بمشاركة 3,000 شخص من كافة الجاليات المقيمة في دولة الإمارات، تقدَّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، يرافقه السفير الصيني في دولة الإمارات، والشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس اتحاد الإمارات للرجبي، «مسيرة التسامح نحو المريخ»، التي نظَّمتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع «ألعاب الماسترز أبوظبي 2026» ضمن الأنشطة الجماهيرية للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش، الذي يستمر لليوم الثالث في حديقة أم الإمارات. وشارك في المسيرة سعادة عفراء الصابري، المدير العام في وزارة التسامح والتعايش، وعدد من القيادات الاتحادية والمحلية والدينية والرياضية والتعليمية والفكرية في الدولة، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من أصحاب الهمم وكبار المواطنين.
وزرع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان شجرةً من الصين، في حين زرع سعادة تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، الذي تحلُّ بلاده «ضيف شرف المهرجان»، شجرة الغاف في صدارة حديقة التسامح، وشاركت في الزراعة سفيرةجمهورية الباراغواي لدى دولة الإمارات. كما أزاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان برفقة السفير الصيني الستار عن اللوحة التذكارية في حدائق التسامح بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس حديقة أم الإمارات.
وواصلت أجنحة سفارات الدول المشارِكة في المهرجان تقديمَ أنشطتها المتنوّعة في اليوم الثالث للمهرجان إضافةً إلى العروض على المسرح الرئيسي للمهرجان، وضمَّت أنشطة المهرجان فعاليات قدَّمتها أجنحة سفارة جمهورية الصين الشعبية، وسفارة مملكة تايلاند، وسفارة جمهورية الفلبين، وسفارة جمهورية إندونيسيا، وسفارة جمهورية الباراغواي، وسفارة جمهورية نيبال الديمقراطية الفيدرالية، وسفارة جمهورية كازاخستان، وسفارة جمهورية المالديف، والجمعية الأردنية، وسفارة دولة فلسطين، وسفارة جمهورية غواتيمالا، وسفارة جمهورية المجر، وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسفارة جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، وسفارة جمهورية إيران الإسلامية، وسفارة جمهورية غينيا، وسفارة جمهورية زيمبابوي، وسفارة جمهورية الهند.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إنَّ مسيرة التسامح نحو المريخ تأتي تعبيراً عن اهتمامنا جميعاً بتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لدى كافة فئات المجتمع»، معبِّراً عن سعادته بمشاركة الجميع الذي عزفوا جميعاً سيمفونية رائعة بكافة اللغات والألوان تعبِّر عن رغبة الجميع في إعلاء وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأُخوَّة الإنسانية وقبول الآخر، والتعاون المشترك لما فيه الخير للجميع.
وأشاد معاليه بمشاركة «ألعاب الماسترز أبوظبي 2026» لتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة من أجل صحة أفضل، ولكي يتشارك الجميع في هذه المبادرة التي تضمُّ كافة فئات المجتمع الإماراتي.
وأضاف معاليه: «إنَّ المشاركة المجتمعية الواسعة في مسيرة التسامح نحو المريخ تمثِّل تجسيداً حياً لمسار التسامح الذي تعيشه دولة الإمارات واقعاً على الأرض، حيث استطاعت دمج الجميع على اختلافاتهم وتنوُّعهم، لتقدِّم للعالم نموذجاً ملهماً في قِيم التسامح والتعايش، وهي القيم التي استلهمتها دولة الإمارات من أقوال وأفعال ومواقف الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، الذي أسَّس هذا الوطن الغالي على مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر».
وحول حدائق التسامح ودورها في المهرجان، أكَّد معاليه أنَّ مبادرة حدائق التسامح التي تنفِّذها الوزارة تأتي تعبيراً عن الارتباط بالبيئة المحيطة، وإدراكاً لدورها في تشكيل طبيعة الحياة في المجتمع، حتى يُتاح أمام الزوّار فرصة التعرُّف على الاختلافات في عالم النباتات، في الدولة والعالم، والاحتفاء بالسلوك الإيجابي مع البيئة ومقوّمات الحياة، إضافة إلى كون هذه الحدائق مجالاً للحوار حول الخصائص النباتية والبيئية في الدول المختلفة، معبِّراً عن سروره بأن تتشارك دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية زراعة أشجارهما في الحديقة كتجسيد حي للعلاقات الطيبة بين البلدين.
وعبَّر معاليه عن سعادته بمشاركة سفير جمهورية الصين الشعبية بزراعة شجرة الغاف في حدائق التسامح هذا العام، تعبيراً عن الاهتمام المشترك بتحقيق التواصل الإيجابي، وتنمية العلاقات المثمرة، لما فيه مصلحة البلدين. وأشار معاليه إلى أنَّ هذا التعاون بين وزارة التسامح والتعايش وسفارة جمهورية الصين الشعبية هو تأكيد لأهمية التعاون الدولي من أجل بناء جسور التفاهم والتعارف والوفاق، ومن أجل بناء العلاقات الدولية على أُسس العمل المشترك والاحترام المتبادل.
وقال معاليه: «إنَّ المهرجان يحمل رسالة سلام ومحبة من دولة الإمارات إلى الجميع، ويعبِّر بقوة عن الاعتزاز بمؤسِّس الدولة، والحرص على الوفاء لإرثه، من خلال الالتزام بالاستمرار على قدر التوقعات والطموحات التي تمثَّلت في قيادته الحكيمة لهذا الوطن العزيز». وأكَّد معاليه أنَّ احتضان أبوظبي لهذا المهرجان هو تعبير صادق عن مكانتها كحاضنة لقيم ومبادئ التسامح والأُخوَّة الإنسانية، التي تمثِّل المنطلق الحقيقي لأيِّ أنشطة أو برامج أو أحداث. وسيظلُّ المهرجان إحدى أهمِّ المنصات التي تسمح للجميع بالتعبير عن قيمهم ورؤيتهم، وفق قاعدة عامة هي احترام الآخر والالتزام بقيم ومبادئ الأُخوَّة الإنسانية التي أقرَّها العالم انطلاقاً من أبوظبي.
وأكَّد معاليه أنَّ كافة المشاركين في المهرجان يجمعهم الإيمان بقيم التسامح والتعايش، على اختلاف أديانهم وألوانهم وجنسياتهم، ولذا سيظلُّ المهرجان الوطني للتسامح والتعايش فرصة لتبادل الأفكار والانفتاح على الجميع، وإتاحة الفرصة للجميع للتعرُّف عن كثب على دولة الإمارات وقيمها وحضارتها وتقاليدها وإبداعاتها ونهضتها ودورها.