تُمنَح جوائز «جرين ورلد»، التي تُعنى بالبيئة والتنمية المستدامة، من قِبَل منظمة «ذا جرين» البريطانية منذ عام 1994، وهي هيئة بيئية مستقلة وغير ربحية تحتفي بأفضل الممارسات العالمية في مجال الإدارة البيئية. ويُرسِّخ هذا التكريم مكانة هيئة البيئة – أبوظبي كجهة رائدة في دمج السياسات بالعمل، والعلم بالاستراتيجية، والطموح بالمُساءلة.
وقالت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع السياسات والتخطيط البيئي المتكامل في هيئة البيئة – أبوظبي: «يُجسِّد هذا التقدير العالمي التزامنا بنهج دقيق قائم على البيانات في صياغة سياساتنا البيئية، بدءاً من خفض الانبعاثات الكربونية إلى حماية المياه الجوفية والنظم البيئية البحرية، حيث يعتمد إطار عملنا على تحقيق تأثير إيجابي ملموس قائم على أُسس علمية، ويتوافق مع المعايير الدولية. ونفخر برؤية أبوظبي البيئية وسياساتها، التي تُمثِّل نموذجاً للحوكمة الفعّالة والمرنة في عالم سريع التغيُّر».
واستعرضت الهيئة في إطار الجائزة أبرز إنجازاتها للمحافظة على البيئة في مجالات حيوية عدة، بما في ذلك التغيُّر المناخي، والتنوُّع البيولوجي، وجودة المياه البحرية والجوفية، وجودة الهواء، والتلوث البلاستيكي. وسلَّطت الضوء على استراتيجية أبوظبي للتغيُّر المناخي (2023-2027)، التي تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 22% بحلول عام 2027، والتي أسهمت في تجنُّب انبعاث 26 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2024. كما طوَّرت الهيئة أول نظام للقياس والإبلاغ والتحقُّق (MRV) في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بما يتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ.
وأدّى التطبيق الفعّال لقانون حماية المياه الجوفية إلى تحسُّن ملحوظ في مؤشرات الجودة، التي ارتفعت إلى 79% في عام 2023، مع انخفاض معدل السحب السنوي بنسبة 5.63%، في خطوة تعكس تحوُّلاً نحو إدارة أكثر استدامة لهذا المورد الحيوي.
وفي ملف التنوُّع البيولوجي، أصدرت هيئة البيئة – أبوظبي مجموعة من اللوائح المهمة، من ضمنها قانون الرعي، وقانون الصيد، وسياسة الاستزراع المستدام للأحياء المائية، وقرار تنظيم الصيد الترفيهي. وأنشأت الهيئة شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي تضمُّ الآن 20 محمية تغطّي 17% من مساحة أبوظبي، واستقبلت 276,258 زائرخلال عام 2024. ونتيجة لتلك الجهود تجاوز مستوى تعافي المخزون السمكي نسبة 97.4% في نهاية عام 2024، [EA1] [RB2] أي أكثر بنسبة 43% من المعيار العالمي. كما اختارت الأمم المتحدة مبادرات أبوظبي في مجال إعادة تأهيل البيئة البحرية من أبرز 10 مشاريع عالمية رائدة في هذا المجال. وأطلقت الهيئة أول مركز للمصادر الوراثية النباتية في المنطقة، إضافة إلى استضافة «المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة» في أكتوبر 2025.
وفي إطار جهود حماية البيئة البحرية، أصدرت هيئة البيئة – أبوظبي في عام 2020 سلسلة من اللوائح والسياسات الهادفة إلى تحسين جودة المياه البحرية، حدَّدت من خلالها معايير بيئية للمياه والرواسب تشمل المناطق العامة والمحمية، وحدَّدت متطلبات تصريف السوائل من الأنشطة البرية. وأعقب ذلك إصدار سياسة استدامة جودة المياه البحرية عام 2022، التي تهدف إلى الحفاظ على جودة المياه البحرية، ورفع مستوى الوعي العام بضرورة صون النُّظم البيئية البحرية واستدامة المخزون السمكي، ما يدعم الأهداف الاستراتيجية للدولة. وأثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة، حيث وصل المؤشر الميكروبي لجودة المياه البحرية إلى 100% في عام 2024 للعام الثاني على التوالي، مؤكِّداً سلامة جميع المياه الساحلية للاستخدام الترفيهي. وارتفع مؤشر جودة الرواسب البحرية المعدنية من 84% في عام 2023 إلى %98 في عام 2024، ما يشير إلى انخفاض مستويات تراكم المعادن الثقيلة، ويعكس فاعلية الأُطُر التنظيمية التي وضعتها الهيئة لصون النظم البيئية البحرية.
وفي مجال جودة الهواء، أطلقت الهيئة لائحة جديدة عام 2024، تهدف إلى الحد من انبعاثات الملوثات من المصادر المتحركة والثابتة. كما تُلزم اللائحة جميع الشركات بالحصول على تراخيص بيئية، ما يضمن بقاء مستويات تلوث الهواء ضمن الحدود الآمنة لحماية صحة الإنسان والبيئة، إضافة إلى سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، التي أُطلِقَت عام 2020[EA3] ، وبدأ بموجبها حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في عام 2022، ما خفض استهلاكها بنسبة 95%. ومن خلال برنامج مبتكَر لإعادة القناني أُطلِقَ عام 2023، جمعت هيئة البيئة – أبوظبي أكثر من 2,000 طن من القناني البلاستيكية.
وتقود هيئة البيئة – أبوظبي الأجندة الخضراء للإمارة من خلال المئوية البيئية 2071، وهي إطار عمل طموح مدته 50 عاماً للمرونة البيئية والابتكار. ومُنِحَت هذه المبادرة حقوق الملكية الفكرية من قِبَل وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة تقديراً لأهميتها.
تعكس هذه الإنجازات مجتمعةً نهج هيئة البيئة – أبوظبي المتكامل والقائم على العلم واستشراف المستقبل في مجال السياسة البيئية. وتؤكِّد جائزة «جرين ورلد» دور هيئة البيئة – أبوظبي كجهة رائدة عالمياً تسهم في صياغة الرؤية البيئية للأجيال المقبلة.