أجرى سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية في ديوان الرئاسة، اتصالاً مرئياً مع عدد من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لحملة دولة الإمارات للتطعيم ضدَّ شلل الأطفال في باكستان، بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال.

ووجَّه سموّه الشكر والتقدير لجميع العاملين في حملة دولة الإمارات للتطعيم ضدَّ شلل الأطفال في باكستان، وأثنى على جهودهم المتواصلة في مكافحته.

وأكَّد سموّه أنَّ الفِرق العاملة في الميدان في الخطوط الأمامية هي العنصر الأساسي في إنجاح هذه الحملات الصحية، خصوصاً في الظروف البيئية والتضاريس الصعبة.وجاء اتصال سموّه للاطمئنان على عمل الحملة، التي يحرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعمها ورعايتها ضمن مبادرة بلوغ الميل الأخير، وهي مجموعة من البرامج الصحية العالمية الهادفة إلى التوعية بالأمراض المعدية والعمل الجاد للقضاء عليها في جميع أنحاء العالم.

وقال سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان: «نيابةً عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أودُّ أن أعرب عن تقديرنا وشكرنا على جهودكم ومساهمتكم الحيوية والفاعلة في القضاء على شلل الأطفال، ضمن مبادرتنا التي تأتي بالشراكة مع حكومة جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، ما يعكس رؤية صاحب السموّ رئيس الدولة في السعي الحثيث لتخليص أجيال المستقبل من خطر شلل الأطفال».

وأضاف سموّه: «اقتربنا من تحقيق هدفنا، بفضل جهودكم وتفانيكم وعزمكم على تحصين كل طفل، في كل مجتمع، ضد فيروس شلل الأطفال. ونحن واثقون بأننا، وبفضل استمرار جهودكم، نستطيع معاً القضاء على شلل الأطفال تماماً».

وأعرب العاملون الصحيون عن سعادتهم بهذه المكالمة التي تعبِّر عن حِرص قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على متابعة الجهود الإنسانية والصحية، بهدف القضاء على الأمراض التي تعدُّ أحد أخطر معوقات التنمية والتطوُّر.

 وأكَّدوا مواصلتهم العمل في تنفيذ حملة استئصال شلل الأطفال في باكستان، وعزمهم على المضي قُدُماً لتجاوز التحديات في سبيل ضمان تحصين الأطفال في باكستان تجاه هذا المرض.

وتبرَّع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأكثر من 1.3 مليار درهم (376 مليون دولار) للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال منذ عام 2011 من خلال مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، ويشمل ذلك حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، وهي جزء من برنامج الإمارات لمساعدة باكستان. وفي عام 2022، تمَّ تطعيم أكثر من 16.2 مليون طفل في باكستان.

وأسهمت الحملة منذ إطلاقها في عام 2014 وحتى سبتمبر 2023، في توزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.

وتؤدي دولة الإمارات دوراً ريادياً في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعمل بشكل فاعل على تقديم اللقاحات المنقِذة للحياة، لحماية الملايين من الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم في جميع أنحاء باكستان ودول أخرى.

وتشكِّل الفِرق الصحية المتخصِّصة من العاملين في الخطوط الأمامية جوهر جهود حملة دولة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، إذ ينتقلون من منزل إلى منزل في تضاريس صعبة غالباً لتطعيم الأطفال. وتضمُّ الحملة ما يزيد على 103,000 من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، أكثر من نصفهم من النساء، ويؤدون دوراً محورياً وحيوياً في كسب ثقة المجتمعات، ومكافحة المعلومات الخاطئة عن اللقاحات وزيادة الوعي بمخاطر شلل الأطفال.

وشملت التغطية الجغرافية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال 85 منطقة من المناطق الصعبة والعالية الخطورة في جمهورية باكستان الإسلامية. وخصَّصت الحملة فِرَق تطعيم خاصة لتوفير اللقاحات، وتطعيم أكثر من 597,000 طفل من أبناء اللاجئين الأفغان في مخيماتهم ومناطق انتشارهم في مختلف الأقاليم والمدن الباكستانية.

وقال عبدالله خليفة الغفلي، مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان: «إنَّ حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، بدعم من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل يداً بيد مع حكومة باكستان لمكافحة شلل الأطفال، وحماية الأطفال من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه».

وأضاف الغفلي: «إنَّ باكستان اليوم على وشك القضاء على شلل الأطفال، إذ انخفضت حالات شلل الأطفال في باكستان إلى أقل مستوى، ما يعكس المشاركة الكبيرة والحرص والالتزام من جانب شركائنا، وفاعلية جهود الفِرَق الصحية على الخطوط الأمامية في مواجهة المرض وسعيها للقضاء عليه».

يُذكَر أنَّ أعداد المصابين بشلل الأطفال في العالم قُدِّرت في عام 1988 بنحو 350,000 شخص. وقد أدَّت عقود من التقدُّم بفضل جهود آلاف المتخصِّصين، إلى انخفاض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%، مع الإبلاغ عن 30 حالة فقط في عام 2022.

ويعدُّ شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، ويؤثِّر بصورة كبيرة في الأطفال دون سن الخامسة، حيث ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، ويغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يسبِّب الشلل، لذلك فإنَّ أيَّ شخص لم يحصل على التطعيم معرَّض لخطر الإصابة بالمرض.