كشفت نتائج الدورة الثالثة من استبانة الرياضة والنشاط البدني في إمارة أبوظبي، التي تنفِّذها دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي ومركز الإحصاء – أبوظبي، عن تحقيق تقدُّم ملحوظ في مستويات ممارسة النشاط البدني بين سكان الإمارة. وشارك في هذه الدورة أكثر من 28,000 فرد من المجتمع بزيادة 45% عن الدورة السابقة. وتهدف الاستبانة التي تنفِّذها الدائرة سنوياً إلى دراسة توجُّهات المجتمع المتعلقة بالرياضة والنشاط البدني، بهدف جمْعِ المعلومات الضرورية لرسم صورة شاملة تُسهم في وضع السياسات الداعمة لمنظومة النشاط البدني في الإمارة.
وارتفعت نسبة الأفراد الذين يمارسون الأنشطة البدنية وفق معايير منظمة الصحة العالمية، حيث وصلت إلى 53% في الدورة الثالثة، مقارنة بـ50% في الدورة الثانية، و36% في الدورة الأولى. ويعكس هذا التحسُّن المتواصل نجاح الجهود المبذولة لتعزيز الوعي بأهمية النشاط البدني، ودور المبادرات المجتمعية والبرامج التحفيزية التي أسهمت في تشجيع أفراد المجتمع على تبنّي أسلوب حياة أكثر نشاطاً. ويعكس هذا الارتفاع تأثير السياسات التوعوية المنفَّذة لتعزيز ثقافة الرياضة والنشاط البدني.
ووفق نتائج الاستبانة ارتفعت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يمارسون الأنشطة البدنية لمدة 60 دقيقة يومياً إلى 12.5%، مقارنة بـ11% في الدورة السابقة، وهو مؤشر إيجابي يعكس تنامي الوعي بأهمية ممارسة الرياضة في سن مبكرة، وفاعلية المبادرات الهادفة إلى تشجيع العائلات والطلاب على اتّباع أنماط حياة أكثر نشاطاً.
وإلى جانب تعزيز البنية التحتية الرياضية، شهدت إمارة أبوظبي خلال عام 2024 تنظيماً مكثَّفاً للفعاليات الرياضية والمجتمعية، حيث أُقيمَت 145 فعالية بمشاركة 122 جنسية، ما يعكس التنوُّع الكبير في الأنشطة المتاحة للمجتمع، وقد أدّى هذا الزخم إلى زيادة عدد المشاركين في الفعاليات الرياضية بنسبة 33%، ليصل إلى 481,300 مشارك مقارنة بـ362,000 مشارك في عام 2023.
وأكَّد سعادة محمد البلوشي، المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، أنَّ نتائج الاستبانة تُظهِر مدى التطوُّر الذي شهدته إمارة أبوظبي في تعزيز ثقافة الرياضة والنشاط البدني لدى شرائح المجتمع كافة، بفضل الجهود المشتركة التي تبذلها الجهات الحكومية والخاصة لتطوير بيئة داعمة للنشاط البدني، ما يُسهم في تحقيق تطلُّعات القيادة في خلْقِ مجتمعٍ يُسهم أفراده في مسيرة التنمية الشاملة.
وأضاف سعادة محمد البلوشي: «إنَّ هذا التحسُّن يعود إلى عوامل أسهمت في توفير بيئة داعمة لممارسة النشاط البدني، أبرزها التوسُّع في البنية التحتية الرياضية والمجتمعية، وزيادة عدد مسارات المشي والدراجات في الإمارة، إلى جانب الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم الرياضة المجتمعية من خلال الشراكات والبرامج الرياضية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى جهود الدمج لأصحاب الهمم وكبار السن لتحفيزهم إلى ممارسة الأنشطة البدنية».
وأكَّد سعادة أحمد الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية في مجلس أبوظبي الرياضي، أنَّ استبانة الرياضة والنشاط البدني، التي وصلت إلى دورتها الثالثة، واصلت دورها في قياس وتحليل أنماط النشاط البدني في إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أنَّ نتائجها عكست تطوُّراً ملحوظاً في اهتمام الأفراد بالرياضة والصحة.
وأوضح سعادة الحوسني أنَّ دورات الاستبانة أسهمت في تقديم مؤشرات قيِّمة لمستوى النشاط البدني في المجتمع، ما ساعد على تطوير المبادرات والبرامج الرياضية، لتعزيز نمط حياة صحي بين أفراد المجتمع. وأضاف سعادته: «إنَّ الدورة الثالثة جاءت لتعزِّز هذه الجهود، وتوفِّر بيانات أكثر دقة عن تأثير الفعاليات الرياضية والبطولات المجتمعية التي تنظَّم في مختلف مناطق إمارة أبوظبي».
وأشار سعادته إلى أنَّ النتائج تؤكِّد ارتفاع معدل ممارسة الأفراد للنشاط البدني في الإمارة، ما يعكس نجاح المبادرات الرياضية في تشجيع المجتمع على تبنّي أنماط حياة أكثر صحة، وهو ما يتماشى مع رؤية حكومة أبوظبي ومجلس أبوظبي الرياضي في بناء مجتمع رياضي نشط ومستدام.
وتُبرز هذه النتائج الدور المتنامي لإمارة أبوظبي في دعم الرياضة المجتمعية وجودة الحياة والصحة العامة، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية التي تنصح البالغين بممارسة ما لا يقل عن 75 دقيقة من النشاط البدني الشديد، أو 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل كلَّ أسبوع. ونتيجة لهذه الجهود، يُتوقَّع أن تشهد السنوات المقبلة نمواً إضافياً في معدلات النشاط البدني، ما يُسهم في بناء مجتمع أكثر صحة وحيوية.