كرَّمت جامعة نيويورك أبوظبي خريجي دفعة عام 2025 في حفل التخرُّج الثاني عشر لـ530 طالباً وطالبة من أكثر 85 بلداً، لتكون الدفعة الأكبر من الخريجين منذ تأسيس الجامعة في عام 2011.

حضر حفل التخرُّج سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وسعادة مارتينا سترونغ، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، وإيفان ر. تشيسلر، رئيس مجلس أمناء جامعة نيويورك، وريما المقرب، عضو مجلس أمناء جامعة نيويورك، وليندا ميلز، رئيسة جامعة نيويورك.

وشهد الحدث مشاركة أندرو فويستل، رائد الفضاء السابق في وكالة الفضاء الوطنية الأمريكية وعالم الجيوفيزياء، الذي ألقى الكلمة الرئيسية، وقال فيها: «يقال أحياناً إنَّ الحظ هو تصادف الاستعداد مع الفرصة، وإنَّ كلَّ فرصة تفرض علينا واجبات معينة. لقد سنحت لكم الفرصة الآن للانطلاق من هذه النقطة ومواصلة مهمة حياتكم. وبهذه الفرصة عليكم السعي بجدٍّ وبكلِّ قواكم لتحقيق أهدافكم. قد تتراجع حماستكم أحياناً، لكننا كبشر لنا قابلية للتعامل مع بعضنا بعضاً بمنتهى الحب والكرم. قد تشدُّ اهتمامكم بعض الأشياء للحظات قصيرة، لكنَّ قليلاً منها سيستقر في قلوبكم، فركِّزوا على هذه الأشياء الجوهرية».

وقال فابيو بيانو، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: «باشرتم الدراسة في آخر مراحل جائحة كوفيد، وهي المرحلة التي سلَّطت الضوء على مدى هشاشة العالم وترابطه، فهي تُذكِّرنا بأنَّ التحديات الكبرى كتغيُّر المناخ وعدم المساواة والصحة العالمية لا يمكن لأيِّ دولة حلُّها بمفردها؛ لأنها تحديات عالمية. وقد تصدَّيتم للموقف ووظَّفتم أصواتكم وقيمكم وإبداعكم. لقد درستم وناقشتم وبحثتم لتطوير الأفكار والشركات والمؤسسات غير الحكومية، فنشرتم أبحاثاً وكتباً مؤثِّرة، وطرحتم حلولاً جديدة أسهمت في تطوير أجهزة طبية ومعزوفات موسيقية خلابة بُثَّت من الفضاء».

وفي بداية الفعالية، ألقى خالد الزيودي (دفعة 2025) الكلمة الترحيبية، وهو خريج إماراتي متخصِّص في هندسة الحاسوب. وألقت الخريجة بولين وي (دفعة 2025) من جمهورية الفلبين التي تخرجَّت بتخصُّص مزدوج في علوم الحاسوب والأعمال والمؤسسات والمجتمع وتخصُّص ثانوي في وسائط الإعلام التفاعلية، كلمة نيابة عن الخريجين قالت فيها: «اختارتكم جامعة نيويورك أبوظبي قبل أربع سنوات، كما اخترتموها، ومنذ ذلك الوقت، أسهم الكثيرون في تنمية عقولكم وشخصياتكم وتغيير حياتكم. وبدوركم، عملتم جاهدين لردِّ الجميل وخدمة مجتمع الجامعة، وفي المستقبل، كيف ستسخِّرون جهودكم لتحقيق التأثير الفعّال في العالم خارج جزيرة السعديات؟ ما الالتزامات الجديدة التي ستأخذونها على عاتقكم تجاه مَن هم حولكم، وفِيمَ ستوظّفون عقولكم وقلوبكم وأيديكم؟ الأمر يعود إليكم، ولكنني واثقة من أنكم ستحسنون الاختيار».

ومنذ تأسيسها، تعتمد الجامعة شروط قبول تُعَدُّ من الأكثر صرامة في العالم، وتُصنَّف ضمن أفضل 35 جامعة في العالم حسب مؤسسة تايمز للتعليم العالي، ما يضعها في المرتبة الأولى ضمن الجامعات المصنَّفة عالمياً في دولة الإمارات العربية المتحدة. يتأهَّل للدراسة في جامعة نيويورك أبوظبي نخبة من الطلاب من مختلف أنحاء العالم، ويضمُّ المكوّن الطلابي 2,200 من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا من خلفيات مختلفة. وتلقّى خريجو الجامعة عدداً من المنح المرموقة، منها 24 منحة رودس، و20 منحة شوارزمان، و16 منحة فولبرايت.

ولم يتأهَّل لدخول الجامعة سوى 4% من المتقدمين للانضمام إلى دفعة 2025، وهم يمثّلون نخبة المتفوقين في الاختبارات القياسية التي تؤهِّلهم لدخول أرقى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتميَّز طلاب دفعة 2025 خلال سنواتهم الدراسية الأربع بتفوقهم في الأنشطة الأكاديمية والاجتماعية، حيث شاركوا في أندية طلابية ومجموعات رياضية، ونجحوا في إقامة علاقات طيبة مع مجتمع أبوظبي. وحصل 88% من الخريجين على تدريب داخلي واحد على الأقل خلال مسيرتهم الأكاديمية في مؤسسات إقليمية رائدة، ومنها جهاز أبوظبي للاستثمار، غولدمان ساكس، جوجل، ناشيونال جيوغرافيك، تيك توك (بايت دانس)، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والمنتدى الاقتصادي الدولي وغيرها.

وبينما يعتزم عدد من الخريجين مواصلة دراساتهم العليا بعد قبولهم في أرقى الجامعات العالمية، ومنها كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا، وجامعة هارفارد، وجامعة إمبيريال كوليدج في لندن، وجامعة لندن لإدارة الأعمال، وجامعة أكسفورد، فقد تلقّى عدد من الخريجين عروض عمل من كبرى الشركات المحلية والعالمية، ومنها مجلس أبوظبي للاستثمار، وأمازون، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وميتا، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة.

وتتمحور رؤية جامعة نيويورك أبوظبي، التي أُسِّسَت في عام 2011، حول الارتقاء إلى مصافِّ أبرز الجامعات البحثية في العالم، ومواجهة أبرز التحديات المحلية والعالمية. وصُنِّفَت الجامعة وفق مجلة نيتشر في المرتبة الأولى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث نشر الأبحاث في أبرز الدوريات العلمية، وحاز الباحثون فيها 245 براءة اختراع للأبحاث، واستضافت أكثر من 630 عرضاً للفنون المختلفة، ونشرت أكثر من 9,200 بحث.