اطّلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي على سير العمل في مركز المصادر الوراثية النباتية "بنك الجينات" الذي تقوم الهيئة بإنشائه في مدينة العين، والذي يعتبر المشروع الأول من نوعه في المنطقة.

ويهدف المركز إلى توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها ودراسة الأنواع النباتية المهمة وحفظها من خلال استخدام نهج متكامل يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات، للمحافظة على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وإعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض.

كما اطّلع سموه، خلال اللقاء الذي عقد في قصر النخيل، على سير العمل في عدد من المبادرات والمشاريع الأخرى التي تنفذها هيئة البيئة - أبوظبي بحضور سعادة الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، سفير الدولة لدى مملكة البحرين والشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان والشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان والشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان وسعادة أحمد مطر الظاهري، رئيس مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة ناصر محمد المنصوري وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام، وعدد من المدراء التنفيذيين بالهيئة.

وخلال اللقاء استمع سموه إلى الإمكانيات التي يوفرها هذا المشروع، الذي يضم مركزاً متخصصاً في عمليات الجمع والصون طويل الأمد لفترات تصل إلى 100 عام لبذور النباتات المحلية البرية لكافة الدولة ضمن غرف مبردة بدرجات حرارة 20 درجة مئوية.

كما يضم مختبرات متخصصة بعمليات زراعة الأنسجة النباتية، والحفظ العميق للأجزاء الخضرية والأنسجة بدرجات تصل إلى -196 درجة مئوية، بالإضافة إلى مختبر متخصص لإجراء عمليات التسلسل الجينومي للنباتات البرية.

وسيتضمن المركز معرضاً متخصصاً يهدف إلى إثراء تجربة الزائرين بمختلف الفئات ورفع مستويات المعرفة لديهم بأهمية النباتات المحلية، والذي سيعرض حوالي 20 تجربة مختلفة يتم خلالها استخدام أحدث طرق العرض. كذلك سيضم المركز بيت زجاجي سيمثل الموائل الطبيعية المختلفة وما تحويه من نباتات طبيعية مميزة لها، تسمح للزائر بالاطلاع عليها ومعرفة المزيد حول تلك النباتات والموائل الطبيعية، بالإضافة إلى تنسيق حدائقي خارجي حول المبنى يمثل حديقة نباتية مصغرة تعرض أهم النباتات المحلية واستخداماتها المختلفة، والتي ستلعب أيضا دوراً رئيسياً في نقل المعرفة للزائرين.

وبلغت نسبة الإنجاز الكلي لكافة عناصر المشروع ما يقرب من 94% وسيتم افتتاحه بشكل رسمي خلال الربع الأخير من العام الحالي.

واستمع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى شرح لسير العمل في تطبيق سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في أبوظبي حيث تم استعراض أبرز النتائج التي حققت خلال العام الماضي والتي ساهمت بتجنب استخدام أكثر من 172 مليون كيس بلاستيكي خلال عام واحد منذ بدء الحظر في يونيو 2022.

وقد بلغ انخفاض عدد الأكياس البلاستيكية المستهلكة في منافذ البيع الرئيسية بنسبة وصلت إلى 95 بالمائة أي من لكل مئة كيس كان يتم استهلاكها في منافذ البيع الرئيسية قبل بدء الحظر، هناك خمسة أكياس فقط يتم استخدامها حالياً وكلها قابلة لإعادة الاستخدام.

وكما اطلع سموه على خطة الهيئة لتعزيز استرداد المواد بغية إعادة تدويرها من خلال نظام استرداد القناني مبني على الحوافز والتي أطلقتها الهيئة مؤخراً حيث تتضمن هذه الخطة توفير آلات استرداد القناني في أماكن مختلفة من إمارة أبوظبي من ضمن حملة "معاً نحو الصفر" التي تنفذها الهيئة في إطار السياسة.

ويتم تنفيذ خطة استرداد القناني بالتعاون مع شركاء الهيئة من القطاع الخاص حيث يتم توفير بنية تحتية ذكية تشمل الحاويات الذكية إضافة إلى آلات الاسترداد. كما تستند إلى الاستفادة من التطبيقات الذكية التي تعزز الجمع مباشرة من المصدر للمساهمة في تحقيق هدف السياسة الطموح باسترداد 50 بالمائة من عبوات المياه البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي والبالغ نحو 600 مليون عبوة سنوياً.

وخلال اللقاء اطلع سموه على آلة استرداد القناني وطريقة عملها واستمع إلى شرح مفصل حول أهميتها في توفير حلاً فعالًا لمشكلة التلوث بالقناني البلاستيكية المتنامية حيث يصل معدل استهلاك الفرد نحو 600 قنينة بلاستيكية سنوياً.  

وتجمع الآلة القناني البلاستيكية المستعملة وتوفر الحوافز وتشجع الجمهور على اتباع السلوك المسؤول بيئياً، وتساعد في تقليل كميات النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في البيئة أو في مطامر النفايات.

كما أطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على حجر بينونة الذي تم اكتشافه في محمية بينونة في منطقة الظفرة ويتكون من 90 بالمائة من خليط من الجبس والكوارتز و 10 بالمائة من معادن وأملاح مختلفة والذي يشكل عينة من ترسبات ملحية تكونت في بحيرة من المياه الجوفية عالية الملوحة على مدار أكثر من 30 سنة، حيث تشكلت طبقات من الجبس المتبلورة غير الشفافة بفعل التركيزات العالية للأملاح والعوامل المناخية الحارة، يصل سمكها إلى نصف متر وهي تشبه في تكوينها وردة الصحراء المنتشرة في السبخات الرملية.

ولقد وجد الجحر في بئر بينونة، وهو بئر ارتوازي في غابات بينونة بمنطقة الظفرة تم حفره في التسعينات بعمق 980 متر من سطح الأرض بهدف دراسة خصائص المياه في الخزانات الجوفية العميقة وبدأت منذ فترة تتدفق المياه الجوفية مما أدى الى تكون بحيرات شديدة الملوحة وسبخات حول البئر.