احتفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بأربع سنوات وأكثر من 100 مليون ساعة عمل آمنة تماماً في محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي يعكس التزام المؤسسة بأعلى معايير السلامة والأمن والجودة العالمية خلال مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ويضع معياراً جديداً للسلامة لمشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم.

وركزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وكيبكو، المقاول الرئيسي وشريكها في الائتلاف المشترك منذ أكثر من عقد من الزمان على العمل معاً وبشكل وثيق لتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة وترسيخ ثقافة السلامة بشكل استثنائي، إضافة إلى مواصلة التحسين المستمر لسلوكيات العمل اليومية، والمساءلة، وتمكين الموظفين، لضمان سلامتهم وسلامة زملائهم، وذلك من خلال مجموعة من الممارسات والآليات المتعلقة بالسلامة بما فيها برامج التدريب المستمر، وهو ما أدى إلى هذا الإنجاز الكبير في قطاع الطاقة النووية.

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: " يُعتبر هذا الإنجاز الاستثنائي نتيجة لثقافة السلامة الراسخة لدى فرق العمل والتفاني في الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة خلال مسيرة تطوير محطات براكة. كما يعتبر الوصول إلى 100 مليون ساعة عمل آمنة شهادة على مقدرة دولة الإمارات على إنجاز المشاريع الكبرى والمتطورة على نحو آمن، علاوة على تسجيل إنجاز قياسي جديد في هذا المجال لمشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم. ومع وجود آلاف العمال في موقع محطات براكة، حرصنا على عقد دورات تدريبية منتظمة إلى جانب الإشراف المستمر لضمان التزامهم بالسلامة كأولوية قصوى".

وأضاف الحمادي:"يعكس هذا الإنجاز التعاون الوثيق والمكثف بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وكيبكو والفريق الكوري بشكل أعم، والعمل معًا لإنجاز وتشغيل محطات براكة. ومع بدء التشغيل التجاري للمحطة الاولى في براكة، والاستعدادات الجارية لبداية تشغيل المحطة الثانية يتواصل الالتزام التام بمعايير السلامة والأمن طيلة العمر التشغيلي لمحطات براكة".

وبعد تشغيلها بشكل تجاري أصبحت المحطة الأولى في براكة أكبر مصدر منفرد للكهرباء في دولة الإمارات، وتقود أكبر الجهود الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية في المنطقة، حيث أنتجت المحطة الأولى لغاية اللحظة أكثر من مليونين و100 ألف ميغاواط/ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة وتمكنت من الحد من أكثر من 950 ألف كيلوطن من الانبعاثات الكربونية.

وتعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن كثب مع المقاولين والهيئات التنظيمية ومجتمع الطاقة النووية الدولي لتطوير ثقافة وسياسات وإجراءات عالمية المستوى للسلامة النووية وترسيخها كثقافة عمل يومية، حيث تعتبر عمليات تدقيق السلامة والجودة المنتظمة جزءًا أساسيًا من البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وهو ما يضمن التحسين المستمر في جميع مجالات الإنشاء والتشغيل.

وتعد محطات براكة أحد أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية في العالم، حيث تضم أربع محطات تحتوي كل منها على مفاعل الطاقة المتقدم من طراز APR1400. وبدأت الأعمال الإنشائية في المحطات عام 2012، وواصلت التقدم بثبات منذ ذلك الحين. وبدأ التشغيل التجاري في المحطة الأولى في إبريل 2021، بينما اكتملت عملية تحميل الوقود في المحطات الثانية التي تخضع حالياً لكافة الاختبارات ولإجراءات تمهيدا لمرحلة بداية التشغيل. ووصلت الأعمال الإنشائية إلى مراحلها النهائية في المحطتين الثالثة والرابعة حيث بلغت نسبة الإنجاز فيهما إلى أكثر من 94% و89% على التوالي، في حين وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 95%.