وقَّعت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية ومركز الإحصاء - أبوظبي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين الجهتين، وتطوير قدرات منتسبي الخدمة البديلة، والارتقاء بمعارفهم نحو مستويات أكثر احترافية في مجالات علوم وهندسة البيانات، ما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة لتأهيل كفاءات وطنية قادرة على إدارة العمليات وتحقيق الأهداف خلال الأزمات والطوارئ.

وقَّع مذكرة التفاهم كلٌّ من سعادة أحمد محمود فكري، المدير العام لمركز الإحصاء – أبوظبي، والعميد الركن عبيد علي عبيد المنصوري، مدير الإعلام والاتصال المؤسسي في هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية. 

وتأتي مذكرة التفاهم ضمن مبادرة أطلقها المركز ينظِّم خلالها برنامج «روّاد البيانات» الذي يستهدف تدريب منتسبي الخدمة الوطنية البديلة في مجال علوم وهندسة البيانات باستخدام أحدث التقنيات وأفضل الممارسات التي تؤهلهم لاستخراج تحليلات دقيقة، واستخلاص النماذج التنبُّؤية المتطورة من البيانات، إضافةً إلى إنتاج إحصاءات عالية الجودة.

وبموجب مذكرة التفاهم يوفِّر مركز الإحصاء – أبوظبي أدواتٍ معرفيةً وتعليميةً ترفع من قدرة الكوادر الشابة من منتسبي الخدمة البديلة، وتدمجهم في المشاريع الوطنية بالاستناد إلى أفضل المنهجيات والتقنيات المتقدمة في المجال الإحصائي.

وأشاد العميد الركن عبيد علي المنصوري بأهمية هذه المذكرة؛ كونها تعزِّز التعاون والشراكات الاستراتيجية بين هيئة الخدمة الوطنية ومركز الإحصاء – أبوظبي، ما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة والتوجُّهات الاستراتيجية للدولة بشأن تأهيل الكفاءات الوطنية، وتبادل المعارف والخبرات في مجالات عدة، مؤكِّداً أهمية تطوير مهارات الشباب في المجالات الحيوية لمواكبة متغيِّرات العصر، والتغلُّب على التحديات المستقبلية. 

وقال: «إنَّ التعاون بين الجهات الحكومية في الدولة يسهم بشكل فعّال في دعم منتسبي الخدمة الوطنية خلال مسيرتهم العملية، عبر تعريفهم بأحدث التوجُّهات المستقبلية في مجال علوم البيانات والإحصاء، والذكاء الاصطناعي، وما يوفِّره هذا الأمر من فرصٍ لإبراز قدراتهم والمساهمة في تطوير المشاريع الوطنية».

وأوضح سعادة أحمد محمود فكري أنَّ «مركز الإحصاء – أبوظبي أطلق مبادرة (روّاد البيانات) بهدف بناء القدرات وتأهيل الكفاءات الوطنية من منتسبي الخدمة الوطنية البديلة في مجالات الإحصاء وتحليل البيانات، ليكونوا قادرين على استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة في جمع وتحليل البيانات، إضافةً إلى فهم سيناريوهات الأمن الإلكتروني المتطورة، من خلال أحدث تقنيات البرمجة والحوسبة، وخاصة فترات الأزمات والطوارئ».

وأضاف: «يوفِّر معهد التدريب الإحصائي التابع للمركز، من خلال برنامجه، فرصة لمنتسبي الخدمة الوطنية لاكتساب أساسيات الإحصاء وعلوم البيانات، وفهم البيانات المعقَّدة وتفسيرها، باستخدام نماذج تنبؤية ولحظية. ويوفِّر البرنامج الأدوات اللازمة للتعرُّف إلى أحدث المنهجيات العلمية، وأفضل الممارسات المتَّبعة في هذا المجال».

ويُعدُّ البرنامج التدريبي جزءاً من استراتيجية المركز لبناء وتطوير منظومة إحصائية لا مركزية، عبر شبكة معلومات قوية تستند إلى كوادر مؤهَّلة قادرة على إعداد سيناريوهات إحصائية تستشرف مختلف القطاعات الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، في بيانات عالية الجودة. 

ويمتدُّ البرنامج 11 شهراً، ابتداءً باختيار المنتسبين من خلال ستة اختبارات لتقييم السمات الشخصية والفنية الإحصائية، والقدرات اللفظية، والعددية، والتجريدية، إضافةً إلى مقابلة لقياس الخبرات العملية لديهم، ويُختار على إثرها نخبة من المرشَّحين. ويخضع المتدربون إلى دورات تخصُّصية معتمدة في مجال علوم وهندسة البيانات مدةَ ثلاثة أشهر، من خلال معهد التدريب الإحصائي التابع للمركز، بالشراكة الأكاديمية مع معهد روتشستر للتكنولوجيا بدبي.

وبعد الانتهاء من البرنامج التخصُّصي، تتاح للمنتسبين التدريبات العملية مدةَ ثمانية أشهر، والمشاركة الفعلية في المشاريع الإحصائية، حيث يمكنهم إعداد سيناريوهات إحصائية أكثر تطوراً وفقاً لأفضل المعايير والممارسات الدولية. وفي نهاية البرنامج يحصل المتدربون على شهادة دولية معتمدة تؤهلهم للعمل في مجال علم البيانات. 

وقد صُمِّمَت  الاختبارات وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية، وباستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها تقنية التشات جي بي تي (ChatGPT) التي أسهمت في تحديد السمات الشخصية، والقدرات التعلُّمية، والمهارات الفنية المطلوبة من المنتسبين في البرنامج التدريبي، والتي تمَّ على إثرها تحليل النتائج، واختيار المرشَّحين خلال وقت قياسي لتحديد المجال الفني الأنسب لكل متدرب.