نظَّم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع «بيورهيلث»، جلسةً حوارية بعنوان «في ضيافة سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي»، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تمحورت حول برنامج «مسيرة المرأة الإماراتية». استقطبت الجلسة سيدات إماراتيات رائدات من مختلف القطاعات، ومنها الصحة والرياضة، وناقشت الإنجازات والأدوار البارزة التي حقَّقتها المرأة الإماراتية في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ويأتي تنظيم الجلسة في إطار البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة عن الصحة النفسية، الذي تُعقَد فعالياته يوم 10 أكتوبر 2024 في أبوظبي، وتركِّز بشكل خاص على الأطفال واليافعين والأسر والمرأة، بهدف إرساء حوار شامل عن قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات، واعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي، وتوفير الدعم، وطرح حلول فعّالة لهذه القضايا، وتبادل الخبرات، ومناقشة السياسات الخاصة، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية في هذا المجال.

وتهدف مبادرة مسيرة المرأة الإماراتية إلى ضمان حصول المرأة الإماراتية على التدريب المناسب، والتعلُّم المستمر، والتوجيه الاحترافي الذي يدعمها في تحقيق حلمها، وتقدِّم برنامجاً مُصمَّماً خصيصاً لتمكين السيدات الإماراتيات في القطاعات كافَّة، وتعليمهِنَّ المهارات المطلوبة لتعزيز القدرة والكفاءة الذاتية للتميُّز في مسارهِنَّ المهني والشخصي.

وخلال الجلسة، استعرضت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تجربتها في مجال العمل العام، والدور القيادي الذي تؤدّيه في إدارة المجلس، مؤكِّدةً أنَّ مُلهمتها الأولى في هذه التجربة هي سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، رائدة تمكين المرأة الإماراتية، والداعمة الأولى لحقوقها والارتقاء بدورها في التنمية المستدامة.

وقدَّمت سعادتها عرضاً لاستراتيجية المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، مبرزةً أهمَّ المشاريع التي تتضمَّنها خطة المجلس لعام 2024، وفي المقدِّمة منها منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة عن الصحة النفسية، الذي سيشكِّل نقطة انطلاق نحو مزيدٍ من الفعاليات الداعمة للمرأة والطفل، ما يُسهم في ترسيخ تماسُك الأسرة الإماراتية باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمع، والحاضنة التي تُخرِّج للوطن أجيالاً قادرةً على حمل رايته، واستكمال مسيرته الظافرة نحو تحقيق طموحاته وغاياته.

وقالت سعادتها: «إنَّ تمكين المرأة، والارتقاء بمهاراتها وقدراتها في المجالات المختلفة، ومنحها المكانة والدور اللذين تستحقهما ينعكس بلا شكٍّ على الصحة النفسية لها على المستويين الفردي والجماعي، انطلاقاً من أنَّ وجود القدوة الناجحة والفاعلة والمؤثّرة، القادرة على أداء دورها بكفاءة، وحمل مسؤولياتها باقتدار في خدمة وطنها ومجتمعها وأسرتها، يشكِّل عامل تحفيز وتشجيع للنساء في أرجاء الوطن كافَّة، لتتخذ كلٌّ واحدةٍ منهنَّ زمام المبادرة، وتتجاوز التحديات، وتنطلق نحو آفاقٍ أرحبَ من العطاء والتميُّز والنجاح».

وأكَّدت سعادتها أنَّ دولة الإمارات تمثِّل اليوم نموذجاً من أهمِّ النماذج العالمية التي يُحتذى بها في تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها لتولّي مهام القيادة في القطاعات كافّة؛ القطاع السياسي، وزيرة وبرلمانية، والقطاع القانوني، قاضية ومحامية ووكيلة نيابة، والقطاع الإداري، مديرة ومسؤولة في المراتب المتقدِّمة.

وشاركت في الجلسة الدكتورة بياتريس هنكل، خبيرة القيادة الذاتية، التي أكَّدت ضرورة أن تتعرَّف المرأة أولاً على ذاتها، وأن تُدرك ما تمتاز به من مهارات، وما تمتلكه من قدرات، وأن تحدِّد ما تسعى إلى تحقيقه من أهداف بناءً على ذلك. وتحدَّثت نيرفانا يحيى، مدرِّبة الأداء الاستراتيجي، عن طبيعة المرأة التي تؤدِّي أدواراً متعددة في محيطها، في المنزل أو الأسرة أو العمل أو المجتمع، وهو ما يمكِّنها من التأثير عميقاً، ويؤهِّلها لتولّي دورٍ قياديٍّ يمكِّنها من إحداث تأثير حقيقي.

وتناولت عهد شهاب، المدربة الرياضية، موضوع الحركة وهرمون السعادة، لافتة إلى أنَّ العضلات وحركتها تولِّد هرمونات السعادة، وأوضحت أهمية الحركة. واستضافت الجلسة، شايستا آصف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيور هيلث»، التي سلَّطت الضوء على أنَّ البرنامج مُصمَّم لدعم جهود المشارِكات الإماراتيات لتحقيق أهدافهِنَّ الشخصية والمهنية.

وأكَّدت آصف أنَّ مسار تطوير المواهب يركِّز على الاهتمام بشغف وطموح المشارِكات للاحتراف في مجالات معينة من بينها الرياضة، والشِّعر، والتأليف وإصدار الكتب، والمشاركة في تطوير برامج طبية، والمبادرات التي تُسهم في ازدهار المجتمع. وبيَّنت آصف أنَّ مسار تطوير الكفاءة الذاتية يهدف إلى تطوير المهارات الذاتية، وتعزيز مناطق القوة لدى المرأة الإماراتية من خلال تخصيص مدرِّبة تُعنى بتطوير شخصية المشارِكة، وإظهار أفضل ما لديها، وتقديم التسهيلات لها من أجل تعزيز مهاراتها المكتسبة وتدريبها من خلال مجاراة قدوة ميدانية ملهمة في مجال الاختصاص وفق خيارات المرشَّحة.