أضحى «يوم زايد للعمل الإنساني» موعداً سنوياً يتجدَّد فيه الاحتفاء بسيرة زايد الخير، زايد العطاء، زايد الإنسان، وأصبح هذا اليوم محطة تاريخية مهمة نستذكر فيها قدوة الإنسانية وباني نهضة العمل الخيري بسيرته الطيبة من البذل والإخلاص في خدمة قضايا الإنسانية، سيرة تتخذها أجيال الحاضر والمستقبل نبراساً ينير دربهم، ومصدر إلهام لمواصلة إرث عريق من التسامح قدَّم دروساً للإنسانية في قيم الإنسانية. 

منذ بداية حكم الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، نذر على نفسه أن يغرس في كلِّ قلعة من قلاع حب الخير والعطاء، في ربوع وطنه، بذرةً من بذور فكر زايد ونهجه، بذوراً فتقت العقول وأنارت القلوب في دروب العمل الإنساني، بذوراً أشجارها ظلال وارفة في إشاعة قيم التضامن، وثمارها قطوف دانية في فعل الخير. 

يشهد التاريخ أنَّ أيادي زايد البيضاء كانت دائماً تُسارع إلى إغاثة المنكوبين، ونجدة المستضعفين، ونصرة المظلومين للتخفيف من آلام الأمهات الثكلى، وهموم النساء الأرامل، ودموع الأطفال الأيتام في مشارق الأرض ومغاربها، حتى بات اسم «زايد» مقترناً لدى جميع الشعوب والأقطار بالخير والإحسان والعمل الإنساني وتقديم يد العون إلى القاصي والداني.

ما وصلت إليه، اليوم، دولة الإمارات العربية المتحدة من سمعة طيبة بين الأمم هو استمرار لنهج وإرث زايد الإنساني، الذي أخذ على عاتقه مسؤولية دعم الدول الشقيقة والصديقة، فكان عطاء وكرم الدولة، قيادةً وحكومةً وشعباً، ثمرةً من ثمار غرس زايد العطاء، ولبنةً من لبنات بناء زايد الخير، الذي سيظلُّ كرمه منبعاً لا ينضب يغرف منه شعبه قيم الكرم والجود والخير، وعطاؤه مَعِيناً ننهل منه القيم الإنسانية النبيلة. 

سيتذكر التاريخ، ومعه شعوب العالم، مواقف الوالد المؤسِّس في محطات إنسانية مُشرفة رفع فيها كلمةَ الحق نصرةً للمستضعفين، ودافع فيها عن قضايا الشعوب العادلة، وأعلى فيها راية فعل الخير والتضامن وإغاثة الملهوف، ليبقى اسم «زايد الخير» راسخاً في القلوب والعقول يُرفرف في سماء العطاء والتعاون الإنساني، ويحوِّل الإماراتِ إلى واحةٍ غَنّاءَ نسَّمت الكونَ بأريج خيرها، وعطَّرت تاريخ الإنسانية بعبير عطائها. 

احتفاؤنا بيوم زايد للعمل الإنساني هو اعترافٌ بجميل قائد عظيم زرع بين أهله ووطنه قيم العطاء والخير، فحصد الوفاء والتقدير والإخلاص من شعبه، هو وفاء ببعض الدَّيْن، فدَيْنه دَيْنُ النعمة الذي لا يُردُّ أبداً، دَيْنٌ سيبقى في ذمتنا وذمة أجيال المستقبل، على أمانة أدّاها بكلِّ إخلاص، ورسالة بلَّغها بكلِّ تفانٍ، تاركاً لشعبه إرثاً إنسانياً عظيماً زرع في قلوب شعوب العالم رصيداً من المحبة والتقدير والاحترام لـ«عيال زايد» يتفاخرون به بين الأمم، إرثاً من العمل الإنساني يبوِّئ الشعبَ الإماراتيَّ دائماً ذروة سنام مكارم الأخلاق وقيم العطاء والتآخي بين أقطار العالم.