شاركت هيئة «المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي» برئاسة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، في «أسبوع لندن للعمل المناخي»، وشمل ذلك حضور نقاشات وحوارات استراتيجية ومخاطبة الحضور والمشاركين ضمن سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى.

ويُعدُّ أسبوع لندن للعمل المناخي أحدث الفعاليات المُدرَجة ضمن أجندة مؤتمرات وفعاليات المناخ الدولية التي تحفِّز بدورها الجهود المبذولة نحو ترجمة أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، قبيل استضافة مؤتمر الأطراف «كوب 28». وتناول الحدث ثلاثة محاور رئيسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرؤية الأساسية التي تتبنّاها المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي، والمتمثّلة في تسريع وتيرة نمو الاقتصاد العالمي النظيف، وقطع أشواط نوعية وعادلة وشاملة في ميدان العمل المناخي، وتوسيع نطاق شبكات التعاون والشراكات على مستوى «المجتمع كاملاً».

وشاركت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغيُّر المناخي، الملتزمة بدعم التحوُّل إلى صافي انبعاثات صفرية ومقرها أبوظبي، ضمن ثلاث فعاليات رفيعة المستوى على هامش أسبوع لندن للعمل المناخي، بالتزامن مع عدد من اللقاءات الثنائية القيّمة مع أبرز الأطراف المعنية الرئيسية، وشمل ذلك عدداً من مسؤولي الحكومات الدولية والمؤسَّسات المالية والمنظّمات غير الحكومية ومؤسَّسات القطاع الخاص، ومنها معهد «تشاتام هاوس» والشركة الاستشارية «إرنست آند يونغ» ومؤسَّسة «شيري بلير» للمرأة، التي تضطلع بدور محوري في تمكين رائدات الأعمال في جميع أنحاء العالم من تأسيس أعمالهن وإطلاقها ودعم نموِّها.

وانطلاقاً من هدفها المتمثّل في التركيز على رصد ودعم نمو تقنيات المناخ الناشئة، شاركت «المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي» ضمن حوار مثمر بحضور كلٍّ من جائزة «إيرث شوت» العالمية، المنصَّة المنضوية تحت مظلّة المؤسَّسة الملكية لأمير وأميرة ويلز التي تستعرض الحلول المناخية الاستثنائية في جميع أنحاء العالم، وصندوق الابتكار العالمي، وهو منصّة استثمارية متعددة الأطراف غير هادفة للربح تركِّز على دول الجنوب العالمي، وبانجايا، الشركة الرائدة في تصنيع منتجات الأزياء المستدامة الصديقة للبيئة.

وألقت الشيخة شما كلمة افتتاحية خلال فعالية «ريسِت كونيكت» المقامة على هامش أسبوع لندن، سلَّطت فيها الضوء على الرؤية الأساسية للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي في سبيل حماية «مستقبل الإنسانية وكوكبنا». وقالت في سياق كلمتها: «نتقاسم اليوم رؤيةً ومساعيَ مشتركة، سواء من خلال دعم تقنيات المناخ الناشئة وتطويرها من خلال برنامجنا لتسريع التحوّل، أو آليات التمويل المستدامة البديلة التي نتطلع إلى تقديمها، أو توصيات السياسات التي نقترحها لإرساء بيئة ملائمة وداعمة للعمل المناخي».

وخلال كلمتها الختامية في «قمة استثمارات المناخ»، التي أقيمت في سوق لندن للأوراق المالية، سلَّطت الشيخة شما الضوء على الفجوة الاستثمارية القائمة التي تتراوح قيمتها بين 3 و3.5 تريليونات دولار على مستوى الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والمناخ، ونوَّهت سموّها إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذتها المؤسَّسات والهيئات المعنية بالفعل، مثل صندوق الابتكار العالمي، لتحفيز الاستثمارات المرتبطة أهدافها بالمناخ، فقالت: «لقد سعدت في هذه القمّة الملهمة بما شهدته من المنجزات والمكاسب الإيجابية التي أثمرت نموذجَ العمل المُلهم الذي انتهجه صندوق الابتكار العالمي، فكل دولار استثمره الصندوق في هذه الشركات الناشئة حقَّق مردوداً رائعاً بواقع 7.5 مرات، ما يُعدُّ دليلاً دامغاً على التداعيات والنتائج الإيجابية التي يمكن ملامستها عندما نتعاون معاً في تقديم مفهوم مبتكر مع إمكانية التوسُّع والنمو».

وفي الختام، تحدَّثت الشيخة شما أثناء مشاركتها في قمّة «التأقلم ومرونة التكيُّف» مع أبرز الأطراف الرئيسية في قطاع التأمين، حيث أكَّدت أنَّ تغيُّر المناخ ليس مجرد قضية مرتبطة بالمستقبل، وأشارت إلى التحديات الهائلة التي يواجهها العالم اليوم بقولها: «بينما نسابق الزمن في مواجهة تحديات التغيُّر المناخي، أصبح مستحيلاً أن نغضَّ الطرف عن ارتفاع وتيرة الكوارث المرتبطة بالمناخ في جميع أنحاء العالم، والتي بلا شكٍّ تُلقي بظلالها الوخيمة وتؤثِّر سلباً على نطاق واسع في حياة المناطق الفقيرة والمهمَّشة والدول النامية والمجتمعات الريفية، ولا ريب أنَّ بناء منظومة اقتصادية قادرة على مواكبة التغيُّر المناخي يستدعي اكتساب معرفة شاملة بالقدرة على التأقلم والتكيُّف».

واختتم وفد «المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي» مشاركته في أسبوع لندن للعمل المناخي بسلسلة من اللقاءات أقيمت في معهد كامبريدج لريادة الاستدامة. وبجانب جولته في مبنى إنتوبيا المستدام التابع للمعهد، شارك فريق المسرّعات المستقلة في حوار مثمر مع كوكبة من أعضاء برنامج مسرّعات «ذا كانوبي» إضافة إلى عدد من روّاد الأعمال والشركات الصغيرة من مجتمع كامبريدج الذين يقودون دفة الابتكار المناخي.

وأتاح أسبوع لندن للعمل المناخي فرصة قيّمة للمسرّعات المستقلة للتواصل مع المبتكرين الاستراتيجيين وتسليط الضوء على رؤيتها الهادفة إلى تبنّي نهج تعاوني جديد لدعم المبادرات المرتبطة بالمناخ ضمن مجالات الابتكار التقني. وقدَّم أسبوع لندن منصّة حيوية لمناقشة موضوع التمويل المناخي وتطوير المشاريع المقترحة بخصوص السياسات والآليات التنظيمية. وتكمن أهمية هذا الحدث الرئيسي أيضاً في دوره الحيوي الذي يقدِّم فرصة متميزة لتعزيز تنسيق الجهود والتعاون مع الأطراف المعنية الدولية، والإلمام بالأولويات الرئيسية التي ستشكِّل ملامح أجندة الحوارات في مؤتمر الأطراف «كوب 28».