احتفلت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتخريج 53 طالباً إماراتياً في ختام برنامج «أجيال السياحة – المخيم الصيفي 2025»، الذي أُقيم للمرة الأولى بالشراكة مع أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش. واستهدف البرنامج، الذي انطلق خلال الفترة من 14 إلى 24 يوليو 2025، تمكين الكوادر الوطنية من الفئة العمرية بين 17 و21 عاماً عبر تجربة تدريبية تفاعلية في قطاع السياحة والضيافة، ما يعكس جهود تعزيز التنمية المستدامة للقطاع، وبناء جيلٍ قادرٍ على قيادة مستقبله. واستقطب البرنامج 73 مشاركاً، اجتاز 53 طالباً منهم متطلبات البرنامج التي شملت ما يزيد على 1,700 ساعة تدريبية وتفاعلية.

ويأتي المخيم السنوي ضمن إطار جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في دعم جهود توطين الوظائف بقطاع السياحة، عبر تأهيل الكوادر الشابة لمستقبل مهني ناجح من خلال تدريبات عملية، وورش عمل تفاعلية متخصِّصة، ومحاكاة سيناريوهات واقعية مستمَدَّة من بيئة العمل الفعلية. وتميَّزت هذه الدورة بالاستفادة من المنشآت التعليمية المتطورة التابعة لأكاديمية «لي روش»، المُصمَّمة وفق أرقى المعايير العالمية لتعزيز تجربة التعلُّم، وتطوير الكوادر المواطنة، ودعم قطاع ضيافة مستدام قائم على الابتكار والمعرفة. كما تضمَّن البرنامج هذا العام تدريباً ميدانياً في فندق «إرث أبوظبي»، حيث اكتسب المشاركون خبرات عملية مباشرة، تمكِّنهم من الانطلاق بثقة في مسيرتهم المهنية.

وقال سعادة صالح محمد الجزيري، المدير العام لقطاع السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يواصل برنامج أجيال السياحة – المخيم الصيفي أداء دور محوري في إعداد جيل طموح من الشباب الإماراتي لقيادة مستقبل قطاع السياحة والضيافة، من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية مع أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش، والدعم المقدَّم من فندق (إرث أبوظبي). وأسهم البرنامج في تعزيز ثقة المشاركين بأنفسهم، وتأهيلهم كسفراء لأبوظبي على الساحة العالمية، ينقلون صورة الضيافة الإماراتية الأصيلة إلى العالم، ويسهمون في دفع عجلة النمو المستقبلي للإمارة. ويُسعدني أن أُهنِّئ جميع الطلبة على التزامهم، وحرصهم الملحوظ على الاستفادة من كلِّ لحظة في هذا البرنامج المميَّز».

وقالت شيخة الكعبي، المدير التنفيذي لـ«إرث أبوظبي»: «نؤمن في (إرث أبوظبي) بأهمية تمكين جيل جديد من قادة قطاع الضيافة، عبر توفير تجارب عملية تعكس واقع العمل، ونفخر باستضافة التدريب العملي لهؤلاء الشباب الإماراتيين الطموحين، الذين أظهروا حِرصهم على التعلُّم، انطلاقاً من ارتباطهم الراسخ بجذور الضيافة الإماراتية الأصيلة، وقد أظهروا احترافية في مختلف العمليات التشغيلية من مهارات الاستقبال وفنون الطهي وإدارة مراكز السبا، وإتقان فنون تحضير القهوة. ونال أداؤهم العملي وتفكيرهم الابتكاري إشادةً واسعةً. ويؤكِّد العمل الدؤوب الذي قدَّمه هؤلاء الشباب أنَّ مستقبل قطاعات السياحة والضيافة يقوم على ثلاث ركائز تتمثَّل في تراثنا المتجذِّر، والتميُّز في تقديم الخدمة، والطاقة المتجددة لشباب واثق بقدراته».

ركَّز البرنامج على تعزيز مهارات المشاركين في ستة تخصُّصات رئيسية بقطاع الضيافة شملت الاستقبال، وفنون الطهي، وفنون إعداد القهوة (باريستا)، وخدمة الغرف، وتسويق خدمات الضيافة، والخدمة المتميِّزة في المطاعم الراقية. وعلاوة على تطوير الكفاءات العملية مثل العمل الجماعي، تفاعل الفريق مع المتعاملين، وشارك في حلِّ التحديات المهنية، فقد صُمِّمَ المنهاج التعليمي لترسيخ قيم الهُوية الإماراتية، وتعزيز مكانة الدولة وجهةً سياحيةً رائدةً عالمياً.

وعلى الجانب العملي، خاض المشاركون تجربة تدريبية استمرت ثلاثة أيام في فندق «إرث أبوظبي» تغطّي مهامَّ متنوِّعة، مثل الاستقبال، وخدمة النزلاء، وتنسيق الفعاليات. وأسهمت هذه المنهجية العملية في كسر الحاجز بين التعلُّم النظري والتطبيق العملي، ومكَّنت المشاركين من استيعاب تعقيدات القطاع وتلمُّس فرص التطوُّر الوظيفي فيه، ما يُعِدُّهم بشكلٍ فعّالٍ لقيادة مسارات مهنية واعدة تدعم رؤية أبوظبي السياحية المستقبلية.

وأنجز المشاركون مشروعاً جماعياً قائماً على حالات واقعية، تناول التحديات الحالية في قطاع السياحة، وتضمَّن اقتراح حلول مبتكَرة تتماشى مع استراتيجية أبوظبي السياحية 2030. وخلال حفل التخريج، أُعلِن عن فوز فريق «فندق العزبة»، المكوَّن من سبعة طلاب، بالمركز الأول، بعد تقديم دراسة حالة متميِّزة أمام لجنة تحكيم ضمَّت ممثّلين عن شركاء استراتيجيين بما في ذلك: «ماريوت إنترناشيونال»، وفنادق «ياس بلازا»، وميرال، وفندق «إرث أبوظبي»، إضافة إلى مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية (نافس).

ويُعَدُّ برنامج أجيال السياحة – المخيم الصيفي إحدى المبادرات العديدة التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي انسجاماً مع الأهداف الاستراتيجية للرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، بما يعكس التزام الإمارة بتطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.