شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حفل تخريج دفعة عام 2025 من كلية أبوظبي للإدارة، التابعة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والذي أقيم على مسرح المجمَّع الثقافي في أبوظبي، وسط حضور رسمي وأكاديمي واسع.

ضمّت الدفعة 117 خريجاً وخريجة من برامج الماجستير التي تتيحها الكلية، وتشمل ماجستير إدارة الأعمال، وماجستير العلوم في الجودة وتميّز الأعمال، وماجستير العلوم في القيادة وتطوير الأعمال، وماجستير العلوم في تحليل الأعمال في تخصصَي إدارة الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك: «يسرني أن أكون معكم اليوم في هذا الاحتفال المبارك بالخريجين والخريجات من كلية أبوظبي للإدارة؛ هذه الكلية التي تسعى بكل جدّ والتزام إلى إعداد أجيال على درجة عالية من التأهيل في مجالات الإدارة وريادة الأعمال، ليكونوا قادرين تماماً على الإسهام النشط في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في المجتمع».

وأكد معاليه «إن الكلية في ذلك، وبحمد الله، إنما تعبّر عن فهمها العميق والتزامها القوي بالرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله وحماه، في ضرورة أن تكون الجامعات والكليات في الدولة مراكز حقيقية للتميّز، تأخذ بفلسفة واضحة للتعليم، يكون فيها الخريج مؤهّلاً للتجديد والابتكار، واعياً بآليات التفكير العلمي والتقني المتطوّر، قادراً على التعامل مع مختلف الحالات والعوامل، حريصاً على التعلّم الذاتي والمستمر، ملتزماً بالقيم والمبادئ النبيلة، مشاركاً في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدولة، بالإضافة إلى وعيه بالتطورات العالمية من حوله، ينفتح عليها ويتعامل معها بقدرة وذكاء».

وأضاف معاليه: «إن هذا الحفل الذي نهنئ فيه هؤلاء الخريجين والخريجات، الذين يدركون تماماً أهمية الفرص المتاحة أمامهم في هذا الوطن العزيز، إنما هو كذلك مناسبة مواتية لجميع أفراد أسرة هذه الكلية كي يتقدّموا بعظيم الشكر ووافر التقدير والاحترام إلى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله؛ يؤكدون لسموه وللدولة كلها الوعد بأن تكون كلية أبوظبي للإدارة دائماً نموذجاً وقدوة في الالتزام برؤيته في تطوير سبل أدائها لرسالتها؛ سواء في الأخذ بالأنظمة والمناهج وبرامج البحوث المتطورة، أو تعزيز علاقاتها مع مؤسسات المجتمع، أو الانفتاح على الكليات والجامعات العالمية المرموقة، أو الالتزام الثابت والقوي بتمكين أبناء وبنات الوطن من الإسهام الفاعل في تحقيق التنمية والرخاء في كافة ربوع الدولة، بل والمنطقة والعالم».

وتابع معاليه: «إن خدمة المجتمع في أبوظبي، وخدمة المجتمع في الإمارات كلها، والارتباط القوي بالنظام المعرفي والتقني في العالم، والحرص على تحقيق مستويات عالمية في الأداء، هي معالم رئيسية في عمل هذه الكلية؛ وذلك كله يجعلنا فخورين، إلى أبعد غاية، بهؤلاء الخريجين والخريجات؛ نعبر عن السعادة والسرور بهم، ونقدّم لهم تمنياتنا الطيبة بالنجاح والتوفيق، وهم ينتقلون اليوم إلى مرحلة عملية مهمة في حياتهم، ينطلقون إلى سوق العمل ويشاركون في خطط التطوير والتنمية بالدولة. ندعو لهم أن يكونوا دوماً، وبعون الله، رواداً في المجتمع، يحققون ما يطمحون إليه، وما يتوقعه الوطن منهم من أهداف وآمال وغايات».

وقال معاليه مخاطباً الخريجين والخريجات: «ألف مبروك لكم جميعاً؛ راجياً بإذن الله أن يكون كل منكم نموذجاً ناجحاً للخريج المؤهّل بحق؛ حتى تكونوا مصدر فخر لكليّتكم ومناط إشادة واعتزاز من الجميع. أنتم اليوم تخرجون إلى عالم يتغيّر باستمرار، عالم تتلاشى فيه الحدود ويتسم بالمنافسة على كل المستويات، ويتطلب منكم الأخذ بالمبادرة والقدرة على المنافسة والإنجاز. ولكي تحققوا ذلك، عليكم الإفادة من المعارف والمهارات في الإدارة وريادة الأعمال التي تزودتم بها في هذه الكلية، وأن تكونوا مثالاً وقدوة في العمل الجاد وتحمُّل المسؤولية والحرص على التعلّم المستمر. إننا في هذا الاحتفال نعبر لكم عن ثقتنا الكاملة بكم، وقناعتنا التامة بأنكم، بعون الله، ستكونون قوة دفع إيجابية في المجتمع والعالم. أتمنى لكم النجاح والتوفيق وأنتم تقومون، بعون الله، بخدمة بلدكم والاضطلاع بأدوار إدارية واقتصادية واستثمارية في الدولة والمنطقة والعالم».

وأضاف معاليه: «يسرّني اليوم أيضاً أن أرحّب بأفراد أسرِكم وأصدقائِكم وأشاركهم فرحتهم وسعادتهم بكم، كما أودّ في الوقت ذاته أن أحيّي أسرة الكلية: مجلس الأمناء، والإدارة، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين؛ وأن أعبر لهم عن جزيل الشكر والامتنان لقاء ما بذلوه من جهد طيب معكم، مع تمنياتي لهم جميعاً بدوام النجاح والتوفيق، ولهذه الكلية بكل تقدُّم وازدهار».

وختم معاليه كلمته بالدعاء قائلاً: «أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الإمارات دائماً كي تكون وباستمرار وطناً ناجحاً ومتقدّماً، وطناً للتنمية البشرية الحقة، وطناً للفرص والإمكانات المثمرة، وطناً للخير والسلام، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه. أشكركم، وكل عام وأنتم بخير».

وحضر الحفل كلٌّ من سعادة الدكتور طيب كمالي، رئيس مجلس أمناء الكلية، والدكتور مارك بولين، رئيس الكلية بالإنابة، إلى جانب أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وعدد من المسؤولين ومديري الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية وأولياء أمور الخريجين.

وقال سعادة الدكتور طيب كمالي، رئيس مجلس أمناء كلية أبوظبي للإدارة: «يُجسّد تخريج هذه الدفعة ثمرة الجهود المتواصلة التي تبذلها الكلية في إعداد وتأهيل قادة أعمال يمتلكون الكفاءة والمعرفة والقدرة على الإبداع والابتكار، بما يتوافق مع أولويات حكومة أبوظبي ورؤية الإمارات 2071».

وأضاف: «تفخر الكلية بدورها في تمكين الكفاءات الوطنية وتزويدها بالمهارات المطلوبة لمواكبة التحولات المتسارعة في بيئة العمل المعاصرة، من خلال برامج أكاديمية متجددة ومناهج تعليمية تُواكب أرقى المعايير العالمية في مجالات الإدارة وريادة الأعمال».

وقال الدكتور مارك بولين، رئيس الكلية بالإنابة: «نهنئ خريجي دفعة عام 2025 وذويهم على هذا الإنجاز المستحق، الذي يعكس ما اكتسبوه من معارف ومهارات نوعية خلال مسيرتهم الأكاديمية في كلية أبوظبي للإدارة»، مشيراً إلى «التزام الكلية بتوفير بيئة تعليمية محفّزة لريادة الأعمال، وطرح برامج متجددة تُواكب احتياجات سوق العمل وتدعم بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار».

وتضمن الحفل كلمة للخريجين عبّروا فيها عن امتنانهم وفخرهم بالتحاقهم بالكلية، مؤكدين تطلعهم للإسهام في مسيرة التنمية الوطنية. وتلت ذلك فقرة تكريم الخريجين وتسليم الشهادات، واختُتم الحفل بتقديم الهدية التذكارية إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والتقاط الصورة الجماعية التذكارية.