تحتفل جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، بمرور 25 عاماً من الإنجازات في مجال الحفاظ على البيئة، حيث أُسِّسَت الجمعية على نهج الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ولا تزال رؤيته الملهمة التي تؤمن بالترابط الجوهري بين الإنسان والطبيعة تشكِّل البوصلة التي تُوجِّه عمل الجمعية حتى اليوم.

وأرست الرؤية البيئية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الأساس لنموذج دولة الإمارات في بناء دولة مستدامة، وهو نموذج يدمج بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية طويلة الأمد، وغرس إرثه مفاهيم الحفاظ على الطبيعة، والإدارة المسؤولة للموارد، والعمل الخيري العابر للحدود في صميم مسيرة التقدُّم الوطني، ما شكَّل نموذجاً رائداً يُحتذى به في كيفية مواءمة الأولويات البيئية مع التقدُّم الاقتصادي والاجتماعي.

وفي عام 1997، أصبح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أوَّل رئيس دولة يحصل على جائزة الباندا الذهبية المرموقة من الصندوق العالمي للطبيعة، تقديراً لإسهاماته في الحفاظ على البيئة على المستوى العالمي. ومهَّد هذا الإنجاز الطريق إلى تأسيس جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، أول مكتب دائم تابع للصندوق في منطقة الشرق الأوسط، ما يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بالعمل البيئي الوطني المستنير بالمعايير العالمية.

وعملت الجمعية في جميع أنحاء الدولة لحماية النُّظم البيئية، وتعزيز العمل المناخي، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وإلهام الأفراد للمشاركة في حماية البيئة، بالتعاون مع المجتمعات المحلية. وشملت مبادراتها دراسات لتقييم الكربون الأزرق، واستعادة نُظم الري بالأفلاج التقليدية، والزراعة الذكية وتطوير نماذج السياحة البيئية، وتُجسِّد جهود الجمعية التزاماً بتنفيذ نهج شامل قائم يمنح المجتمع الدور القيادي، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات عام 2025 «عام المجتمع».

 واحتفاءً بمسيرةٍ تمتد على مدى 25 عاماً، استضافت جمعية الإمارات للطبيعة مؤتمر الصندوق العالمي للطبيعة الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (AP25) في دولة الإمارات للمرة الأولى. وجمع الحدث ممثّلين من أكثر من 30 بلداً، بهدف رسم مسار موحَّد نحو تنمية إيجابية للطبيعة، وتعزيز القدرة على التكيُّف مع تغيُّر المناخ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. 

وقال معالي محمد أحمد البواردي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للطبيعة: «فعالية اليوم ليست مجرَّد محطة للاحتفال، بل هي لحظة انطلاق نحو المستقبل. إنَّ احتفالنا بمرور 25 عاماً من الإنجازات البيئية يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بالمحافظة على الطبيعة، وها نحن اليوم نخطو خطوة جديدة نحو المستقبل للإسهام في إطلاق إمكانات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من خلال توحيد الجهود مع الجهات المؤثِّرة، وبناء شراكات استراتيجية تُسفر عن أثر إقليمي ملموس وقابل للقياس».

وقالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغيُّر المناخي والبيئة: «تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بإيجاد حلول عملية لتحديات تغيُّر المناخ وحماية البيئة على الصعيدين المحلي والعالمي، وتؤمن بالدور المهم الذي تؤدّيه الشراكة بين مختلف القطاعات في دفع العمل لبناء مستقبل مستدام لمجتمعاتنا وكوكبنا. وبينما نحتفل بمرور 25 عاماً على تأسيس جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، نقف اليوم أمام قصة نجاح كان عنوانها الطموح والالتزام العميق بالحفاظ على أنظمتنا البيئية وحمايتها. لقد قامت المنظمة بعمل متميِّز في مجال الحفاظ على البيئة، وتعزيز السلوك الإيجابي تجاه الطبيعة، وتحقيق نتائج ملموسة. ويمثِّل هذا الإنجاز فرصة لتعزيز التزامنا وتجديد تعهُّدنا بحماية التنوُّع البيولوجي والحفاظ عليه. لطالما كانت جمعية الإمارات للطبيعة شريكاً فاعلاً في جهود دولة الإمارات البيئية من خلال العديد من المشاريع الرائدة، ونتطلَّع إلى استمرار التعاون معها في العديد من الملفات المشتركة».

واستُهِلَّ المؤتمر بحفلٍ جمع عدداً من كبار الشخصيات، منهم وزراء من دولة الإمارات، وقادة إقليميون في مجال الحفاظ على البيئة، وعاملون في مجال العمل الإنساني العالمي. وسلَّط الحفل الضوء على أهمية العطاء الجماعي كقوة دافعة لإحداث تأثير طويل الأمد، وأُقيم برعاية مؤسَّسة إرث زايد الإنساني، التي أُسِّسَت بهدف مواصلة إرث المغفور له الشيخ زايد في العمل الخيري.

وعُقِدَ مؤتمر الصندوق العالمي للطبيعة الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ تحت شعار «تفعيل الشراكات لتعزيز القدرة على التكيُّف مع الكوارث وتغيُّر المناخ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، وتضمَّن كلمات رئيسية وحواراً بعنوان «العمل الخيري الاستراتيجي» جمع قادة بارزين من دولة الإمارات ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وسلَّط الحوار الضوء على الدور الحيوي للتعاون بين مختلف القطاعات في تنفيذ حلول استراتيجية قابلة للتوسُّع، بمشاركة معالي آمنة الضحّاك، وزيرة التغيُّر المناخي والبيئة، وسعادة رزان المبارك، المدير العام لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، والدكتور عادل نجم، رئيس الصندوق العالمي للطبيعة، ونينا ستويليكوفيتش، الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لشؤون الدبلوماسية الإنسانية والرقمنة. وتناول الحوار التفاعل بين تغيُّر المناخ، والحفاظ على الطبيعة، وقدرة المجتمعات على التكيُّف مع المخاطر المناخية والكوارث الطبيعية.

وقالت ليلى مصطفى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة رئيس مؤتمر الصندوق العالمي للطبيعة الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: «إنَّ التحديات التي نواجهها تزداد تعقيداً، ما يستدعي حلولاً جذرية وتحوُّلية. وبينما نبدأ فصلاً جديداً في مسيرتنا، نواصل التزامنا العميق بجذورنا في دولة الإمارات، ونعمل مع المجتمعات والحكومات والشركاء والشباب، لتحقيق أثر مستدام وملموس على أرض الواقع. وفي الوقت نفسه، نعمل على تحفيز العمل العابر للحدود، مسترشدين برؤية المغفور له الشيخ زايد، الذي آمن بأنَّ الطبيعة والإنسان لا ينفصلان، وبأنَّ مسؤوليتنا تمتد إلى ما هو أبعد من حدودنا. ونحن إذ نمضي في هذه المسيرة، نواصل تكريم إرثه الخالد من خلال ربط الابتكار المحلي بصنّاع السياسات والجهات المانحة والمُنفِّذين، لإطلاق شراكات إقليمية وعالمية توفِّر حلولاً واقعية وقابلة للتوسُّع، لصالح الإنسان والكوكب».

وأكَّد المؤتمر الدور المتصاعد لأبوظبي كمركزٍ عالميٍّ رائدٍ في العمل الخيري الاستراتيجي والحلول القائمة على الطبيعة، وشكَّل محطة جديدة في مسيرة جمعية الإمارات للطبيعة، بصفتها جهة محفِّزة للتعاون الإقليمي تعزِّز الشراكات العابرة للحدود، وتُسهم في تسريع وتيرة العمل المناخي والبيئي والمجتمعي على مستوى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.