شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، فعاليات مبادرة أكتيف باركس التي نظمتها الدائرة يوم أمس في حديقة الشيخة فاطمة بأبوظبي، وذلك بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي وبلديات مدينة أبوظبي ومدينة العين ومنطقة الظفرة.

وتأتي هذه الزيارة، تزامناً مع الإعلان عن توسعة المبادرة لتشمل الفئات العمرية من عمر 8 سنوات وما فوق، في سبيل تعزيز مفهوم النشاط البدني في المجتمع واعتماده كأسلوب حياة عبر الاستفادة من المرافق المتنوعة التي توفرها الإمارة، كالحدائق العامة والمساحات الخضراء في أبوظبي ومدينة العين ومنطقة الظفرة.

وبداية ثمّن معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع زيارة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ومعالي نورة الكعبي واطّلاعهم على احدى الجلسات التدريبية لمبادرة أكتيف باركس، منوها بأهمية هذه الزيارة في دعم المبادرة وتعزيز أهمية البرنامج في ترسيخ دعائم المجتمع الصحي وتجاوز التحديات التي تمنع من ممارسة الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق أهداف البرنامج في منح جميع الأفراد باختلاف أعمارهم وقدراتهم البدنية فرصة لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة والتي تُسهم في تحسين وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية.

وأكد رئيس دائرة تنمية المجتمع أن القيادة الرشيدة تسعى دائماً إلى توفير البيئة الصحية المناسبة من خلال رؤيتها في جعل الرياضة أسلوب حياة لمجتمع أبوظبي ونمط صحي لجميع الفئات، لاسيما أن المبادرة تشمل أيضاً أصحاب الهمم الذين يشكلون جزءا أساسيا من المجتمع الذي نسعى وبالتعاون مع الشركاء إلى تمكينهم ومنحهم كامل الفرص من الحقوق والخدمات التي تتمتع بها الفئات المجتمعية الأخرى.

وأوضح رئيس دائرة تنمية المجتمع أن الدائرة حرصت على اطلاق استبانة جودة الحياة منذ عام 2019 باعتبارها أداة مهم لقياس للوقوف على التحديات المجتمعية والعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تضمن توفير الحياة المعيشية أفراد المجتمع وتطوير منظومة العمل للقطاع الاجتماعي والحكومي وتحقيق الرفاه وجودة الحياة، لافتاً إلى أنه ومن ضمن المؤشرات الـ 14 الرئيسية في الاستبانة تم وضع مؤشر للصحة والذي يندرج منه محور ممارسة الرياضة البدنية، وبينت نتائج الدورة الثانية أن 67% من سكّان الإمارة يمارسون التمارين الرياضية معظم الأيام لتحتل رياضة المشي النسبة الأعلى بمعدل 76.5%، فيما بلغت نسبة الأفراد الذين لم يمارسوا أي من التمارين الرياضية 23%، لذا تأتي أهمية إطلاق مثل هذه المبادرات فرصة لتعزيز المفهوم الرياضي لدى الأفراد وانتهاجها كأسلوب حياة.

ووجه معاليه الشكر إلى كافة الجهات المشاركة كمجلس أبوظبي الرياضي وبلديات مدينة أبوظبي ومدينة العين ومنطقة الظفرة، والإدارة المجتمعية لشؤون منطقة الظفرة التي أكدت نجاحها منذ انطلاقها وحتى اليوم من خلال الإقبال التي شهدته من أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأعمارهم، وهو ما عكس التفاعل والوعي المجتمعي بأهمية الرياضة واللياقة البدنية ودورها الفعّال في الحد من التحديات والمعوقات الصحية المختلفة للعيش في بيئة يسدوها السلام والتعايش.

وبيّن معاليه أهمية المبادرة في نشر وتعزيز ثقافة التمارين الرياضية والبدنية لأفراد المجتمع كافة، ودورها الرائد في توفير نظام بيئي رياضي، يتماشى مع رؤية أبوظبي في بناء مجتمع نشيط يلتزم بممارسة الأنشطة الرياضية، وتنظيم قطاع الرياضة، موضحاً أن التخطيط لإطلاق هذه المبادرة استند على دراسات وأبحاث علمية مستفيضة وفقا لأفضل المعايير والممارسات العالمية في هذا المجال.

من جانبه أكد سعادة عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي على أهمية ودور الأنشطة والحصص التدريبية لمبادرة اكتيف باركس التي استطاعت أن تحفز عموم فئات المجتمع على ممارسة النشاط الرياضي اليومي بمشاركة واسعة، ما يؤكد التفاعل المجتمعي تجاه هذه المبادرات البناءة والبرامج المتقدمة التي تساهم في الارتقاء بالرياضة المجتمعية والوصول لكافة فئات المجتمع، بما يدعم مؤشر جودة الحياة ويساهم في ترجمة خطط ورؤية إمارة أبوظبي في بناء مجتمع صحي ونشيط.

وأعلن منظمو المبادرة، بعد النجاح الكبير الذي حققته منذ انطلاقها، عن توسيع برنامجها ليتيح الحضور للأطفال من عمر ثمانية أعوام وما فوق؛ فضلاً عن إضافة أربع جلسات خلال أيام السبت والأحد لتلبية الطلب الكبير على البرنامج. وتتوزع الحصص الإضافية على حديقة مدينة محمد بن زايد التي تستضيف جلسةً لتمارين البوت كامب يوم السبت في 8:00 صباحاً، وجلسة لتمارين الكروس فيت في الساعة 9:00 صباحاً، بينما تستضيف حديقة الشيخة فاطمة جلسة تمارين كروس فيت يوم الأحد في الساعة 8:00 صباحاً، ويتبعها جلسة بوت كامب في 9:00 صباحاً.

من جهته، أوضح سعادة محمد هلال البلوشي، المدير التنفيذي لمكتب الشؤون الاستراتيجية في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أن توفير الجلسات الإضافية وإدراج فئة الأطفال من عمر 8 أعوام فما فوق يهدف إلى استقطاب مزيد من المشاركين وتشجيعهم على اعتماد الخيارات الصحية، بغض النظر عن أعمارهم أو جنسياتهم أو قدراتهم الرياضية، لاسيما أن البرنامج استقطب منذ انطلاقه مئات المشاركين من أفراد المجتمع وحضورهم  أكثر من 200 جلسة، وهو ما ينسجم مع أهداف المبادرة في تشجيع جميع افراد المجتمع على اعتماد أسلوب حياة نشط وصحي.

وتقدم مبادرة أكتيف باركس التي تستمر حتى 26 يناير مجموعةً واسعةً من الأنشطة الرياضية الصحية والترفيهية، بما فيها تمارين الزومبا والجري والبوت كامب والكروس فيت واليوغا مع حصص تدريبية تتلأم مع أصحاب الهمم. ويتوفر جدول الأنشطة كاملاً على موقع الدائرة الإلكتروني (www.addcd.gov.ae)، ويمكن للمشاركين استعراض أدائهم وتجربتهم خلال البرنامج باستخدام الوسم #أكتيف_باركس على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتؤكد المبادرة التي انطلقت في مجموعة من الحدائق العامة والمساحات الخضراء العصرية على التزام حكومة أبوظبي بترسيخ نمط الحياة الصحي القائم على الأنشطة الرياضية واتباع العادات الصحية، بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح البالغين بممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل لتحسين الصحة الجسدية والنفسية.