أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أسماء المتأهلين العشرة للنهائيات في النسخة الثالثة من مسابقة «تحدي تكنولوجيا الغذاء»، التي تهدف إلى تطبيق أفضل الحلول الواعدة في مجال تكنولوجيا الغذاء على نطاق واسع، لتُحدث تحوُّلاً جذرياً في أنظمة الغذاء ضمن البيئة الجافة والحارّة.
واختير المتأهلون للمرحلة النهائية من بين 42 متأهلاً بناءً على مستوى حلولهم المبتكَرة القائمة على التكنولوجيا، على هامش فعاليات الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية لعام 2025 في نيويورك، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستقطب «تحدي تكنولوجيا الغذاء» 1,215 طلباً للمشاركة من 113 بلداً في العالم. ويشارك المتأهلون النهائيون في برنامج تحضيري مصمِّم خصيصاً لهم، تليه إقامة المرحلة النهائية لاحقاً هذا العام.
وقالت معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس المشارك لـ«تحدي تكنولوجيا الغذاء»: «لطالما حرصت دولة الإمارات على تحويل تحدياتها المرتبطة بالأراضي الجافة وندرة موارد المياه العذبة إلى فرص لا محدودة للنمو والابتكار، حيث باتت منصّة رائدة لإطلاق الحلول غير المسبوقة التي يمكن أن تعود بالفائدة على المناطق التي تواجه تحديات مرتبطة بالتغير المناخي في العالم. وتعكس الفِرق المتأهلة لنهائيات تحدي تكنولوجيا الغذاء هذا العام تنوُّعاً وإبداعاً وطموحاً قادراً على مواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي. ونفخر باستضافة الفِرق المشاركة في دولة الإمارات، للارتقاء بأفكارها المبتكَرة، والاستفادة من الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي تضمن مستقبلاً واعداً لأنظمة الغذاء العالمية».
وقالت ريما المقرّب، رئيس مجلس إدارة شركة «تمكين» والرئيس المشارك لـ«تحدي تكنولوجيا الغذاء»: «لا يُعَدُّ (تحدي تكنولوجيا الغذاء) مجرَّد منافسة فحسب، بل هو أيضاً منصّة رائدة تجمع المبتكرين بالشركاء وذوي الخبرات والمستثمرين، لتحويل أفكارهم من مجرَّد مفهوم إلى منتج متوافر في الأسواق. وتتناول الفِرق المتأهلة للنهائيات التحديات المرتبطة بأنظمة الغذاء من جميع جوانبها، حيث نتمكَّن من خلال تعزيز التعاون بين الشركات الناشئة وروّاد القطاع والمستثمرين تسريع وتيرة نموّ تلك الفِرق، لتمكينها من تحقيق أثر ملموس يمكن تطبيقه على نطاق واسع».
تواجه دولة الإمارات اليوم تحديات زراعية على غرار العديد من الدول التي ستواجه مزيداً منها مستقبلاً، ما يجعلها الوجهة المثالية لاختبار الحلول المبتكَرة وقياس مدى فاعليتها. وأصبحت دولة الإمارات وجهة عالمية للابتكارات التي ترتقي بقطاع إنتاج الأغذية في المناخ الصحراوي الجاف والمناطق التي تعاني من نقص الموارد.
ويدعم «تحدي تكنولوجيا الغذاء» مباشرة طموحات دولة الإمارات في مجال الأمن الغذائي من خلال استقطاب الحلول المبتكَرة القائمة على التكنولوجيا، التي يمكن تطويرها في دولة الإمارات وتطبيقها على نطاق واسع لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في العالم.
وينظِّم النسخة الثالثة من «تحدي تكنولوجيا الغذاء» مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة في دولة الإمارات وشركة «تمكين»، بالتعاون مع «مؤسسة غيتس» ومبادرة «نعمة» الوطنية للحدِّ من فقد وهدر الطعام، وشركة «سلال» الإماراتية.
وتركِّز مجموعة مشاريع الفِرق العشرة المتأهلة لنهائيات النسخة الثالثة من التحدي على هدفين رئيسيين، هما تعزيز إنتاج الغذاء، والحدُّ من فقد الغذاء وهدره، وتُسلّط هذه المشاريع الضوء على التقنيات المبتكرة التي تملك القدرة على إحداث تأثير إيجابي جذري في أنظمة الغذاء في دولة الإمارات ودول الجنوب العالمي وما بعده.
والفِرق العشرة ومشاريعها المتأهلة هي: فريق أكورن تكنولوجي (الولايات المتحدة الأمريكية)، ومشروعه غلاف طبيعي للمحاصيل الزراعية يحافظ على على بقاء الفواكه والخضروات طازجة فترة أطول. وفريق إيكوريتش سولوشنز (كينيا)، ومشروعه إنتاج سماد ميسور التكلفة من أيِّ مكان خلال 24 ساعة. وفريق فلاي بوكس (المملكة المتحدة)، ومشروعه تحويل مخلّفات الطعام إلى بروتين مستدام عبر استحداث مزارع الحشرات النموذجية. وفريق هومبورت (الإمارات العربية المتحدة)، ومشروعه فقاعات نانوية لتعزيز جودة المحاصيل والماشية وإحداث نقلة نوعية في الأراضي الزراعية الجافة. وفريق هانغري آب (الولايات المتحدة الأمريكية)، ومشروعه هو رابط مباشر لمشاركة فائض الطعام مع المجتمع. وفريق هايف جيو (الإمارات العربية المتحدة)، ومشروعه هو فحم حيوي يُعيد التوازن ويضمن الاستدامة وفقاً لنظام دائري. وفريق جابو (فرنسا)، ومشروعه هو أداة قائمة على الذكاء الاصطناعي للحدِّ من هدر الطعام، محافظة على الوجبات والمال والموارد. وفريق بي-فيتا (مصر)، ومشروعه هو استخلاص العناصر الغذائية المخفية ضمن نفايات النخيل لضمان مستقبل صحي للجميع. وفريق سيدلينج (ماليزيا)، ومشروعه هو الاستفادة من الأعشاب البحرية كغذاء فعّال وصديق للبيئة ومحفِّز لنمو المحاصيل. وفريق بيرميا سينسينغ (المملكة المتحدة)، ومشروعه أداة لمراقبة الأشجار لاكتشاف أيِّ مشكلة باكراً وحماية محصول النخيل.
وفي الفترة التي تسبق النهائيات، تشارك الفِرق المتأهلة في ورش عمل تنظِّمها الجهات الشريكة، وجلسات توجيه وإرشاد تهدف إلى تسهيل التواصل مع مجموعة رئيسية من الشركاء لتنفيذ حلولها وتأمين التمويل اللازم، والدخول إلى السوق في دولة الإمارات ودول الجنوب العالمي، ما يعزِّز قدرة تلك الحلول على تحقيق أقصى أثر على نطاق واسع.
ويتم اختيار الفائزين الأربعة من قِبَل لجنة تحكيم تتألَّف من ثمانية أعضاء يمثّلون قطاعات متنوّعة، وهم معالي مريم المهيري، وريما المقرّب، وصاحب السموّ الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «كي بي دبليو فينتشرز»، وخلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في «مؤسسة الإمارات»، ورودجر فورهيس، رئيس قطاع النمو العالمي والفرص في «مؤسسة غيتس»، والدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لـ«واحة الابتكار» في شركة «سلال»، والدكتورة أسمهان الوافي، المدير التنفيذي للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، والدكتورة أغنيس كاليباتا، رئيس التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا «أغرا».
وحصل الفائزون في النسختين السابقتين من التحدي على تمويل إجمالي لاحق بقيمة 48 مليون دولار، وأطلقوا مشاريع مشتركة، واختبروا فاعلية حلولهم في أكثر من 50 مشروعاً تجريبياً في دولة الإمارات والأسواق العالمية.