أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة الإمارات شراكة تهدف إلى التصدي لأبرز التحديات البيئية، من خلال إطلاق برنامج بحثي مشترك يحوِّل المعرفة العلمية إلى سياسات قابلة للتطبيق تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات.

ويدعم برنامج هذا التعاون عشرة مشاريع بحثية مشتركة في مجالات حيوية تشمل التخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف معه، وصون التنوُّع البيولوجي، وصحة النظم البيئية البحرية، وإدارة المياه النظيفة والموارد الطبيعية، والسياسات والحوكمة البيئية، إضافة إلى توظيف الحلول الرقمية المستندة إلى الطبيعة. وسيتم تطوير هذه المشاريع وقيادتها تحت إشراف لجنة مشتركة تتولى إدارة البرنامج من خلال تحديد الأولويات، واختيار المقترحات ومتابعة تنفيذ المشاريع، لضمان تحقيق نتائج فعّالة ومستدامة، ما يضمن مواءمتها مع الأولويات البيئية الوطنية، والاستفادة من خبرات هيئة البيئة – أبوظبي في مجالَي الحوكمة والبحث العلمي.

تأتي هذه الشراكة في إطار مذكرات التفاهم الموقَّعة مع عدد من جامعات الدولة في مارس 2023، وتجسِّد التزاماً مشتركاً بالتميُّز العلمي، وحماية البيئة، وتحقيق أثر وطني ملموس. وتشكِّل إضافة نوعية إلى شبكة أبوظبي للأبحاث البيئية (ADERN)، التي أطلقتها الهيئة كشبكة بحثية علمية تجمع نخبة من الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الحكومية والخاصة. وتُتيح الشبكة لأعضائها فرصاً متميزة للتعاون وتبادل المعرفة والخبرات، وتطوير مشاريع بحثية علمية مشتركة تعزِّز الاستجابة للتحديات البيئية، والمساهمة في صياغة السياسات المبنية على الأدلة البحثية العلمية.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «تعكس هذه الشراكة مع جامعة الإمارات التزامنا الراسخ بتطوير سياسات بيئية تستند إلى الأدلة العلمية، من خلال دعم أبحاث علمية متقدمة. إنَّ تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والجهود الحكومية يشكِّل ركيزة أساسية للابتكار وإنتاج معارف جديدة، وتمكين الجيل المقبل من القادة البيئيين، وتحقيق أثر ملموس في أنظمتنا البيئية ومجتمعاتنا ومستقبلنا».

وأضافت سعادتها: «من خلال هذه المبادرة، تُمنح الأولوية للأبحاث التي تنسجم مع الاستراتيجيات الوطنية للمناخ والتنوُّع البيولوجي، وتتماشى مع التزامات دولة الإمارات خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب 28)، والأجندة الأوسع لأهداف التنمية المستدامة. وسيعمل خبراؤنا وباحثو جامعة الإمارات، على إشراك الطلاب المتفوقين في مراحل تطوير السياسات والحلول العملية. ما يسهم في تحسين الاستجابة لتغيُّر المناخ، وتعزيز المرونة البيئية، وتحقيق إدارة مستدامة للموارد الطبيعية».

وقال الأستاذ الدكتور أحمد الرئيسي، مدير جامعة الإمارات: «تعكس هذه الشراكة الاستراتيجية مع هيئة البيئة – أبوظبي التزام الجامعة بدعم جهود الاستدامة البيئية على المستوى الوطني، من خلال البحث العلمي والابتكار ونقل المعرفة. وسنعمل معاً على تطوير مبادرات فعّالة لمعالجة التحديات البيئية، مع تعزيز وعي الطلبة والمجتمع بأهمية صون النظم البيئية وتحقيق التنمية المستدامة».

ويشارك طلاب جامعة الإمارات بفاعلية في هذا البرنامج، من خلال إشراف مباشر من خبراء الهيئة، ويكتسبون خبرة عملية في مجالات البحوث التطبيقية، ما يُسهم في تنمية القدرات الوطنية في مجال العلوم البيئية. وستُعمَّم نتائج الأبحاث عبر المنشورات الأكاديمية، وموجزات السياسات، والندوات التخصُّصية، إلى جانب المساهمة في آليات إعداد التقارير الوطنية، ومنها تقرير دولة الإمارات عن أهداف التنمية المستدامة والمراجعة الطوعية الوطنية.

ويعكس هذا التعاون رؤية مشتركة طويلة الأمد تربط بين البحث العلمي وصياغة السياسات وخدمة المجتمع. ويمثِّل محطة بارزة في مسيرة البحوث البيئية المتكاملة، ويؤكِّد ريادة أبوظبي في ترسيخ الاستدامة في صميم أجندتها التنموية.