تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، يُكرّم مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة «كنز الجيل» في حفل يستضيفه قصر المويجعي يوم 24 نوفمبر 2025، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025، الذي يُنظمه المركز في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر 2024.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «تحتفي الجائزة بالمبدعين وبجهودهم الاستثنائية التي تُثري المشهد الثقافي في مجال الشعر الشعبي. ونُشجع الجميع على المشاركة لتسليط الضوء على إنجازاتهم في مجالات الشعر والبحث والفن والإبداع. ونحن إذ نُبارك للفائزين في دورة هذا العام، نؤكد أنّ المشاركات العالمية تُسهم بفاعلية في مواصلة جهودنا لحفظ التراث، حيث يُعتبر الشعر أحد الأركان الأساسية في هذا المجال. فهو يضمن استدامة القيم والمبادئ التي ينقلها الشعر النبطي إلى الأجيال المقبلة، ما يعزز الانتماء والهوية الثقافية».
وفاز في الجائزة عن فرع «الفنون» الفنانة نجاة فاروق سليمان، من مصر عن لوحتها «لي سرت من عيني دموعي»، لما تميزت به من تركيب بصري وعمق مفاهيمي. واللوحة قطعة نسيجية جمعت بين تقنيات الكولاج والتطريز اليدوي والصباغة، تقدم من خلاله الفنانة تكويناً بصرياً متناغماً، يدعو إلى رحلة استكشافية عبر تفاصيله الدقيقة، ورموزه المتعددة.
وعن فرع «الإصدارات الشعرية» فاز الشاعر حامد زيد، من دولة الكويت عن ديوانه «وأبقى جبل»، الصادر عن دار بلاتينيوم بوك عام 2025، نظراً لما اتسمت به نصوص الديوان من نضج وجزالة، ومزج بين التكثيف والتطويل، واستخدام متقن لفنون البديع من جناس وتكرار ومقابلة، إضافة إلى نجاحه في الحفاظ على لغة واضحة، ونبرة خطابية أظهرت مشاعر الكبرياء والاعتزاز بالهوية.
وفي فئة «المجاراة الشعرية» فاز الشاعر علي الحارثي من سلطنة عمان، عن قصيدته «صدى النور"، لنجاحها في التماهي التام مع قصيدة المغفور له الشيخ زايد «لي سرت من العين سرايه"؛ مع انسياب منسجم للأبيات من دون تكرار غير مبرر، ومحافظة واضحة على التوازن بين الأصالة والإضافة، واستخدام كلمات عميقة المعنى والدلالة.
وفاز عن فرع «الدراسات والبحوث» الكاتب والباحث علي أبوالريش من دولة الإمارات عن كتابه «زايد عوالم شعرية سقفها المدى»، الصادر عن دار نبطي للنشر عام 2025، وتتناول الدراسة موضوعات رئيسة في قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منها: الأخلاق والجمال والمرأة والحب والمشاكاة والشباب والسلام. واستند أبوالريش في دراسته إلى شهادات لنقاد ومؤلفين من ضمنهم، حمد خليفة أبو شهاب، والدكتور فالح حنظل، والدكتور غسان الحسن؛ لِيُوكّد على القضايا الجوهرية التي حملتها قصائد الوالد المؤسس، والتي ركّزت على أهميّة الإنسان والأخلاق والقيم. وتناول الباحث جوانب فنية فتوقّف عند المعاني الجزلة، والمفردة العذبة، والسهل الممتنع في لغة الشيخ زايد، ما يجعل الدراسة إضافة نوعية إلى المكتبات والمؤسسات الثقافية والتعليمية في الدولة، ومصدراً جديداً للاطلاع على الشعر النبطي من خلال قراءة متعمقة في أشعار الشيخ زايد.
وفاز عن فئة «الشخصية الإبداعية» الشاعر محمد راشد الشامسي من دولة الإمارات تقديراً لغزارة إنتاجه وعطائه الشعري المميز، عبر مسيرته الممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي عاصر خلالها عدداً من رموز الشعر النبطي، وأبدع في عدد كبير من أغراض القصيدة، في مقدمتها الشعر الغزلي، وفنون الشعر والشكاوى والتغاريد، إضافة إلى دوره في إحياء فن الرزيف. وقد انتشر شعره في جميع أرجاء دولة الإمارات، وتغنى به عدد من كبار المطربين.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «تواصل جائزة كنز الجيل نجاحها في استقطاب المزيد من المشاركات المميزة من كافة أنحاء العالم، وتوجهت الجائزة هذا العام لنخبة ممن قدموا أعمالاً مبتكرة ذات صلة بأهداف الجائزة وفروعها التي تسعى لتكريم الأعمال الجادة التي تتناول بالإبداع والبحث، والشعر النبطي والموروث المتصل به وما يتضمنه من قيم عريقة».
وأضاف: «تدعم كنز الجيل، العطاء والإبداع، وتحفز الأجيال الجديدة على خوض تجربة التفاعل مع الإرث الثقافي للأجداد وفهمه والإضاءة عليه بدراسات وبحوث مبتكرة، واستلهامه في إبداعات جديدة في أشكال الفنون القولية والبصرية من مجاراة شعرية، وقصائد تستلهم الإرث وتتصل بالعصر، وفنون تشكيل وخط مما يثري المسيرة المعرفية، وتقدر جهود الشعراء والباحثين والمترجمين ويعزز حضور الثقافة العربية واللغة العربية بوصفها لغة فكر وعلم وإبداع».
وقال علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا لجائزة كنز الجيل: «مع كل دورة جديدة، ترفد جائزة (كنز الجيل) المشهد الإبداعي والبحثي بأعمال مهمة، عبر اتباع أعلى معايير الكفاءة والنزاهة في تقييم المشاركات، في ظل كمّ وتنوع كبيرين، يتطلبان معايير دقيقة لاختيار المشاركات الفائزة، والتي ترصد جمالية الشعر النبطي والتراث الإماراتي والعربي الأصيل».
وأضاف الهاملي: «نجحت (كنز الجيل) في الجمع بين الإبداع والفكر والنقد، لصنع حركة شعرية وفنية ونقدية، متخذة من تجربة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الإبداعية ركيزة انطلاق لها».
ويُمنح الفائز بلقب الشخصية الإبداعية رصيعة ذهبية تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، إضافة إلى 500,000 درهم، في حين يحصل كل فائز في الفروع الأخرى على رصيعة ذهبية، وشهادة تقدير، وجائزة مالية بقيمة 200,000 درهم.
وتسهم جائزة «كنز الجيل» في إثراء الشعر النبطي والتراث الشعبي والحفاظ عليه، ونقله للأجيال المقبلة، من خلال اهتمامها بتشجيع الفنون الإبداعية المتصلة بهذا الأدب الشعبي، وتكريم المبدعين في مجالاته، والاحتفاء بإنجازاتهم التي تعكس ثراء اللغة العربية.