أعلنت هيئة زايد لأصحاب الهمم أنها ستستضيف في أبوظبي للمرة الأولى في المنطقة العربية، المؤتمر العالمي للجمعية الدولية لمترجمي لغة الإشارة (واسلي). ويتيح المؤتمر فرصة عرض الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص أصحاب الهمم، وأجندة أهداف التنمية المستدامة 2030.

ويُتيح المؤتمر أيضاً لمترجمي لغة الإشارة والأطراف المعنية فرصة التعرف بعمق أكبر على تاريخ دولة الإمارات وثقافتها ونهجها المتقدِّم تجاه مجتمعات الصم ومترجمي لغة الإشارة الذين يلبّون احتياجاتهم.

ويجمع «مؤتمر الجمعية الدولية لمترجمي لغة الإشارة» بين مترجمي لغة الإشارة ومعلمّي الترجمة الإشارية والأطراف المعنية من الجهات الحكومية والمجتمع، لمناقشة التطورات في تعليم ترجمة لغة الإشارة والتدريب والبحث وتقديم الخدمات الاحترافية، ويشكِّل أيضاً فرصة للمترجمين المحليين للتعامل مع المترجمين من المنطقة والعالم.

ووقَّعت هيئة زايد لأصحاب الهمم، والجمعية الدولية لمترجمي لغة الإشارة «واسلي» ومكتبها الإقليمي في الوطن العربي وثيقة إطلاق برنامج دبلوم متخصِّص في الترجمة بلغة الإشارة (مترجم لغة الإشارة)، كخطوة لتعزيز التواصل والشمولية للأشخاص الصم وضعاف السمع في العالم العربي، وكنموذج عربي متخصِّص في هذا المجال. واعتُمِد الدبلوم من المركز الوطني للمؤهلات، التابع لوزارة التعليم العالي في دولة الإمارات، تحت مسمّى «دبلوم المستوى الرابع في ترجمة لغة الإشارة».

ويهدف الدبلوم إلى تأهيل كوادر وطنية محترفة في الترجمة الفورية والتحريرية للغة الإشارة العربية والدولية، ورفع جودة الخدمات الموجَّهة للصم وضعاف السمع في القطاعات الحكومية والخاصة، وفي مجالات التعليم والصحة، والقضاء والإعلام والخدمات العامة.

وأعدَّت الهيئة أدلة تدريبية لكافة المقررات الدراسية لبرنامج الدبلوم، استندت إلى أعلى المعايير المهنية الدولية. ويتضمَّن البرنامج مهارات معرفية ومهارية متقدِّمة، وتدريباً ميدانياً معتمَداً، مع الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية لمهنة الترجمة والمترجم بلغة الإشارة لضمان دقة وكفاءة الترجمة.

وقال سعادة عبدالله عبدالعالي الحميدان، الأمين العام لهيئة زايد لأصحاب الهمم: «نفخر باستضافة أبوظبي للمؤتمر العالمي للجمعية الدولية لمترجمي لغة الإشارة (واسلي) للمرة الأولى في المنطقة العربية، والذي يُمثِّل منصة عالمية لتبادل الخبرات، ومناقشة مستقبل هذه المهنة الحيوية، ويُعزِّز مكانة دولة الإمارات وجهةً رائدةً في مجال الدمج والشمولية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمثِّل إطلاق برنامج الدبلوم واعتماده خطوة نوعية جديدة ضمن مسيرة دولة الإمارات في بناء منظومة تعليمية ومهنية متكاملة تعزِّز حضور أصحاب الهمم في المجتمع».

وأضاف سعادته: «تعكس هذه المبادرات الثقة الدولية بقدرات دولة الإمارات على ابتكار حلول تعليمية ومهنية تُحدث أثراً ملموساً، وتُبرز مكانة أبوظبي كمنصة عالمية للحوار والتعاون في القضايا المرتبطة بالدمج والشمولية. نحن نتطلَّع إلى أن يكون هذا الإنجاز حافزاً لإطلاق مزيدٍ من المبادرات النوعية التي تُعزِّز جودة الحياة وتُرسِّخ قيم المساواة والتمكين، ونحن في هيئة زايد نؤمن بأنَّ الاستثمار في الكفاءات المتخصِّصة في مجالات الإعاقة السمعية هو استثمار في مستقبل أكثر شمولاً وعدلاً، حيث نضع الإنسان في صميم التنمية المستدامة، وإننا على ثقة بأنَّ هذا التعاون سيُسهم في بناء مجتمع أكثر تواصلاً وإنصافاً، ويُترجم رسالة دولة الإمارات الإنسانية في تمكين أصحاب الهمم ومَنْحِهم فرصاً متساوية للمشاركة والمساهمة في مسيرة التنمية».

ويُسهم اعتماد الدبلوم واستضافة المؤتمر في دعم استدامة الخدمات الشاملة، ويفتح المجال لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه المترجمين المتخصِّصين في لغة الإشارة، وتبادُل الخبرات مع مؤسسات دولية تهتم بهذا المجال، ويُعَدُّ فرصة لدعوة الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي لتوحيد الجهود في دعم قضايا الصم والمساواة في الفرص.

وتضمُّ الجمعية الدولية لمترجمي لغة الإشارة تسعة أقاليم، هي إفريقيا، المنطقة العربية، آسيا، منطقة البلقان، أوروبا الشرقية - آسيا الوسطى والقوقاز، أوروبا، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، أمريكا الشمالية، وأوقيانوسيا.