في إطار التزام مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بالأبحاث الرائدة وإحداث تحوُّل في الرعاية الصحية، حقق المركز التابع لمجموعة «بيورهيلث»، أكبر مجموعة رعاية صحية في الشرق الأوسط، إنجازاً جديداً في إحدى تجاربه السريرية لدراسة استخدام العلاج الضوئي المناعي في علاج المصابين بالتصلُّب المتعدِّد.

وتقيِّم الدراسة فاعلية وسلامة استخدام العلاج الضوئي المناعي لعلاج مرض التصلُّب المتعدِّد، علماً بأنَّ العلاج الضوئي المناعي يُستخدَم في علاج بعض أنواع السرطان، وأمراض المناعة الذاتية ومرض رفض الجسم للزراعة، لكن المركز يدرس استخدامه لتخفيف أعراض مرض التصلُّب المتعدِّد بإعادة توازن الجهاز المناعي للمريض.

وكشف المركز أن إحدى قصص النجاح التي حققها ضمن هذه التجربة السريرية تعود لأحد المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي شُخِّصَت إصابته بمرض التصلُّب المتعدِّد عام 2019، حين كان يعاني من أعراض متفاقمة بمرور الوقت، تشمل صعوبة المشي واختلال التوازن وتلعثم الكلام وضعف الإدراك والنظر. وبعد ستة أشهر من العلاج الضوئي المناعي ظهر تحسُّنٌ كبيرٌ في حركة المريض ونظره مع قدرته على التحدُّث بوضوح أكبر، وتراجعت لديه مشكلات اختلال التوازن، ولوحظ ذلك من الفحوصات على امتداد ثلاثة أشهر.

وفي عام 2022، حصلت تجربة استخدام العلاج الضوئي المناعي في علاج المصابين بالتصلُّب المتعدِّد على موافقة دائرة الصحة أبوظبي، وبعد ذلك سُجِّل عدد من المصابين بالتصلب المتعدد التقدمي الثانوي أو التصلب المتعدد الانتكاسي لتلقي هذا العلاج، وسُجِّلت الدراسة في السجل العالمي للتجارب السريرية clinicaltrials.gov.

وقال الدكتور يندري فينتورا، الباحث الرئيسي في الدراسة في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «تؤدي التجارب والأبحاث السريرية دوراً محورياً في تطوير الرعاية الصحية وتوفير الابتكارات المتطورة للجميع. وتدفع عجلة التقدُّم بالعلاجات الطبية وتعزِّز رعاية المصابين وتتيح الاستفادة من الاكتشافات الرائدة وتوفير العلاجات المبتكَرة. وانسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبصفتنا روّاد الأبحاث السريرية فيها، فإنَّ تجاربنا السريرية وجهودنا البحثية في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية تمثِّل فصلاً استثنائياً في تاريخنا الطبي، وتسرِّع سعيَنا نحو مجتمع أكثر صحة، وإسهامنا في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة رائدة للرعاية الصحية والابتكار والأبحاث. وتؤكِّد النتائج الطبية للمريض، بعد إتمام العلاج في هذه التجربة السريرية، التزامنا بإعادة صياغة طرق علاج مرض التصلُّب المتعدِّد في المنطقة ومنح الأمل للمصابين».

وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، الباحثة في الدراسة، ونائب رئيس الجمعية الوطنية لمرض التصلُّب المتعدِّد في دولة الإمارات العربية المتحدة: «يفتخر مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بأنه في طليعة الجهات التي تُجري أبحاثاً مبتكَرة في مجال علاج التصلُّب المتعدِّد، ومن خلال العلاجات والأبحاث الرائدة، هدفنا تحسين نوعية حياة مصابي التصلُّب المتعدِّد. بدأت دراسة تأثير العلاج الضوئي المناعي لدى مصابي التصلُّب المتعدِّد منذ عام في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، ويعمل فيها مجموعة من العلماء والأطباء والباحثين لدينا، وندرك أنَّ كلَّ تطوُّر واكتشاف نحقِّقه الآن سيغيِّر حياة المصابين اليوم وفي المستقبل».

وقال الدكتور ياندي أليمان، رئيس قسم التجارب السريرية وأحد الباحثين المساعدين في الدراسة في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «قطعت هذه التجربة خطوات كبيرة مع المصابين المشاركين المقبولين وفقاً لمعايير سريرية معينة. وفي إطار هذه الدراسة يخضع المصابين لسلسلة من 28 جلسة للعلاج الضوئي المناعي على مدى ستة أشهر، تليها فترة مراقبة إضافية مدتها ستة أشهر أخرى من فريق طب الأعصاب في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية. والنتائج الواعدة التي شهدناها مع مرضانا تجعلنا نمضي قدماً في الدراسة والتي تنتهي خلال العام المقبل».

وقالت الدكتورة رقية مير، استشاري طب الأعصاب وأحد الباحثين المساعدين في الدراسةفي مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «يتضمَّن هذا الإجراء المبتكَر المستخدَم في دراستنا علاج كريات الدم البيضاء الذاتية للمريض باستخدام دواء قابل للتنشيط الضوئي، يليه تعريضها لضوء الأشعة فوق البنفسجية، ثمَّ إعادة هذه الكريات للمريض خلال الجلسة. وأظهر هذا العلاج نتائجَ واعدةً في معالجة مجموعة من الحالات الطبية الأخرى ومنها السرطانات، واليوم تقدِّم تجربتنا السريرية أملاً للأفراد المصابين بمرض التصلُّب المتعدِّد. ومن خلال هذه الدراسة والتزامنا بالأبحاث، نسعى جاهدين لتوفير سبل جديدة لعلاجه ومنح المصابين به الأمل من جديد».