وضعت مجموعة موانئ أبوظبي، بالتعاون مع شركتَي «يونيكارغاز» و«مالتي باركيز» في أنغولا، حجر الأساس لمشروع «موانئ نواتوم – محطة لواندا»، إيذاناً ببدء أحد أكبر مشاريع تحديث الموانئ وتوسعتها في أنغولا.

وتستثمر المجموعة أكثر من 250 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مع إمكانية زيادة قيمة الاستثمار إلى 380 مليون دولار على امتداد فترة الامتياز التي تصل إلى 20 عاماً، والقابلة للتمديد حتى عام 2055. وتستغرق أعمال الإنشاء في «موانئ نواتوم – محطة لواندا» 18 شهراً، لتوفِّر بنى تحتية متطورة، وأنظمة تقنية متقدمة، ومعدات مستدامة، ما يعزِّز مكانة ميناء لواندا كبوابة بحرية ولوجستية محورية، وأحد أكثر الموانئ تنافسية في منطقة وسط وغرب إفريقيا.

وتملك مجموعة موانئ أبوظبي نسبة 81% من المشروع المشترَك لتشغيل المحطة متعددة الأغراض، ونسبة 90% في شركة «نواتوم يونيكارغاز للخدمات اللوجستية»، المسؤولة عن إدارة الخدمات اللوجستية المتكاملة، وتحديث الأسطول، ويشمل ذلك الشاحنات المبرَّدة، وخدمات النقل والشحن.

وقال محمد التميمي، الرئيس التنفيذي لـ«موانئ نواتوم»: «يمثِّل وضع حجر الأساس لموانئ نواتوم – محطة لواندا خطوة استراتيجية مهمة لمجموعة موانئ أبوظبي وأنغولا والمنطقة كاملة. فهذا المشروع الرائد يجسِّد استراتيجيتنا طويلة المدى لتوفير بنية تحتية عالمية المستوى، وتبنّي حلول لوجستية متقدمة ومستدامة، تدعم التجارة الإقليمية والدولية، وتُسهم في توفير تنمية حقيقية للمجتمعات المحلية. ومن خلال تحديثنا لهذا المرفق الحيوي، فإننا نسهم في ترسيخ مكانة لواندا مركزاً بحرياً ولوجستياً رائداً في منطقة وسط وغرب إفريقيا، فضلاً عن إتاحة فرص عمل جديدة، ودعم تطوير المهارات، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز ربط الأعمال والمجتمعات التي نعمل فيها»

ويشمل المشروع أعمال تطوير وتحديث شاملة لدعم أنشطة مناولة البضائع العامة والحاويات وسفن الدحرجة في المحطة، لتكون بذلك المحطة الوحيدة في ميناء لواندا التي يصل عمق الغاطس فيها إلى 16 متراً، والمؤهَّلة لاستقبال ومناولة السفن الضخمة من طراز «سوبر بوست باناماكس» التي تصل حمولتها إلى 14,000 حاوية نمطية.

وستضمُّ المحطة ثلاث رافعات رصيف من نوع «سوبر بوست باناماكس»، وثماني رافعات جسرية مطاطية هجينة، مدعومة بمعدات وأنظمة تكنولوجية متطوِّرة لتعزيز الكفاءة التشغيلية، ودعم الاستدامة، وتبسيط العمليات اللوجستية. وبعد إنجاز أعمال التحديث الشاملة خلال الربع الأول من عام 2027، تزيد المحطة من طاقتها الاستيعابية لمناولة الحاويات من 25,000 حاوية نمطية إلى 350,000 حاوية نمطية، ومن قدرتها على مناولة المركبات إلى أكثر من 40,000 مركبة سنوياً.

ومن خلال توظيف شبكتها العالمية، ستعمل مجموعة موانئ أبوظبي على جذب خطوط شحن جديدة إلى ميناء لواندا، وربط أنغولا بالممرات اللوجستية الدولية الرئيسية، ما يدعم زيادة الصادرات، ويخفِّض تكاليف الاستيراد، ويعزِّز القدرة التنافسية على المستويين المحلي والإقليمي.

ويُتوقَّع أن يوفِّر المشروع آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات تشمل الخدمات اللوجستية والصيانة وتشغيل المحطات. ويتضمَّن المشروع برامج تدريب ومبادرات مجتمعية لدعم المجتمع المحلي.

وتعزِّز مجموعة موانئ أبوظبي بهذا الاستثمار مكانة أنغولا كمركز لوجستي إقليمي، وتُسهم في تسريع النمو الاقتصادي في البلاد، وتأسيس قاعدة أوسع للتنمية الصناعية والتجارية.

يُذكَر أنَّ مجموعة موانئ أبوظبي وسَّعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية رقعة انتشارها في إفريقيا، من خلال الاستثمار في القارة، بإجمالي يزيد على 800 مليون دولار في قطاعات الموانئ والشحن والخدمات البحرية واللوجستية في كلٍّ من جمهورية مصر العربية، وجمهورية الكونغو، وتنزانيا، وأنغولا.