برعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، افتتح سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، معرض «الأندلس تاريخ وحضارة»، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، واطَّلع سموّه على أقسام المعرض، برفقة عدد من كبار المسؤولين.

ويستمر المعرض ستة أشهر ليتيح للزوّار استكشاف ملامح التراث الأندلسي، وأهم شخصياته ومدنه وأعماله الأدبية وتحفه الفنية التي مهَّدت الطريق لنهضةٍ علميَّةٍ، وتركت أثراً إيجابياً في تاريخ الإنسانية. ويندرج المعرض ضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات المصاحبة لمبادرة «الأندلس: تاريخ وحضارة»، التي تسلِّط الضوء على إحدى أعظم حضارات العصور الوسطى، وهي الحضارة الأندلسية العريقة.

وقال معالي محمد المر، رئيس لجنة مبادرة «الأندلس: تاريخ وحضارة»: «إنَّ تنظيم هذا المعرض

يأتي في إطار الجهود الرامية للاحتفاء بالحضارة الأندلسية وثرائها المعرفي والثقافي والفني، وإبراز إسهامات هذه الحضارة العريقة التي امتدت ثمانية قرون، وتمثِّل هذه المبادرة ثمرةً أخرى لجهود القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، الرامية إلى تعزيز مبادئ التسامح والانفتاح والاعتدال».

وأكَّد سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير، نائب رئيس لجنة مبادرة «الأندلس: تاريخ وحضارة»، أهميةَ دور مبادرة «الأندلس: تاريخ وحضارة» والفعاليات المصاحبة لها، في تسليط الضوء على الحضارة العربية في الأندلس، وما مثَّلته من قِيَم التسامح والتعايش، وهي القيم ذاتها التي تجسِّد رسالة جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يسعى إلى مدِّ جسور التواصل بين مختلف الحضارات والثقافات.

ويضمُّ معرض «الأندلس: تاريخ وحضارة» العديد من الأعمال الفنية النادرة والمؤلفات العلمية والمقتنيات الأثرية النفيسة، التي تعكس تطوُّر العلم والأدب والفكر والثقافة في كنف الحضارة العربية في الأندلس، ودورها في تقدُّم الإنسانية، حيث يسرد المعرض حكاية المجتمعات المتنوِّعة التي عاشت في الأندلس، وما قدَّمته من إسهامات جليّة في مختلف الأصعدة.

ويأتي اختيار جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي لاستضافة هذا المعرض، انطلاقاً من كونه معلَماً دينياً ومعمارياً يجمع الناس من أقطار العالم كافَّة، على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم في مكان واحد، ليشكِّلوا لوحةً فنيةً إنسانيةً شعارها السلام والتعايش، ومرآة لما كانت عليه الأندلس على مدى حِقبةٍ فريدةٍ امتدّت ثمانية قرون، حيث كانت الأندلس وجهةً للعِلم، وأسهمت في تحوُّلات كبيرة طرأت على الثقافة الأوروبية عموماً، وإسبانيا خصوصاً، فتركت أثراً عميقاً على لغاتها وعمارتها وموسيقاها.

ويرتكز المعرض على سبعة محاور رئيسية، هي جامع قرطبة وما يعكسه من أنماط معمارية متنوِّعة مثل الإسلامية والرومانية والبيزنطية، ومدينة الزهراء التي مثَّلت ذروة التسامح في الأندلس واشتهرت بصفتها مركزاً للعلم والثقافة، والزهراوي ومساهمته العظيمة في مجال الجراحة الحديثة وإرثه الحاضر من خلال الأدوات الجراحية المستخدمة في العالم، ورمزيته نموذجاً للحوار والتبادل الثقافي، ومجلس الشعر لابن زيدون الشاعر الأندلسي الكبير، الذي كان جزءاً من الحراك الثقافي في إشبيلية، والإدريسي أحد أشهر رسّامي الخرائط وأعظم الجغرافيين المسلمين على مر العصور، وأعمال ابن رشد التي تعكس التفاعل بين الثقافات، وحدائق قصر الحمراء، أحد أشهر المعالم في الأندلس.

جدير بالذكر أن معرض "الأندلس تاريخ وحضارة" سيستمر لمدة ستة أشهر ويفتح أبوابه للجمهور في الأول من ديسمبر المقبل بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد الـ52 لدولة الإمارات العربية المتحدة.