مع تباشير المطر واعتدال درجات الحرارة في براري كازاخستان الجميلة التي توفر موائل لبقاء انواع الصقور المختلفة وتغذيتها وتكاثرها وارتباطها بمسارات الهجرة العالمية، يواصل برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور هذا العام تعزيز مساهمته في المحافظة على الطبيعة بإطلاق 71 صقراً في كازخستان، وبذلك يتأكد نجاح البرنامج في تعزيز مكانته كأحد أكبر برامج الحفاظ على أنواع الحياة البرية في العالم، وكواحد من روافد الإرث البيئي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في المحافظة على التوازن الطبيعي بأفضل الممارسات العالمية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (رئيس الدولة، حفظه الله)، وبمتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي التي تشرف على تنفيذ البرنامج بالاشتراك مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى المسؤول عن الجوانب الفنية والميدانية، ومستشفى أبوظبي للصقور الذي يتولى توفير الخدمات البيطرية.

وخلال إطلاقات منتظمة ومستمرة سنوياً دون انقطاع، تمكن البرنامج منذ تأسيسه في عام 1995 من إعادة 2159 صقراً إلى الطبيعة. وقد أشارت الدراسات الميدانية وبيانات التتبع للأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية إلى أن هذه الصقور تحقق مستويات عالية من التأقلم والعودة إلى الهجرة لمسافات تنقل بلغت نحو 43 ألف كم في بعض الأحيان والتكاثر الطبيعي الذي يساهم في زيادة أعدادها في البرية ويمكن من استدامتها للأجيال القادمة للتخفيف من المخاطر التي تتعرض إليها في موائلها الطبيعية مثل الزحف الحضري والتوسع الزراعي والتلوث البيئي والتغير المناخي والممارسات غير المستدامة.

وقد تم في هذه الدورة تزويد 10 صقور بأجهزة تتبع متصلة بالأقمار الصناعية تعمل بالطاقة الشمسية لرصد معدلات البقاء والانتشار ومسارات الهجرة وجمع المعلومات التي تساعد المختصين في دراسة الصقور وتطوير التقنيات التي يستخدمها البرنامج في إعادة التأهيل والتدريب والإطلاق.

وفي تعليقه على هذا الإنجاز الجديد للبرنامج، قال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى "بناء على توجيهات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل أبوظبي ريادتها العالمية في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، ومن ذلك جهودنا الاستثنائية للحفاظ على الصقور والحبارى وغيرها من أنواع الحياة البرية ذات الأهمية البيئية والثقافية والتاريخية والتي نجحنا في زيادة الفرص المتاحة لها للتغلب على المخاطر التي تهدد بقاءها وازدهارها في الطبيعة “.

وأشاد معالي البواردي بالشراكة الدولية الناجحة مع جمهورية كازاخستان في هذا المجال، وعبر عن خالص شكره للسلطات الكازاخستانية المختصة التي ساهمت بجهود كبيرة في تسهيل عمل الفريق المشترك لتنفيذ هذا البرنامج.