تنظِّم دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، بالتعاون مع شركة ديلويت الشرق الأوسط، النسخة الثانية من منتدى الرعاية الاجتماعية 2025، يومَي 24 و25 سبتمبر 2025 في فندق هيلتون أبوظبي – جزيرة ياس، تحت شعار «الجاهزية المستقبلية في الرعاية الاجتماعية: الإنسان، والممارسة، والسياسة». ويمثِّل المنتدى منصة استراتيجية تجمع القادة والخبراء وصنّاع السياسات، لمناقشة مستقبل الإنسان والممارسة والسياسة في القطاع الاجتماعي.
ويؤكِّد المنتدى مكانته مرجعاً رائداً للحوار الاستراتيجي وتبادل الخبرات، حيث يطرح أبرز التوجُّهات العالمية والتطورات المستقبلية في مجال الرعاية الاجتماعية، مع التركيز على تمكين الكفاءات، وتعزيز الابتكار، وتبنّي التكنولوجيا الحديثة لتطوير الخدمات. ويهدف المنتدى إلى الارتقاء بجودة الحياة من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي تمكين الأفراد، وتطوير الممارسات المهنية، وإعادة صياغة السياسات المجتمعية بما يواكب متطلبات المستقبل.
ويستقطب المنتدى نخبة من الوزراء وصنّاع القرار والخبراء المحليين والدوليين، إلى جانب العاملين في قطاع الرعاية الاجتماعية، وممثّلي الجهات الحكومية والخاصة، والباحثين والأكاديميين، وطلبة الجامعات، ليشكِّل منصة شاملة لتعزيز التعاون وبناء شراكات مؤثِّرة تُسهم في تطوير القطاع الاجتماعي محلياً وإقليمياً ودولياً. ويرسِّخ المنتدى دوره كامتداد للعمل المؤسسي والاستراتيجي الذي أنجزته دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي دعماً لتحقيق أهداف عام المجتمع في دولة الإمارات، وانسجاماً مع رؤية أبوظبي في بناء قطاع اجتماعي أكثر شمولاً واستدامة.
يتضمَّن البرنامج سلسلة من الجلسات الحوارية بمشاركة عدد من الوزراء والقادة الاجتماعيين وخبراء القطاع، تُناقش قضايا محورية، منها برامج الدعم الاستباقي عبر مختلف مراحل الحياة، ودور صوت العاملين في الصفوف الأمامية، إلى جانب جلسات تفاعلية تُطرَح خلالها نماذج رعاية مبتكَرة قائمة على الأدلة، تراعي احتياجات الأطفال والشباب وكبار المواطنين، وتعزِّز أنظمة الأسرة، فضلاً عن استعراض دور البيانات في صياغة السياسات المستقبلية.
تنطلق فعاليات اليوم الأول بكلمة افتتاحية للدكتورة هيلاري كوتام بعنوان «مبادئ الرعاية في القرن الحادي والعشرين»، وهي كاتبة ورائدة أعمال اجتماعية ومستشارة للسياسات، يليها كلمة يقدمها الدكتور فيكتور بينيدا الخبير في حقوق الإنسان ورئيس مؤسسة فيكتور بينيدا، بعنوان: «الإنجازات في الرعاية الاجتماعية: إطار تكاملي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي لمستقبل شامل». وتختتم الجلسة الافتتاحية بحوار وزاري رفيع المستوى حول «مستقبل الرعاية الاجتماعية»، بمشاركة نخبة من الوزراء المرموقين من مختلف دول المنطقة والعالم، بهدف تبادل الرؤى الوطنية، واستعراض الابتكارات في السياسات، وبحث الاستراتيجيات الحكومية المشتركة.
ويشهد اليوم الأول أيضاً، جلسات تفاعلية تناقش رفاهية العاملين في مجال الرعاية، إلى جانب لقاء حواري خاص مع الخبير العالمي كولين ميلنر، المؤسِّس والرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للشيخوخة النشطة، بعنوان «إعادة تعريف الشيخوخة: الابتكار، والشمول، ومستقبل الشيخوخة»، إضافة الى عدة جلسات وورش أخرى.
ويشهد اليوم الثاني العديد من الجلسات والورش، تبدأ بمقابلة مع الدكتورة سارة كارليك، مدير مؤسسة «مي سيف» (استشارية الحماية الرقمية)، تتبعها جلسة حوارية بعنوان «صوت العاملين في الصفوف الأمامية»، يناقش خلالها عاملون في القطاع الاجتماعي أبرز التحديات والتطورات في ميدان العمل، وتليها جلسة تفاعلية بعنوان «نماذج رعاية اجتماعية فعّالة – رعاية وإقامة مدعومة لكبار السن». وفي ختام اليوم، تُعقَد جلسة حوارية بعنوان «الاستقطاب والحفاظ على الكفاءات: ممارسات مبتكَرة من أجل مستقبل القوى العاملة في الرعاية الاجتماعية» للتركيز على استراتيجيات جذب الكفاءات المتميِّزة والاحتفاظ بها في هذا المجال.
ويقام على هامش الفعاليات معرضٌ متخصِّصٌ يضمُّ عدداً من الجهات العارضة من القطاعات الحكومية والخاصة والثالثة، ويُتيح منصة للتواصل المباشر بين هذه الجهات وصنّاع القرار، إضافةً إلى استعراض أبرز الحلول الذكية والابتكارات الداعمة لتلبية متطلبات المجتمع.
ويشهد المنتدى كذلك جلسات تدريبية متخصِّصة في الرعاية الاجتماعية، أبرزها: «الذكاء الاصطناعي والتحليلات في الرعاية الاجتماعية – للقادة» مع دانييل كاسون، و«الذكاء الاصطناعي والتحليلات في الرعاية الاجتماعية – للمهنيين»، مع البروفيسور لوري غولدكايند من جامعة فوردهام، و«حماية الطفل والكشف المبكر عن المخاطر»، مع البروفيسور عبدالودود خربوش، إضافةً إلى جلسة «الرؤى السلوكية من أجل سياسات أفضل».
ويشهد المنتدى عقد ورش عمل تدريبية متخصصة للتطوير المهني المستمر، منها ورشة بعنوان «إدارة الحالات في الرعاية الاجتماعية بناءً على فهم الصدمات النفسية» للمتحدثة جيني قراي، بالإضافة إلى ورشة «الممارسات العملية لدعم رفاهية الطفل والأسرة» للدكتورة أزهار أبوعلي.
وقال مبارك العامري، المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: «نولي في هذه النسخة اهتماماً خاصاً بتمكين الكفاءات العاملة في القطاع الاجتماعي، عبر ورش تدريبية متخصِّصة تزوِّدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التغيُّرات المستقبلية وتطوير الممارسات اليومية. وفي الوقت ذاته، يُتيح المنتدى منصة للتعلُّم المتبادل من خبرات دولية وإقليمية، حيث نعمل على مواءمة أفضل التجارب العالمية مع خصوصية مجتمع أبوظبي، ما يضمن أنَّ التوصيات التي نخرج بها ليست نظرية فقط، بل قابلة للتطبيق وتُحدِث فارقاً ملموساً في حياة الأفراد والأُسر».
يُسهم المنتدى في إعادة صياغة السياسات المجتمعية وتبنّي الابتكار الرقمي والتقنيات الحديثة، لتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية، مع التركيز على دعم الفئات الأكثر احتياجاً. ويهدف إلى تمكين العاملين في القطاع الاجتماعي عبر التدريب والتأهيل، ما يرفع مستوى الكفاءة والمصداقية في تقديم الخدمات، ويعزِّز مكانة أبوظبي مركزاً إقليمياً رائداً لتطوير قطاع الرعاية الاجتماعية.
تشكِّل النسخة الثانية من المنتدى امتداداً للنجاح الذي حقَّقته الدورة الأولى عام 2024، والتي شهدت مشاركة أكثر من 40 متحدثاً محلياً ودولياً، وأسفرت عن توصيات مهمة أبرزها الاستثمار في الكفاءات البشرية، واعتماد حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وتأتي الدورة الحالية لتترجم هذه التوصيات إلى برامج عملية وجلسات عميقة، تُسهم في تحويل الرؤى إلى واقع ملموس، وترسِّخ مكانة أبوظبي مركزاً إقليمياً وعالمياً لتطوير السياسات والممارسات الاجتماعية.