تم وبحضور أصحاب المعالي الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسارة مسلم رئيس دائرة التعليم والمعرفة، وعلي الكتبي رئيس دائرة الإسناد الحكومي افتتاح معهد الكرامة للتدريب التابع لدائرة التعليم والمعرفة، والذي يهدف لدعم الطلبة أصحاب الهمم من فئة التوحد بعمر 15 سنة فما فوق وتعزيز استقلاليتهم التعليمية من خلال توفير فرص الوصول إلى خدمات التدريب المهني ضمن ثمانية مسارات تخصصية، إلى جانب تزويدهم بفرص العمل المستقبلية لتمكينهم وضمان استقلاليتهم وقدرتهم على العمل.

ويأتي افتتاح معهد الكرامة للتدريب بحضور المسؤولين الحكوميين بالتزامن مع احتفاء العالم بشهر أبريل كشهر التوعية بالتوحد، وهي الفعالية السنوية التي تهدف لتعزيز الوعي عالمياً حول التوحد وبناء ثقافة دمج الأفراد من فئة التوحّد ضمن مجتمعاتهم، ودعمهم للوصول إلى كامل إمكانياتهم. وخلال الجولة، تفاعل المسؤولون مع الطلبة المسجلين في المعهد واطلعوا على الورش التدريبية والتجهيزات المتطورة التي يوفرها.

وبعد استقبال الدفعة الأولى من الطلبة في نوفمبر 2020، بدأ طلبة معهد الكرامة للتدريب رحلتهم العملية مع الدورة الأولى من ورش العمل المهنية المصممة خصيصاً لرفع مستويات خبرتهم العملية في العديد من المجالات، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية لدولة الإمارات العربية المتحدة واحتياجاتها المستقبلية من أصحاب الكفاءات والخبرات.

وانسجاماً مع رسالته الرامية إلى تمكين الطلبة من الحصول على المهارات الضرورية لمواكبة متطلبات سوق العمل الحديثة، يُنظم معهد الكرامة للتدريب ورش عمل مصممة لمساعدة الطلبة من فئة التوحد على تحديد اهتماماتهم وصقل مهاراتهم ضمن ثمانية مسارات تشمل: التطبيقات الميكانيكية والكهربائية، والزراعة المائية والهوائية، والطهي والضيافة، والفنون الإبداعية، وإدارة الأعمال، ومركز الطباعة والتصميم، وإنتاج الألعاب والرياضات الإلكترونية، واستديو انتاج الفيديو.

يزوّد المعهد الطلبة بفرص التدريب المهني التي ستمكّنهم من بناء حياتهم باستقلالية ولعب دورٍ محوري في نهضة مجتمعنا الدامج بجميع قطاعاته

سارة مسلم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي

كما يعمل معهد الكرامة للتدريب مع مجموعة من الشركاء في القطاعات ذات الصلة، بينما يشرف نخبة من الخبراء المتخصصين، بالتعاون مع فريق المعهد من اخصائي التوحد على إدارة ورش العمل التدريبية، والمتوافقة مع المعايير المعتمدة من منظمة "Award Scheme Development and Accreditation Network (ASDAN)" وشبكة " National Open College Network (NOCN)" في المملكة المتحدة. وكجزء من المبادرات الرامية لدمج أصحاب الهمم في المجتمع على مستوى الدولة، بدأت مجموعة من الشركات الوطنية بتسجيل اهتمامها بتوفير فرص التدريب والتوظيف للطلبة ذوي التوحد، ومن ضمنها شركات ستراتا للتصنيع ومركز أبوظبي للتطبيب عن بعد التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، الأمر الذي سيمكّن الطلبة من الانضمام إلى القوى العاملة مستقبلاً.

وبمناسبة افتتاح معهد الكرامة للتدريب، قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع: "سعداء بافتتاح معهد الكرامة للتدريب الذي يسهم في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع دامج وممكّن لأصحاب الهمم. نحن على ثقة أن تدشين هذا المعهد المتطور والمجهز بأحدث المناهج والأدوات والمرافق سيقوم بتطوير قدرات الطلبة وصقل مهاراتهم وتحضيرهم للانتقال إلى سوق العمل، والمساهمة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي تمكينهم وتفعيل دورهم ليكونوا محفزين للتغيير الاجتماعي بما ينسجم مع استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم".

من جانبها قالت معالي سارة مسلم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي: "نلتزم بتوفير التعليم النوعي وفرص التوظيف المستقبلية للطلبة الإماراتيين أصحاب الهمم. وينسجم افتتاح معهد الكرامة للتدريب مع الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي وجهود دولة الإمارات لدمجهم في المجتمع بوصفهم أفراداً منتجين. ويزوّد المعهد الطلبة بفرص التدريب المهني التي ستمكّنهم من بناء حياتهم باستقلالية ولعب دورٍ محوري في نهضة مجتمعنا الدامج بجميع قطاعاته".

وقال معالي علي الكتبي رئيس دائرة الإسناد الحكومي: "يسلط افتتاح معهد الكرامة للتدريب الضوء على جهودنا المتواصلة لإتاحة فرص تدريب الكوادر البشرية أمام جميع فئات المجتمع، وخاصةً لطلبتنا من أصحاب الهمم. ومن خلال توفير أطر العمل القانونية والتنظيمية لدعم الشراكات المثمرة بين القطاعين العام والخاص في إمارة أبوظبي، نفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة أصحاب الهمم لبناء مسيرة مهنية آمنة ومستدامة في مؤسسات القطاع العام، ما يعزز في نهاية المطاف سعادة ورفاهية مجتمعنا على أوسع نطاق".

ويقع مبنى المعهد الجديد والمجهّز خصيصاً للتدريب المهني ضمن حرم مدرسة الكرامة في أبوظبي، ويشمل مجموعة من المرافق المتطورة والمخصصة مثل غرف الابتكار وغرفة الألعاب الإلكترونية وغرفة إنتاج الفيديو واستديو التحرير، وغيرها من الاستديوهات الإبداعية ومنطقة الحديقة الحسيّة ومنصة تعليم الطهي التخصصية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة برايوري البريطانية (Priory) لخدمات التعليم وخدمات الأطفال، تتولى تشغيل مدرسة الكرامة ومعهد الكرامة للتدريب، وهي المزوّد المستقل لخدمات التعليم الخاصة بأصحاب الهمم والتابع لمجموعة برايوري الشهيرة عالمياً.

لطالما تمحورت رؤية مدرسة الكرامة حول تمكين الطلبة أصحاب الهمم من الوصول إلى فرص العمل في المجالات التي تلبي اهتماماتهم، وإفساح المجال أمامهم بعد تخرّجهم من المدرسة للانخراط في هذه القطاعات

تريفور تورينجتون، الرئيس التنفيذي لدى برايوري

من جانبه، قال تريفور تورينجتون، الرئيس التنفيذي لدى برايوري: "تأتي مساعدة مئات الطلبة أصحاب الهمم في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم على رأس قائمة أولويات عملياتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونفخر لتمكننا من توسعة شراكتنا مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، خاصةً بعد النجاح الذي حققناه منذ افتتاح مدرسة الكرامة العام الماضي، حيث نوظف في هذه المنشأة المتطوّرة كامل خبرات مجموعة برايوري الممتدة لعدّة عقود كجهة مختصة في قطاع التعليم ومزود للرعاية السلوكية في المملكة المتحدة".

وأضاف: "من خلال شراكتنا مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، نلتزم بالارتقاء بمستويات تطوير تعليم طلبة أبوظبي من أصحاب الهمم إلى آفاق جديدة بالكامل. ولطالما تمحورت رؤية مدرسة الكرامة حول تمكين الطلبة أصحاب الهمم من الوصول إلى فرص العمل في المجالات التي تلبي اهتماماتهم، وإفساح المجال أمامهم بعد تخرّجهم من المدرسة للانخراط في هذه القطاعات. ويسعدنا أن نتمكن اليوم من دعمهم بالخبرات العملية المتقدّمة لتمكينهم من تحقيق طموحاتهم، حيث يشكّل المعهد الرابط المثالي بين تعلمهم الأكاديمي في المدرسة والفرص المتوفرة أمامهم في سوق العمل".

ولاقى افتتاح معهد الكرامة للتدريب ترحيباً كبيراً بين أولياء أمور الطلبة أصحاب الهمم الذين انتقلوا من المدرسة إلى معهد التدريب، خاصةً بالنظر للفرص المهنية التي تتيحها الدراسة في المعهد أمامهم. وقالت والدة الطالب عيسى: "كان عيسى يدرس في مدرسة عادية في البداية، إلا أنه لم يكن سعيداً هناك، وقد حقق تقدماً كبيراً منذ انتقاله للمعهد. لقد سعدنا جداً عند حصوله على فرصة عمل، بعد تدريبه في المعهد ونحن ممتنون لكل الجهود التي تبذلها المدرسة والمعهد ونشعر بالرضا عن الخطط والبرامج التي يتم تطبيقها للطلبة".

من جانبها، قالت أخت الطالب محمد: " لمسنا تغييراً كبيراً بشخصية محمد منذ دخوله معهد الكرامة للتدريب، فقد أصبح يحب الدراسة ويحب قضاء الوقت معنا".

وعكست آراء الطلبة ذات الرؤية، حيث قال الطالب خليفة المنهالي البالغ من العمر 20 عاماً: "شاركت في ورش العمل التدريبية في مجالات الكهرباء والزراعة المائية والفنون، وتعلّمت الكثير من المعلومات والمهارات العملية، حيث يمكنني الآن تصميم وبناء محوّل كهربائي، وتعلّمت أساليب زراعة العديد من أنواع الخضراوات، والعديد من المهارات الحياتية المهمة التي تساعدني في حياتي اليومية. واليوم أشعر بأني أمتلك كل ما احتاجه لأحقق جميع طموحاتي، وأحلم أن أكون مهندساً في المستقبل".

أما الطالب حمد الكعبي البالغ من العمر 19 عاماً، فقال: "أشعر بالامتنان الكبير لمعهد الكرامة للتدريب، فقد تعلّمت هنا العديد من المهارات المهمة، والتي مكنتني من الحصول على فرصة عملٍ لدى شركة مبادلة للخدمات الطبية".