افتتح برنامج خبراء الإمارات، الذي يمتد 12 شهراً، باب التسجيل في دورته الرابعة بهدف تعزيز خبرات المشاركين من 20 قطاعاً رئيسياً، لتمكينهم من مواجهة التحديات العالمية، ما يسهم في دعم النمو والمشهد الاقتصادي في أبوظبي.

وكان برنامج خبراء الإمارات قد انطلق في عام 2019، بتوجيه من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون منصة إطلاق للخبراء المتخصِّصين في دولة الإمارات لتولّي دور حيوي في القطاعات المتنامية، بما يتوافق مع أولويات دولة الإمارات. ويسعى البرنامج إلى تأهيل مجموعة من المتخصِّصين الإماراتيين ليكونوا نماذج من أصحاب الفكر الاستشرافي في مجالاتهم، بتزويدهم بالخبرة الفنية والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات على الساحة العالمية.

وتركِّز الدفعة الرابعة على تعزيز مهارات ومعرفة 20 متخصِّصاً ضمن ثلاث مجموعات رئيسية، هي: النمو الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والاستدامة والبنى التحتية. وسيقع الاختيار على خبير واحد ليمثِّل كلاً من تلك القطاعات التي تعدُّ محركات رئيسية تدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال سعادة أحمد طالب الشامسي، مدير برنامج خبراء الإمارات: «يؤكِّد انطلاق الدفعة الرابعة التزامنا المستمر برعاية أصحاب المواهب المتميزة ودعمهم، وتعزيز الخبرات التخصُّصية في القطاعات المتنامية في الدولة، التي تنسجم مع أولوياتنا الوطنية. وانطلاقاً من النجاح الذي حقَّقته الدفعات الثلاث الأولى، صُمِّمَت النسخة الرابعة من البرنامج بهدف تلبية المتطلبات المتغيِّرة لدولة الإمارات، وضمان مواكبة التغيُّرات والتعقيدات المتزايدة في قطاع التكنولوجيا وغيره من القطاعات على الساحة العالمية».

وأضاف سعادته: «بينما ترسِّخ دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً بوصفها مركزاً للتجارة والسياحة، يقدِّم برنامج خبراء الإمارات فرصة لا تضاهى للإماراتيين الطموحين الذين يتطلعون إلى الإسهام في مسار النمو الواعد للدولة، ويسعون لأن يكونوا قادة في مجالات عملهم. ونحن واثقون من أنَّ هذه النسخة ستدعم المشاركين بالخبرات التخصُّصية، وتمكِّنهم من أداء دور محوري في دفع مسيرة التطوُّر في دولة الإمارات، ورسم ملامح مستقبل أفضل للإماراتيين والمقيمين في الدولة».

ويجب أن يمتلك المتقدمون للبرنامج خبرة لا تقل عن 10 سنوات، تشمل 5 سنوات في مجال تخصُّصهم، وسجِلِّ مساهمات في مشاريع استراتيجية تدعم تحقيق الأولويات الوطنية، سعياً إلى تحسين المنظومة الحالية لجمع المعلومات وإدارتها. وتشهد نسخة هذا العام تسخير الذكاء الاصطناعي في مرحلة تقديم الطلبات، لتوفير بديل أكثر جاذبية وفاعلية للنهج التقليدي. ويتضمَّن ذلك أيضاً إدخال ميزات تكميلية، مثل تحليل المهارات والشخصية، ومقابلات وتقارير تجريها حلول الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى إثراء تجربة الاختيار وتبسيطها.

وتتضمَّن الدفعة الرابعة من البرنامج خمسة قطاعات جديدة، حيث يمثِّل المشاركون ضمن مجموعة النمو الاقتصادي قطاعات التنمية الاقتصادية، والأبحاث والعلوم المتقدِّمة، والتكنولوجيا والابتكار، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والإعلام، والسياحة والضيافة، والخدمات المصرفية والتمويل، والدفاع. أمّا مجموعة التنمية الاجتماعية، فتشمل المتخصِّصين في مجالات الثقافة والهُوية، والتعليم، والصحة والرفاهية، وتنمية المجتمع والخدمات الاجتماعية، والخدمات الحكومية، والعمل الخيري، والشؤون الخارجية. وينضمُّ الإماراتيون الذين يشغلون مناصب في قطاع البيئة وتغيُّر المناخ، والتنقُّل والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي والمائي، والطاقة ومصادر الطاقة المتجددة ضمن مجموعة الاستدامة والبنى التحتية. 

وصُمِّمَ البرنامج ليجمع بين التوجيه من قِبَل قادة في القطاعين الحكومي والخاص، وخبرة الشركاء الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، بهدف ترسيخ خمسة أسس وعقليات رئيسية تدعم التعلُّم المستمر، التأملية والتحليلية والعالمية والتعاونية والتنفيذية.

وطُوِّر البرنامج بالتعاون مع الشركاء الأكاديميين وقادة القطاعات في دولة الإمارات وخارجها، بهدف تمكين المتقدمين من اكتساب الخبرات والتخصُّص الموجَّه ضمن قطاعاتهم، وتطوير خبراتهم ومهاراتهم ومعارفهم، وتسخيرها في اتخاذ قرارات مدروسة، ودفع عجلة التقدُّم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتستمر النسخة الرابعة 12 شهراً، وهي مصمَّمة وفق نموذج دوري يجمع بين برنامج أكاديمي مدته تسعة أشهر، وتجارب عملية مدتها ثلاثة أشهر، وتشتمل هذه النسخة على خيارات أكثر لتصميم دورات تدريبية شخصية، ما يتيح للمشاركين العمل، بالتعاون مع الموجِّهين والمستشارين، على تصميم نموذج مرن يتوافق مع متطلباتهم المهنية والشخصية، وينمّي القدرات الفنية المطلوبة ضمن مجالات تخصُّصهم.

ويتضمَّن البرنامج أنشطة تشاركية وتجارب تفاعلية تشكِّل مزيجاً من العمل الميداني والتعلُّم في الغرف الصفيّة، بحيث يجمع بين خبرات المشاركين في قطاعاتهم، وما يتعلمونه من مقرّر البرنامج، ليصقل المهارات القيادية والخبرات التخصُّصية لديهم، ويسهم في المشاريع التحوُّلية ذات الأثر الملموس في المستوى الوطني.

يُذكَر أنَّ 61 إماراتياً من أصحاب الخبرات المتنوّعة تخرَّجوا في الدفعات الثلاث الأولى من البرنامج.