حصلت هيئة البيئة – أبوظبي على ثلاث شهادات اعتماد من معهد الابتكار العالمي (جيني) في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينها شهادة المستوى الثالث، وهي أعلى درجات الاعتماد، ضمن فئة «ابتكار صنع القيمة»، وذلك عن ثلاثة من أبرز مشاريعها التي تضع معايير جديدة في الإدارة البيئية والحفاظ على الموارد في جميع أنحاء المنطقة، ما يعكس ريادتها في مجال الابتكار البيئي والتزامها بتطوير حلول مستدامة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وحصدت الهيئة الجائزة الأولى عن مشروعها في استخدام الطائرات من دون طيار، والتصوير الطيفي الفائق، والذكاء الاصطناعي للكشف عن تلوث التربة بدقة 88%، مع خفض تكاليف الرصد بنسبة 75%. بينما جاءت الجائزة الثانية تقديراً لجهودها في تطوير أداة مبتكَرة لدعم القرار، تُتيح حساب احتياجات المحاصيل المائية بدقة أعلى، ما يعزِّز كفاءة توزيع الموارد المائية، ويسهم في استدامتها، ويحدُّ من الاستخدام الجائر للمياه الجوفية، ويوفِّر 30% من استهلاك المياه في المزرعة، ما يُعَدُّ تحوُّلاً نوعياً في إدارة المياه الزراعية. واستحقت الهيئة الجائزة الثالثة عن مبادرتها في تصميم نظام تحلية المياه الذي يعمل بالطاقة الشمسية، لمعالجة المياه الجوفية قليلة الملوحة باستخدام الطاقة النظيفة.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يُمثِّل الابتكار جوهر رسالتنا في حماية البيئة وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة. ويعكس حصولنا على هذه الجوائز العالمية المهمة إيماننا المطلق بأهمية الحلول القائمة على العِلم، والمدعومة بالتكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات البيئية في مختلف مشاريعنا للحفاظ على البيئة، ما يؤكِّد التزامنا بالعمل على تطوير حلول قادرة على ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في الابتكار والعمل البيئي العالمي».
وخضعت المشاريع الثلاثة، بناءً على متطلبات الحصول على هذه الجوائز، لتقييم صارم، بما في ذلك التحقُّق الميداني، وبيانات الأداء، والمرئيات، والامتثال لمعايير الابتكار الدولية واستراتيجيات الاستدامة الوطنية، حيث شكَّلت نقلة نوعية وأثراً ملموساً في معالجة المشكلات البيئية؛ إذ انسجم مشروع الكشف عن تلوُّث التربة مع هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 15.3.1، الذي يركِّز على مكافحة تدهور الأراضي وتعزيز استصلاحها. بينما يُمكِّن مشروع أداة حساب احتياج المحاصيل من المياه الجهات المعنية من اتخاذ قرارات قائمة على البيانات، والحفاظ على موارد المياه الجوفية، وتعزيز الإنتاجية الزراعية في البيئات القاحلة. وحقَّق مشروع تحلية المياه بالطاقة النظيفة انخفاضاً قياسياً في استهلاك الطاقة، مع خفض التكاليف الرأسمالية والتشغيلية، ما يُعزِّز أهداف المنطقة في مجال الأمن الغذائي وخفض انبعاثات الكربون.
وإضافةً إلى التقدير المؤسَّسي، مُنِحَ 13 خبيراً من هيئة البيئة – أبوظبي شهادة «المبتكِر المُعترَف به» لإسهاماتهم في المشاريع الفائزة. وقال المهندس فيصل الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: «تؤكِّد هذه الجوائز من معهد الابتكار العالمي نجاحنا في ترجمة الأبحاث والتقنيات المتقدمة إلى حلول بيئية عملية. فمن تحليل التربة الدقيق إلى الاستخدام المستدام للمياه وتحلية المياه بالطاقة المتجددة، يعكس كلُّ مشروع العمق العلمي والتميُّز التقني لفريقنا في مواجهة التحديات البيئية المعقَّدة، وإيجاد الحلول المناسبة باستخدام الذكاء الاصطناعي».
وتعكس هذه الجوائز الدور الريادي لهيئة البيئة – أبوظبي في تطبيق أحدث الحلول التكنولوجية لمعالجة القضايا البيئية محلياً وإقليمياً وعالمياً.