سجَّلت دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي معدلات رضا مرتفعة عن الصحة وجودة الحياة والرضا الوظيفي والثقة بالمؤسَّسات العامة في نتائج الدورة الثالثة من استبانة جودة الحياة. تستهدف الاستبانة التي شارك فيها 82,761 من أفراد المجتمع، قياس مستوى جودة الحياة والرفاهية بين أفراد مجتمع الإمارة، وقد أسفرت عن نتائج مهمة، منها أنَّ 93.5% من سكان أبوظبي يشعرون بالأمن والسلامة الشخصية.

وتُعدُّ الاستبانة أداة قياس رئيسة في تطوير منظومة عمل القطاعين الاجتماعي والحكومي في الإمارة، وشارك فيها على مدى دوراتها الثلاث ما يقارب 200 ألف من أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين، للتعرُّف على آرائهم ومقترحاتهم حول العديد من المحاور الرئيسة ذات العلاقة بمواضيع مجتمعية مهمة.

وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي: «إنَّ استبانة جودة الحياة تعدُّ صوت المجتمع، والعمل على تطويرها متواصل لتلبية احتياجات جميع الفئات. وقد مكَّنت نتائج الاستبانة في الدورة الأولى فريق العمل من إعداد استراتيجيات وتطوير سياسات مهمة تسهم في تطوير منظومة العمل، منها إطلاق استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، ورفع جودة حياة الأسرة، ووضع مبادرات تعزِّز ثقافة الرياضة في المجتمع، إلى جانب تطوير سياسة العمل التطوعي، وسياسة الدعم الاجتماعي، وإجراءات الحالات الطارئة، وتعزيز سياسة حماية ضحايا العنف والإيذاء».

وأضاف معاليه: «وُضِعَت مؤشرات «جودة الحياة»، من قِبَل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تعنى بمدى رضا الناس عن حياتهم، وعن الخدمات التي تقدمها حكوماتهم، في حين أُضيفَت ثلاثة مؤشرات خاصة لإمارة أبوظبي، للتعرُّف على احتياجات أفراد المجتمع ومعرفة موقع الإمارة بين الدول المتقدمة من حيث مستوى الارتقاء بحياة الفرد».

وأكَّد معالي الخييلي أنَّ الدورات السابقة من الاستبانة أسهمت في متابعة تحليل التحديات والظواهر الاجتماعية التي تواجه أفراد المجتمع، وتمكين الدائرة من إنشاء الإحصائيات الزمنية والعمل مع الشركاء على وضع حلول مبتكرة مثل السياسات والاستراتيجيات والمبادرات النوعية التي تسهم في تقديم الحلول المستدامة نحو تعزيز جودة حياة الأفراد.

ولفت معاليه إلى مواصلة إجراء المسوح والدراسات التي تساعد على تحديد الأولويات الاجتماعية في إمارة أبوظبي، وتعزيز المشاركة التفاعلية بين الدائرة وبين الجهات المعنية كافَّة، في سبيل رسم ملامح المبادرات والبرامج الرامية إلى تحسين جودة الحياة والرفاهية بين أفراد المجتمع.

تضمَّنت الاستبانة في الدورة الثالثة 14 مؤشراً رئيسياً طُوِّرَت بناءً على نتائج الدورتين الأولى والثانية وهي: الإسكان، فرص العمل والإيرادات، دخل الأسرة والثروة، التوازن بين العمل والحياة، الصحة، التعليم والمهارات، الأمن والسلامة الشخصية، العلاقات الاجتماعية، المشاركة المدنية والحوكمة، جودة البيئة، التماسك الاجتماعي والثقافي، الخدمة الاجتماعية والمجتمعية، جودة الحياة الرقمية، والسعادة والرفاهية.

وأُعِدَّت هذه الاستبانة بست لغات مختلفة هي العربية، الإنجليزية، البنغالية، الهندية، التاغالوغية، والتيلجو، من أجل وصولها إلى جميع شرائح المجتمع للمشاركة فيها، ووضع آرائهم ومقترحاتهم الرامية إلى التحسين والتطوير.

وحول مؤشر الأمن والسلامة الشخصية، أفادت الاستبانة أن 93.5% من سكان أبوظبي يشعرون بالأمان عند السير بمفردهم ليلاً، أي أعلى من نسبة 93% المسجلة في عام 2020 وأعلى من النسب المسجلة في جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فيما سجل مؤشر السعادة والرفاهية أن نسبة رضا السكان في أبوظبي عن الحياة بلغت 70% وهو ما يعتبر أعلى من متوسط هذه النسبة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 67%، في حين ارتفعت نسبة السعادة بين السكان إلى 76.3% مقارنة بنسبة 71.7% المسجلة عام 2020.

أما مؤشر العلاقات الاجتماعية، فقد بينت النتائج أن نسبة الأشخاص الذين وافقوا أو وافقوا بشدة على أنهم راضون عن علاقاتهم الاجتماعية بلغت 74%، بينما بلغت نسبة الرضا عن الحياة الأسرية 73%.

وفي مؤشر التماسك الاجتماعي والثقافي، سُجِّل مستوى مرتفع جداً للشعور الوطني والهُوية المجتمعية بين المواطنين الإماراتيين، والشعور بالهُوية المجتمعية بين الوافدين في أبوظبي، وحول الشعور بالحرية الدينية فقد عبَّر 88.6% من الأفراد أنهم يوافقون أو يوافقون بشدة على عبارة «أشعر بالحرية الدينية في أبوظبي».

ورصد مؤشر جودة الحياة الرقمية، من خلال الوصول الرقمي إلى المعلومات، إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فتبيَّن أنَّ 88.7% من سكان أبوظبي يتمتَّعون بخدمات الإنترنت في منازلهم، وهي نسبة أعلى من 85.2% المسجَّلة في عام 2020.

وتعمل نتائج الاستبانة على دعم جهود الدائرة الخاصة بتطوير المجتمع وحمايته من خلال الجمع بين أنماط الحياة الحديثة وقيم المجتمع وثقافته، وتحقيق الانسجام والتناسق بين المجتمع وجميع قطاعات العمل، حيث تدعم النتائج الملامح الرئيسية لجودة الحياة، الأمر الذي سيسهم بدوره في تطوير أساليب دعم تقدُّم المجتمع من الجهات كافة بشكل أكثر نجاحاً.

وفي مؤشر الصحة، أجاب 51.2% من كبار السن بأنهم يعانون من مشكلات صحية مزمنة، فيما بيَّن مؤشر الصحة النفسية أنَّ ما بين 20% و40% من المشاركين في الاستبانة واجهوا في الفترة الأخيرة بعض المشكلات الذهنية والبدنية.

وحدَّد المشاركون أسباب الإجهاد بالأعباء المالية، وأعباء العمل، والعلاقات الأسرية، والأمان الوظيفي، إضافة إلى العلاقات في مكان العمل.

وفي مؤشر الرياضة، اعتبر 60% من المشاركين أنَّ ضيق الوقت يعدُّ أحدَ الأسباب الرئيسية لعدم ممارسة الرياضة. وبشأن العمل التطوعي، أبدى 56.4% من المشاركين أنهم لم يعملوا أو عملوا قليلاً في الفرص التطوعية.

يُذكَر أنَّ مؤشر جودة الحياة يعدُّ نموذجاً عالمياً ومفهوماً يُطَبَّق على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، لتحليل ورصد جودة الحياة والارتقاء بأبعادها كافَّة. وتُحلَّل النتائج وتُقارَن مع نتائج عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم، التي تتخذ جودة الحياة ركيزة أساسية في مسيرة النمو والتطوُّر، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفنلندا، والنرويج، وفرنسا، وإيطاليا، لضمان تحديد أرقى الممارسات وأفضل التجارب في المجالات الاجتماعية المهمة، وحجز مكانة متقدمة ضمن مؤشرات التنافسية العالمية.