أطلقت شركة أدنوك ومعهد الابتكار التكنولوجي وأسباير مشروعاً تجريبياً لاختبار أسراب من الطائرات المسيرة المنسقة، ونشرها بهدف الرصد الجوي السريع في حالات الكوارث والطوارئ.

ووقعت شراكة البحث والتطوير خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة 2025، لتؤكد مجدداً ريادة أبوظبي في توظيف تكنولوجيا الأنظمة المستقلة المتقدمة لحماية الأرواح والممتلكات والبيئة.

وبموجب الاتفاقية، يتولى معهد الابتكار التكنولوجي، بالتعاون مع أدنوك وبدعم من أسباير، تطوير نظام متكامل يزوّد مركز إدارة الأزمات في أدنوك ببيانات جوية مباشرة أثناء حالات الطوارئ. ويهدف المشروع إلى دمج عمليات أسراب الطائرات المسيرة المستقلة بعيدة المدى ضمن إطار تشغيلي موحد.

وعلى مستوى المنشآت، ستتمكن الطائرات المسيرة المتمركزة في مواقع أدنوك من الإقلاع الفوري وبث الفيديو المباشر إلى المقر الرئيسي. أما مهام الرصد الواسع والاستجابة للحوادث البعيدة فستنفذ باستخدام طائرات ذاتية طويلة المدى تطلق من شبكة مراكز الطائرات المسيرة التابعة لأدنوك إلى جانب طائرات صغيرة مرتبطة بالمقر الرئيسي للشركة. وفي حالات الحوادث واسعة النطاق، تُنشر طائرات أصغر حجماً عبر منصة رئيسية لمسح مساحات شاسعة خلال دقائق للبحث عن المفقودين وتزويدهم بالمعلومات.

ومن خلال دمج هذه القدرات ضمن منظومة واحدة، يسمح المشروع لشركة أدنوك بتقليص زمن الاستجابة وتعزيز الوعي الميداني والحد من المخاطر على فرق الخطوط الأمامية. ويمثل هذا التعاون خطوة أخرى نحو دمج الأنظمة الذاتية في عمليات الطوارئ على أرض الواقع، مع إمكانية إحداث تحول نوعي في طريقة حماية الجهات المشغلة للبنى التحتية الحيوية داخل دولة الإمارات وخارجها.

وقال آندرو ستريفورد، المدير التنفيذي في أسباير: «تتطلب حالات الطوارئ السرعة والوضوح، ويجسد هذا التعاون كلا الأمرين. فمن خلال الجمع بين خبرات أدنوك التشغيلية وتكنولوجيا الروبوتات المتقدمة في مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، نُبرز كيف يمكن لأنظمة الطائرات المسيرة المنسقة أن توفر رؤى فورية قابلة للتنفيذ في اللحظات الحاسمة. وبالنسبة لأبوظبي، لا يُعد هذا المشروع تجربة وحسب، بل دليلاً على كيفية تحويل البحث والتطوير التطبيقي إلى حلول تنقذ الأرواح وتعيد تعريف مفهوم المرونة في القطاعات الحيوية».

وقال البروفيسور إنريكو ناتاليتزيو، كبير الباحثين في مركز بحوث الروبوتات المستقلة في معهد الابتكار التكنولوجي: «وصلت تكنولوجيا الأنظمة المستقلة إلى مرحلة لم تعد فيها التطبيقات المحدودة كافية. وما نعمل على تطويره مع أدنوك هو نظام متعدد الطبقات ومتكامل يجمع بين العمليات اليدوية وبعيدة المدى وتلك القائمة على الأسراب ضمن إطار موحد وفعال. ومن خلال الربط المباشر مع مركز إدارة الأزمات في أدنوك، نقوم باختبار واعتماد تكنولوجيا قابلة للتوسع مستقبلاً لتشمل قطاعات الطاقة والمرافق الحيوية على نطاق أوسع».

وقال خالد البلوشي، نائب الرئيس للمشاريع الرقمية والابتكار في شركة أدنوك: «نواصل في أدنوك تسخير التكنولوجيا المتقدمة، ومنها الطائرات المسيرة والروبوتات، لتعزيز سلامة كوادرنا وكفاءة عملياتنا. ومن خلال هذه الشراكة مع معهد الابتكار التكنولوجي وأسباير، نستكشف كيفية توظيف أسراب الطائرات المسيرة المنسقة لتوفير بيانات فورية دقيقة تغطي سلسلة القيمة التشغيلية بالكامل، ما يعزز قدرتنا على حماية الأفراد والأصول الحيوية».

ويُنفّذ المشروع التجريبي ضمن إطار الصحة والسلامة والبيئة الخاص بشركة أدنوك، مع التوجه نحو التطبيق الكامل بعد الانتهاء بنجاح من مرحلة إثبات المفهوم. ولا يقتصر تأثير المبادرة على عمليات أدنوك وحسب، بل تمتد آفاقها لتُحدث تحولاً عالمياً في كيفية استعداد البنى التحتية الحيوية للتعامل مع الطوارئ والاستجابة لها، بدءاً من قطاعات الطاقة والمرافق وصولاً إلى النقل وإدارة البيئة.

ومن خلال الريادة في دمج أسراب الطائرات المسيرة المنسقة في عمليات الاستجابة الفعلية للأزمات، تُعزز أبوظبي قدراتها الوطنية وترسم معياراً عالمياً جديداً لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الأنظمة المستقلة في حماية المجتمعات وتسريع تبني ممارسات صناعية أكثر أماناً واستدامة.