تحت رعاية سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، افتتح معالي الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان مهرجان العين للكتاب في دورته الـ16 التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، وتستمر فعالياتها حتى 30 نوفمبر 2025، في «العين سكوير»، وعدد من المواقع الرئيسة في منطقة العين.
واطَّلع معاليه، خلال جولته، على أبرز البرامج والفعاليات الثقافية التي يحتضنها المهرجان هذا العام، وما تقدِّمه دور النشر المحلية والعربية من إصدارات.
ورافق معاليالشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان في جولته كلٌّ من معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي،وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية.
واستمع معاليه إلى عرض تفصيلي حول المبادرات الجديدة التي تعزِّز دور المهرجان في تنمية الحراك الثقافي ودعم صناعة الكتاب، والتقى عدداً من الناشرين والكتّاب المشاركين، واطَّلع على رؤاهم بشأن التحديات والفرص التي يواجهها القطاع في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، وما تفتحه من آفاق لتوسيع انتشار المحتوى العربي وتعزيز موقعه في الأسواق العالمية.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تُجسِّد رعاية سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، لمهرجان العين للكتاب التزام قيادتنا الرشيدة بإرساء الثقافة كركيزة أساسية في التنمية وتعزيز الهُوية الوطنية والتماسك المجتمعي. ويُعَدُّ المهرجان محركاً رئيسياً للاقتصاد الإبداعي والسياحة الثقافية في منطقة العين، تماشياً مع أهداف حملة (عام المجتمع 2025) من خلال إشراك المثقفين والكتّاب والمبدعين وأفراد المجتمع المحلي. وتعزِّز مثل هذه الفعاليات مكانة أبوظبي عاصمة ثقافية تحتضن الإبداع وتُشجِّع على الابتكار، لضمان استدامة الثقافة جزءاً حياً ومشتركاً في حياتنا اليومية».
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يُعزِّز مهرجان العين للكتاب حضور اللغة العربية ضمن نسيج الهُوية الوطنية، وتمكين الأجيال الجديدة من أداء دورها في الحوار الحضاري العالمي، مُتمكنين بمعرفة راسخة بلغتهم، وقيمهم، وتقاليد إرثهم العريقة. وفي دورته لهذا العام، يواصل المهرجان تكريس حضوره نموذجاً بارزاً في كيفية استلهام التراث الإماراتي، واستقطاب مختلف فئات المجتمع، وتوثيق علاقتهم بالقراءة والكتاب في بيئة غنية بالفنون والموسيقا وأجواء تفاعلية تشجِّع على الإبداع والابتكار».
وأضاف سعادته: «يحتفي المهرجان بالكتاب والكاتب الإماراتي، ويحتضن البيئة الإبداعية والإرث الثقافي الممتد لمنطقة العين، بما يكرِّس حضورها النوعي كمنطقة ثقافية تراثية وسياحية. وخاصة مع ما تشهده دولة الإمارات من ازدهار متنامٍ في صناعة النشر بفضل الدعم المتواصل من القيادة الحكيمة، وحِرص المؤسسات الثقافية على توفير بيئة حاضنة للناشرين والمؤلفين. ويأتي مهرجان العين للكتاب ليعزِّز الحراك من خلال تمكين دور النشر الإماراتية، وإبراز إنتاجها الأدبي والمعرفي، وتوفير منصة للتفاعل بينها وبين القرّاء والمبدعين والمهتمين من داخل الدولة وخارجها، بما يسهم في تطوير صناعة النشر المحلية وربطها بسياقاتها الحضارية، ويدعم مسيرة الكتاب الإماراتي في الوصول إلى القارئ العربي والعالمي».
ويواصل المهرجان في دورته الجديدة مسيرته الرامية إلى ترسيخ منطقة العين منصة تجمع الأدب والفكر والفن في تناغم يعبِّر عن روح المنطقة وتاريخها. وتجسِّد فعالياته المتنوّعة رؤية إمارة أبوظبي في تعزيز مكانة اللغة العربية، وصون الهُوية الوطنية، ودعم المواهب الإماراتية الشابة، من خلال أكثر من 200 فعالية ثقافية وفنية وتعليمية، تشارك فيها شخصيات من رموز الثقافة والشعر والفن، بالتعاون مع مؤسسات تعليمية بارزة في الدولة، إلى جانب أكثر من 220 ناشراً وعارضاً.
ويقدِّم المهرجان أجندة حافلة تمتد على مدار أسبوع تستهدف جميع فئات المجتمع، وتشمل جلسات ثقافية وأمسيات شعرية وعروضاً مسرحية وموسيقية وورش عمل تفاعلية، إلى جانب برامج فنية وتعليمية تحتفي بالمعرفة في أبهى صورها. وتتنوَّع الفعاليات بين 28 جلسة ثقافية و54 عرضاً مسرحياً وأكثر من 100 ورشة عمل في مجالات الأدب والفن والعلم، من بينها 90 ورشة في ركن الأطفال وثلاث ورش مخصَّصة لأصحاب الهمم، تأكيداً على شمولية المهرجان، ودوره في بناء مجتمع يلتقي فيه الإبداع بمختلف أشكاله.
وفي قصر المويجعي، يُسلِّط برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة» في دورته الرابعة الضوء على الموروث الشعري الشعبي لمنطقة العين، من خلال ثماني أمسيات يشارك فيها أكثر من 30 شاعراً، يستلهمون روح الأصالة والعطاء في قصائد تعبِّر عن القيم الإماراتية العميقة، تماشياً مع إعلان العام 2025 «عام المجتمع»، حيث تتلاقى الأصالة والإبداع في أجواء تعبق بالشعر والموسيقا والحنين.
أمّا البرنامج الثقافي، الذي يقام بالتعاون مع مؤسسات حكومية ومجالس مجتمعية في العين، فيقدِّم جلسات حوارية تناقش قضايا المجتمع والموروث الوطني، وتمكين الشباب، وتعزيز التواصل بين الأجيال، عبر جلسات حوارية تجمع كبار المواطنين بخبراتهم الثرية مع الشباب المبدع، في مساحة مفتوحة لتبادل الرؤى، وترسيخ قيم المسؤولية والعطاء.
وللمرة الأولى يطلق المهرجان برنامج «من عشانا» في العين سكوير – استاد هزاع بن زايد، ليضيف بُعداً جديداً إلى التجربة الثقافية من خلال عروض طهي حيّة تبرز ثراء المطبخ الإماراتي وتنوُّعه، عبر مشاركة مواهب محلية تقدِّم يومياً فوالة المساء، ووجبة العشاء في أجواء تفاعلية تعزِّز روح الابتكار والتواصل مع المجتمع.
وفي الموقع الرئيس للمهرجان يحتضن البرنامج التعليمي أنشطة علمية ومسرحية ومسابقات ترفيهية وجلسات قراءة مخصَّصة للأطفال والعائلات، بينما يقدِّم ركن جيل ألفا ورشاً تجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا والأدب للأطفال واليافعين، إلى جانب إطلاق مبادرة «على درب العلم» في عدد من المدارس والجامعات لنشر رسالة المهرجان في دعم التعليم والثقافة بين الأجيال الجديدة.
وتشهد انطلاقة المهرجان حفل تكريم الفائزين بجائزة «كنز الجيل»، احتفاءً بإسهاماتهم في إثراء المشهد الشعري والأدبي في دولة الإمارات، وترسيخ القيم الجمالية في الأدب المعاصر.
ويشكِّل مهرجان العين للكتاب 2025 نافذة متجددة تطلُّ منها منطقة العين على الثقافة العربية والعالمية، ومنبراً يعبِّر عن تلاقي الفكر والفن والمجتمع، ويواصل مسيرته في جعل اللغة العربية جسراً بين الماضي والمستقبل، مؤكّداً مكانة إمارة أبوظبي في صدارة المشهد الثقافي الإقليمي والعالمي.