شهدت أبوظبي انعقاد الورشة الإقليمية المعنية بتسهيل حركة الإبل عبر المنافذ الحدودية في منطقة الخليج، بتنظيم مشترك من شبكة الشرق الأوسط للإبل، واتحاد سباقات الهجن في دولة الإمارات، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ضمن جهود تكاملية لتطوير آليات التنقل المؤقت للإبل بين البلدان بغرض المشاركة في المسابقات والمهرجانات، مع ضمان أعلى معايير صحة الحيوان والأمن الحيوي.
حضر الورشة ممثلون عن وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة أبوظبي للزراعة، وأعضاء اللجنة التوجيهية لشبكة كامينيت، وممثلون عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، إلى جانب ممثلي الاتحادات الوطنية والدولية وأندية سباقات الهجن في منطقة الخليج.
وأسفرت الورشة عن طرح عدد من المبادرات النوعية، أبرزها مقترح تطوير البوابة الذكية الذي قدمته شركة M42 للعلوم البيئية، وهو منصة إلكترونية ونظام تتبع رقمي يهدف إلى تقليل الوقت والجهد والموارد، وتوفير قاعدة ومشاركة قاعدة بيانات دقيقة ومستدامة لحركة الإبل. وطرحت وزارة التغير المناخي والبيئة مبادرة «المسار الأخضر» لتخصيص مسار مخصص للإبل المشاركة في الفعاليات، بالتعاون مع الجهات المعنية، ما يسهم في تسريع الإجراءات وتوجيه الموارد بكفاءة. وطرحت المنظمة العالمية لصحة الحيوان مقترح تطوير شهادات صحية موحدة لبلدان المنطقة، لتسريع وتيرة التنقل وتعزيز الضوابط الصحية ضمن إطار محكم.
وحظيت هذه المبادرات بإشادة واسعة من المشاركين، الذين أكدوا أهمية التوجه نحو التنفيذ العملي بما ينعكس إيجاباً على مشاركة الإبل في الفعاليات الإقليمية ويعزز من سلامتها الصحية.
واستضافت أبوظبي الاجتماع الثامن للجنة التوجيهية والفنية لشبكة كامينيت، ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء، حيث استعرضت خلاله خطة العمل الخمسية للشبكة (2026–2030)، التي ترتكز على خمسة محاور رئيسية تشمل الرفق بالحيوان، وأمراض الإبل وطرق التشخيص، وتقييم المخاطر، والدراسات والأبحاث، والصحة الواحدة.
وقدمت البلدان الأعضاء خلال الاجتماع، عروضاً تفصيلية عن واقع قطاع الإبل في كل دولة، متضمنة أعداد الإبل والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، والفرص المتاحة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الصحة الحيوانية، وتبادل الخبرات، وتطوير القدرات الفنية والعلمية.
وفي ختام الاجتماع، شدد المشاركون على أهمية شبكة كامينيت في تطوير قطاع الإبل في منطقة الشرق الأوسط، وسد الفجوة المعرفية في مجالات الصحة والتربية، وتعزيز منظومة الأمن الحيوي بين دول المنطقة.
وأكدت أسماء عبدي محمد، مدير إدارة شؤون الأمن الحيوي في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أن استضافة إمارة أبوظبي لهذه الاجتماعات الإقليمية المتخصصة يعكس مكانتها الرائدة كمركز إقليمي للتميز في مجالات الأمن الحيوي وصحة الحيوان، ويجسد التزامها بدعم المبادرات العلمية والشبكات المتخصصة التي تسهم في تعزيز استدامة الثروة الحيوانية، لا سيما الإبل، التي تمثل مكوناً أساسياً في التراث الثقافي والاقتصادي للمنطقة.
وقالت: «نحن فخورون بأن تكون أبوظبي منصة للحوار العلمي والتنسيق الإقليمي، وملتزمون بدعم مخرجات هذه الاجتماعات وتحويلها إلى برامج عمل ملموسة تخدم مصالح الدول الأعضاء وتعزز من جاهزية منظوماتها الصحية والبيطرية».
وأشارت إلى أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تولي اهتماماً بالغاً بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الصحة الحيوانية، وتحرص على تبني أفضل الممارسات العلمية والتقنية التي تسهم في رفع كفاءة منظومة الأمن الحيوي، لا سيما بما يتعلق بالإبل، لأنها عنصر محوري في منظومة الإنتاج الحيواني في المنطقة، موضحة أن الاجتماعات الإقليمية التي تستضيفها أبوظبي تمثل فرصة استراتيجية لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات المشتركة، وتطوير حلول مبتكرة تدعم استدامة القطاع، وتعزز جاهزية البلدان في مواجهة المخاطر الصحية العابرة للحدود.
يُذكر إلى أن شبكة كامينيت، التي تضم تسعة بلدان من الشرق الأوسط، أُطلقت رسمياً خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للمنظمة العالمية لصحة الحيوان في باريس عام 2016، وتهدف إلى نشر المعرفة بأمراض الإبل، وتوحيد طرق التشخيص، وتعزيز التعاون العلمي والتقني بين البلدان الأعضاء والمؤسسات الدولية.