والطلاب الذين يمثِّلون 11 جامعة في دولة الإمارات. وخضع جميع المشاركين لعملية دقيقة من الفرز والمطابقة لضمان أن يكون كلُّ فريق مزوَّداً بالمهارات اللازمة لتطوير حلول فعّالة ومؤثِّرة. وبعد جولتين من المراجعة، اختير 45 مشاركاً وصُنِّفوا ضمن 16 فريقاً من عدة تخصُّصات.

ويؤكِّد هاكاثون الصحة الذكية الرؤية الاستراتيجية لإمارة أبوظبي الرامية إلى تعزيز التقنيات الرقمية والابتكار في قطاع الرعاية الصحية وتقديم خدماتها وفق نهج يتمحور حول المرضى، ويأتي التزام دائرة الصحة – أبوظبي بتعزيز الابتكارات النوعية والبحوث السبّاقة والنُّظم القائمة على التعاون ليفتح آفاقاً جديدة للرعاية الوقائية والشخصية. وتُواصِل أبوظبي ترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً في تحفيز التحوُّل المستدام في قطاع الرعاية الصحية بفضل بنيتها التحتية المتميِّزة القائمة على البيانات وأُطُر عملها وسياساتها الطموحة في القطاع الصحي.