احتفلت هيئة الرعاية الأسرية، بالشراكة مع جامعة نيويورك أبوظبي – مكتب التعليم التنفيذي، وكلية سيلفر للعمل الاجتماعي في جامعة نيويورك، بتخريج موظّفيها الـ18 من قطاع الحالات الأسرية، المشاركين في برنامج التطوير المهني المتخصص في إدارة الحالة، والمعني بتنسيق وتقديم خدمات الدعم الاجتماعي للأُسر والأفراد في أبوظبي، وتنفيذ التدخلات الشاملة والمتكاملة التي تناسب احتياجاتهم.
يتميَّز هذا البرنامج الذي يُعَدُّ الأول من نوعه في المنطقة بأهميته الخاصة؛ لأنه يعزِّز مهارات الموظفين بخبرات علمية متخصِّصة مبنية على أفضل الممارسات تمكِّنهم من القيام بمهامهم كخطّ الدفاع الأول في توفير الرعاية الأسرية على أكمل وجه، وحماية الحقوق الأساسية للأُسر ورفاه أفراد المجتمع في أبوظبي.
وقالت سعادة سلامة العميمي، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية: «يُعَدُّ هذا البرنامج خطوة نوعية في تحقيق أهدافنا نحو الرفاه الاجتماعي، ويأتي شاهداً على التزام الهيئة للارتقاء بكفاءة منظومة الرعاية الأسرية، ورفع جودة الخدمات المتكاملة، وامتداداً لجهودنا المشتركة في تعزيز التعاون بين مختلف الجهات لبناء القدرة الوطنية لتلبية الاحتياجات المتغيِّرة لمجتمع أبوظبي المتنوّع، وتنفيذ تطلعاتنا من خلال تمكين الكوادر البشرية وتأهيلها وفق أعلى المعايير العالمية في إدارة الحالة».
وأضافت العميمي: «نحتفي اليوم بتخريج هذه الدفعة من المتخصصين، لنسهم في بناء وتطوير نموذج مستدام للرعاية الاجتماعية يضع الأسرة في قلب الأولويات. ووفَّرت لنا شراكتنا مع جامعة نيويورك أبوظبي – مكتب التعليم التنفيذي نموذجاً قوياً يُمْكِنُنا التوسُّع فيه. ومعاً نبني مجتمعاً أكثرَ شمولاً وتعاطفاً ومرونة، حيث لا يحظى كلُّ فرد بالدعم والرعاية فحسب، بل يُمكَّن أيضاً من النجاح والمساهمة الهادفة».
ويتزامن الاحتفاء بهذه المناسبة مع «عام المجتمع 2025» تحت شعار «يداً بيد»، وتجسيداً لمستهدفات رؤية دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي الرامية إلى تعزيز رفاهية حياة أُسر مستقلة ومستقرة، كما يؤكِّد حِرص الهيئة على توحيد الجهود المشتركة لتعزيز التعاون والتكامل بين الجهات المعنية، ما يُسهم في تطوير منظومة اجتماعية متكاملة لإدارة الحالة، ورفع كفاءة الاستجابة وجودة الخدمات المقدَّمة إلى الفئات المستهدفة.
وقال الدكتور مايكل ليندزي، عميد كلية سيلفر للعمل الاجتماعي في جامعة نيويورك: «نفخر بشراكتنا مع جامعة نيويورك أبوظبي – مكتب التعليم التنفيذي، وهيئة الرعاية الأسرية، في تقديم برنامج يُمكِّن الممارسين في أبوظبي من اكتساب الأدوات والمعارف والمنظورات العالمية الضرورية للإدارة الفاعلة للحالات الاجتماعية. ويعكس هذا البرنامج التزامنا المشترك بتطوير منظومات الرعاية الاجتماعية التي تتَّسم بالرحمة، وتعتمد على الأدلة العلمية، وتستجيب لاحتياجات الأفراد والأُسر. ونؤمن بأنَّ هذا التعاون يُشكِّل نموذجاً يُحتذى به في كيفية تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية لإحداث أثر اجتماعي مستدام».
ويُمثِّل تخريج المشاركين تتويجاً للمسار التدريبي المكثَّف والاستثنائي الذي صُمِّم لتوفير برنامج مهني شامل، واعتماد منهجية علمية منظَّمة، تهدف إلى تطوير المهارات الأساسية، وتعزيز الكفاءة المهنية لممارسي إدارة الحالة في أبوظبي، وتمكين الكوادر الوطنية لرفع جودة الرعاية ورفاه الأُسر. وقد باشر الخريجون عملهم في مراكز الخدمة في أبوظبي والعين والظفرة، واضعين موضع التطبيق العملي ما اكتسبوه من مهارات ومعارف ضرورية لإدارة الحالة بفاعلية في مجالات الرعاية والتعاطف والاحترام والشفافية والنزاهة والمسؤولية، ما يُسهم في تعزيز جودة الرعاية الأسرية.
وأُطلِقَ البرنامج التدريبي، الذي قدَّمته كلية سيلفر للعمل الاجتماعي في جامعة نيويورك، بموجب اتفاق مشترك يهدف إلى تعزيز كفاءة إدارة الحالة بتوفير فرص تدريب متخصِّص يركِّز على المهارات الرئيسية والنماذج العالمية في هذا المجال. وشمل ثلاث وحدات رئيسية ركَّزت على التعامل مع قضايا الأطفال والمراهقين وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الاجتماعية في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، للاطِّلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجالات الرعاية والحماية الاجتماعية، ونقل الخبرات وتكييفها بما يتماشى مع احتياجات مجتمع أبوظبي.
وأثنى الخريجون خلال الحفل على المعارف والمهارات التي اكتسبوها على مدى تسعة أشهر خلال البرنامج، والتي تعكس التزام هيئة الرعاية الأسرية بتعزيز ثقافة التعلُّم المستمر، ومشاركة المعرفة داخل القطاع الاجتماعي في الإمارة.