أُعِيدَ انتخاب رزان خليفة المبارك رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، لفترة رئاسية ثانية خلال المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 في أبوظبي، لتصبح بذلك ثاني امرأة تتولى رئاسة الاتحاد وأول رئيسة من منطقة غرب آسيا عبر تاريخه الممتد 77 عاماً.

يُعَدُّ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أقدم وأكبر شبكة بيئية على مستوى العالم، حيث يضمُّ في عضويته أكثر من 1,400 منظمة من 160 بلداً، إضافةً إلى أكثر من 19,000 خبير في مجالات البيئة والمحافظة على الطبيعة، من الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات الشعوب الأصلية. 

وتؤكِّد إعادة انتخاب سعادة رزان المبارك رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الثقة الكبيرة التي يوليها لها أعضاء الاتحاد، لتميُّز فترة رئاستها السابقة بتعزيز نهج الحوكمة، وترسيخ الثقة داخل الاتحاد، إلى جانب الارتقاء بمكانة الطبيعة في برامج المناخ والتنوُّع البيولوجي العالمية.

وتأتي إعادة انتخاب رزان المبارك رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بالتزامن مع إطلاق الاتحاد برنامج عمله الجديد للأعوام الأربعة المقبلة، وهو الأخير قبل حلول عام 2030، الموعد المقرَّر لتحقيق الأهداف العالمية للتنوُّع البيولوجي والمناخ واستعادة الأراضي.

وفي ظل قيادتها، يواصل الاتحاد العمل على تنفيذ رؤيته الممتدة عشرين عاماً، عبر تحويل الطموحات إلى إنجازات قابلة للقياس، وضمان استمرار دوره الريادي في توحيد الجهود العالمية لحماية الطبيعة ومواجهة تحديات المناخ وتعزيز رفاه الإنسان في مختلف أنحاء العالم.

وقال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية:

«بفضل قيادتها المتفانية والمبدعة والحاسمة، أصبح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية نموذجاً عالمياً يُحتذى؛ إذ أثبت أنَّ التدخلات الميدانية البسيطة والمركّزة قادرة على إحداث أثرٍ ملموس في حماية الأنواع المهدَّدة بالانقراض. ونثق بأنَّ السيدة رزان المبارك ستواصل، بالروح ذاتها من الالتزام والإبداع والتعاون، إسهامها الفاعل ضمن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بينما يضطلع الاتحاد بدوره في صياغة الأجندة العالمية للعقد الحاسم المقبل في جهود صون الطبيعة وحماية التنوُّع البيولوجي».

وقالت سعادة رزان المبارك: «يشرّفني حقاً إعادة انتخابي رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، خصوصاً في لحظة تتطلَّب الجمع بين الطبيعة والمناخ والبشر معاً في العمل المشترك».

وأضافت سعادتها: «خلال السنوات الأربع الماضية، شهِدتُ القوَّةَ الاستثنائية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أعضاءنا ولجاننا وشركاءنا، وهم يعملون معاً عبر الحدود والتخصصات. وأظلُّ ممتنة وبكلِّ فخر لدعم قيادة دولة الإمارات ومؤسساتها، التي ألهمني إيمانها بالحفاظ على البيئة. إنَّ هذا التفويض الجديد يمثِّل شرفاً ومسؤولية في الوقت ذاته، لمواصلة تحويل الطموح إلى أفعال من أجل الطبيعة والإنسانية».

بدأت سعادة المبارك مسيرتها المهنية في مجال الحفاظ على الطبيعة في عام 2001 عندما ساعدت على تأسيس جمعية الإمارات للطبيعة، وهي منظمة غير حكومية مرتبطة بالصندوق العالمي للطبيعة، وتحت قيادتها للجمعية، قادت مبادرات لحماية الشعاب المرجانية في دولة الإمارات، وأجرت أبحاثاً أدَّت إلى إنشاء أول منتزه وطني جبلي في الدولة، ووضْعِ إطارٍ لحماية السلاحف البحرية أثناء التعشيش والهجرة.

وفي عام 2010، أصبحت سعادة رزان المبارك أصغر شخص يتولى قيادة جهة حكومية في أبوظبي بتعيينها أميناً عاماً لهيئة البيئة – أبوظبي، وهي المنظمة التي تشغل فيها الآن منصب العضو المنتدب. ومن خلال دورها في قيادة هيئة حكومية تضمُّ أكثر من 1,000 موظف، كانت الهيئة محورية في نجاح عمليات إعادة إدخال المها العربي في دولة الإمارات والمها أبو حراب في تشاد.

وأسهمت سعادتها أيضاً في تطوير صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، ليكون أحد أكبر الصناديق الخيرية العالمية الداعمة للحفاظ المباشر على الأنواع. ومنذ إنشائه في عام 2009، دعم الصندوق أكثر من 3,100 مشروع في العالم، مساهماً في إعادة اكتشاف أكثر من 1,900 نوع، وحمايتها وإعادة إدخالها. وتحت قيادتها، تطوَّر الصندوق من برنامج منح صغير إلى منصة تدعم مبادرات أوسع للحفاظ على الطبيعة تربط بين التنوُّع البيولوجي والاستدامة ورفاهية الإنسان.

إلى جانب أدوارها الوطنية، تشغل سعادة رزان المبارك منصب الممثَّل رفيع المستوى عن دولة الإمارات في اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام «شيربا»، ورئيس مشارك لفريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة، ورائدة الطبيعة في المنتدى الاقتصادي العالمي. وشغلت سابقاً منصب رائدة الأمم المتحدة للمناخ لدى مؤتمر الأطراف (كوب 28) في دولة الإمارات، حيث أدَّت دوراً رئيسياً في تعزيز دور الطبيعة ضمن العمل المناخي العالمي.