أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، بقادة الرعاية الصحية المشاركين في النسخة الرابعة من قمة قادة الرعاية الصحية التي نظَّمتها "بيورهيلث" وفوربس الشرق الأوسط تحت شعار «المجتمع في صميم الابتكار الصحي».
القمة التي تعقد فعالياتها يومَي 18 و19 نوفمبر 2025 في فندق قصر الإمارات ماندارين أورينتال في أبوظبي، تجمع نخبة من صُنّاع السياسات وقادة مؤسسات الرعاية الصحية وروّاد العلوم والتكنولوجيا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حوار استراتيجي يستعرض التحولات الكبرى التي تُعيد رسم ملامح مستقبل القطاع الصحي في المنطقة والعالم.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «يسعدني أن أرحِّب بكم جميعاً في أبوظبي وفي النسخة الرابعة من قمة قادة الرعاية الصحية. نحن نجتمع اليوم في مدينة ودولة تؤمنان إيماناً راسخاً بدورهما كمركز عالمي للتلاقي والتعاون والابتكار والتميُّز في مجال الرعاية الصحية. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، نؤكِّد دائماً أنَّ رفاه الإنسان وصحته هما الأساس المتين لقوة هذا الوطن، وأنَّ ازدهار مجتمعنا ينمو من جودة صحتنا وسلامة أفرادنا».
وأكَّد معاليه أنَّ تطوير منظومة رعاية صحية عالمية المستوى أصبح أولوية وطنية، وركيزة رئيسية في رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وبفضل قيادته الملهمة ورؤيته المستقبلية، تدرك دولتنا أنَّ الصحة الجيدة هي حجر الزاوية لرفاه الفرد وازدهار المجتمع.
وأضاف معاليه: «انطلاقاً من رؤية سموّه، نعمل بثبات على تعزيز مختلف جوانب قطاع الرعاية الصحية، وضمان وصول معايير التميُّز والابتكار والرحمة إلى كلِّ فرد في هذا الوطن. كما يحرص سموّه على بناء شراكات فعّالة مع روّاد الطب والتكنولوجيا عالمياً، ويطمح لأن تكون الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً للجودة والتميُّز في مجال الرعاية الصحية».
وأشار معاليه إلى أنَّ طموح أجندة هذا الملتقى يعكس التزاماً قوياً بتطوير جميع أبعاد قطاع الرعاية الصحية. ويسعدني، كشخص من خارج المهنة، ولكن يقدِّرها تقديراً بالغاً، أن أقدِّم بعض الرؤى الملهمة المستقاة من محاور هذه القمة.
وأوضح معاليه: «أولاً: أصبح الطب اليوم علماً قائماً على البيانات؛ فالتقدُّم السريع في المعلوماتية الحيوية، والقدرات الحسابية الهائلة، والرؤى الجديدة في علم الأحياء الجزيئي، تسهم كلها في تحويل طرق الوقاية والتشخيص والعلاج. كما تمثِّل التطورات المتقدمة في تقنيات النانو، والعلاج الجيني، والطب الدقيق، وعلم المناعة السرطانية، والذكاء الاصطناعي، والجراحات الروبوتية ثورة علمية تُطيل الأعمار الصحية، وتُعزِّز جهودنا المشتركة في مكافحة الأمراض».
وأضاف معاليه: «تتطلَّب الاستفادة الكاملة من هذه الابتكارات الاستثمار المستمر في البحث والتطوير، وتعزيز ثقة المجتمع بقوة العلم، ودعم التحوُّل الرقمي وتحليلات البيانات المتقدمة. إلا أنَّ التكنولوجيا وحدها لا تكفي؛ إذ يظل التعاون بين العلماء وصنّاع السياسات والجهات الصحية حول العالم ضرورة لتحويل الاكتشافات العلمية إلى فوائد ملموسة للإنسان».
ونوّه معاليه بأنَّ نجاح التحوُّل الصحي يعتمد كذلك على سرعة تحويل الاكتشافات الإكلينيكية إلى علاجات فعّالة ومُتاحة للجميع، لتلبية احتياجات المرضى وتوقُّعات المجتمعات في رعاية متقدِّمة وذات جودة عالية.
وتابع معاليه: «ثانياً: تذكِّرنا جهود تحسين الأنظمة الصحية حول العالم بأنَّ الصحة قضية عالمية مشتركة. فجميع الدول، مهما اختلفت ظروفها، تواجه تحديات متشابهة في رعاية شعوبها. وأنتم، العاملين في هذا القطاع الإنساني، تتحركون بإخلاص بروح الخدمة والمعرفة والرحمة، ومن الضروري تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان استمرار أثر جهودكم الإنسانية».
وأضاف معاليه: «ثالثاً، تحتاج منطقتنا إلى تبنّي استراتيجية واضحة ومستدامة تعتمد على منهجيات البحث وجمع البيانات والتحليل العميق، لضمان مواكبة الابتكارات للاحتياجات الوطنية على المدى القريب والبعيد».
وتابع معاليه: «رابعاً، بوصفي وزيراً للتسامح والتعايش، فإنني متأثر بعمق بالنموذج الإنساني الرفيع الذي يجسّده العاملون في القطاع الصحي؛ فأنتم لا تميِّزون بين جنس أو عمر أو جنسية أو دين أو خلفية، بل تعاملون الجميع بكرامة واحترام وتعاطف. وأحيّي التزامكم الثابت ورسالتكم النبيلة في خدمة كل مريض بروح من اللطف والضمير».
واختتم معاليه كلمته قائلاً: «إنه لوقت استثنائي في تاريخ الطب، حيث تفتح التطورات العلمية السريعة آفاقاً جديدة في الوقاية والعلاج. وبفضل تفانيكم، تتحقَّق الوعود الكبيرة لعلوم الحياة، ويتحوَّل مستقبل الرعاية الصحية لما فيه خير الجميع. وأُعرب عن امتناني لحضوركم ولمشاركتكم في هذا الحوار المهم، كما أشكر فوربس الشرق الأوسط وبيورهيلث على تنظيم هذه القمة المهمة. وأتمنى لكم قمة ناجحة ومثمرة. شكراً لكم».
وحضر اليوم الأول نخبة من الشخصيات البارزة من القطاعين الحكومي والخاص، من بينهم سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام لمؤسسة الإمارات للدواء، وسعادة مباركة مبارك إبراهيم، الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وسعادة إبراهيم الجلاف، المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة – أبوظبي، وسعادة الدكتورة نجلاء أحمد المدفع، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في صندوق الإمارات للنمو، والدكتورة أسماء إبراهيم المناعي، المدير التنفيذي لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي.
وشارك في القمة مجموعة من قادة الأعمال ومن ضمنهم أيمن مختار، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة أوراسيا لدى شركة «فياتريس»، وشريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا والمستشفى الأمريكي دبي، وناصر اليماحي، الرئيس التنفيذي لشركة حياة بايوتك، وديميتريس مولافاسيليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة M42، وجوزيف هيزل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أبيكس هيلث».
وأكَّدت شايستا آصف، الشريك المؤسِّس والرئيس التنفيذي لمجموعة «بيورهيلث»، في كلمتها الافتتاحية أهمية الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص لبناء منظومات صحية أكثر شمولاً واستدامةً.
قالت شايستا آصف، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيورهيلث:
"نفخر بأن نكون مرة أخرى الشريك الرائد لقمة فوربس الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية، التي تجمع الرؤى وصنّاع المستقبل في مجالات الرعاية الصحية والطب وعلوم إطالة العمر الصحي والوقاية وآليات تكريس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية. وانطلاقاً من إيماننا بأن المجتمع هو جوهر الابتكار في قطاع الصحة، تلتزم "بيورهيلث" بدعم التعاون، وتعزيز العلوم، وبناء مجتمع أكثر صحة ."
وقالت خلود العميان، الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير فوربس الشرق الأوسط: «تمثِّل قمة قادة الرعاية الصحية منصة تجمع بين قوة المعرفة العلمية ورؤية الابتكار، في لحظة يُعيد فيها العالم تعريف مفهوم الرعاية الحديثة. ومن أبوظبي، نؤكِّد أنَّ مستقبل الصحة لا يُصنع في المختبرات فقط، بل عبر التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وروّاد التكنولوجيا، وبالاستثمار في الإنسان أولاً. هذا اللقاء ليس مجرد مؤتمر، بل خطوة جوهرية نحو بناء منظومة صحية أكثر ذكاءً وشمولاً وقدرة على مواجهة تحديات الغد».
تميَّزت القمة بمجموعة من الجلسات النقاشية والحوارات الثرية التي تناولت رؤى متقدمة حول مختلف مجالات الرعاية الصحية، مسلّطةً الضوء على كيفية رسم دولة الإمارات لملامح منظومة رعاية صحية ذكية ومتكاملة ومستدامة. كما ناقشت الجلسات الدور الحيوي للشراكات الدولية في مجالي العلوم والتكنولوجيا في دفع عجلة التقدُّم الطبي، وتعزيز ريادة مستقبل الرعاية الصحية عبر السياسات والمبادرات المجتمعية، إلى جانب أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة مفهوم الرفاه الصحي وتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في المنطقة. وتطرَّقت النقاشات إلى أهمية الاستثمار في الوقاية لضمان حياة أطول وأكثر صحة للجميع، فضلاً عن كيفية الاستفادة من أدوات الجينوم والذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل نظم الرعاية الصحية والتحوُّل من التركيز على العلاج إلى التركيز على الوقاية، عبر أحدث الاكتشافات الطبية في علم الشيخوخة، والعلاجات التجديدية، والعلاجات بالخلايا الجذعية.
وأضفت مشاركة نخبة من أبرز الأطباء وقادة الفكر الذين يقودون مسيرة التغيير في قطاع الرعاية الصحية بُعداً إضافياً عبر جلسات (Doctor’s Lab)، التي سلَّطت الضوء على ثورة الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب الدقيق واتخاذ القرارات الإكلينيكية، والجراحات الروبوتية، والذكاء العصبي والتكنولوجيا، وجراحة الأجنة ورعاية الحمل المبكرة، إضافةً إلى بناء الثقة بطب التجميل.
تتعاون فوربس الشرق الأوسط مع عدد من الشركاء المتميزين لإطلاق القمة، بما في ذلك الشريك الرئيسي «بيورهيلث»، والشريك الداعم مؤسسة الإمارات للدواء، والشريكان الاستراتيجيان مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية وصندوق الإمارات للنمو، إلى جانب الشركاء الآخرين وهم «إنديانا يونيفرسيتي هيلث»، و«حياة بايوتك»، و«فياتريس»، و«أبيكس هيلث»، و«جلوبال ليمو»، و«بتيل»، و«إنبودي» و«هتّا هاني»، و«نو مور بوتلز»، و«ذا جنجر بيبول»، و«إكسفير تكنولوجيز»، والجامعة الكندية دبي.