كشفت دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي عن برنامج المواهب الصناعية لتطوير وتدريب وتأهيل واستقطاب القوى البشرية في القطاع الصناعي بهدف تلبية نمو الطلب على الوظائف التخصصية في اقتصاد المعرفة.

أعلن سعادة راشد عبدالكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، عن البرنامج خلال الجلسة الأولى لمجلس أبوظبي للمواهب الصناعية، الذي يضم أكثر من 100 من كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الصناعية ومؤسسات التعليم والتدريب بالإضافة إلى ممثلين عن المواهب الشابة، وذلك لمناقشة المواضيع والعوامل الأساسية التي تسهم في تطوير المواهب وتعزيز كفاءة سوق التوظيف، حيث تأسس المجلس ليكون منصة لتنسيق الجهود المتعلقة بالمواهب والكفاءات في القطاع الصناعي.

وأطلق مكتب تنمية الصناعة، ذراع دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي لتطوير القطاع الصناعي، برنامج المواهب الصناعية الذي يستهدف تطوير واستقطاب المواهب فضلاً عن رفع قدرات القوى العاملة في القطاع الصناعي بالإمارة، الذي يشهد تغييرات واسعة مع التحول إلى مناهج وتقنيات التصنيع المتطورة، وذلك ضمن جهود المكتب لتحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي الصناعية.

ويشمل البرنامج سلسلة من المبادرات خلال السنوات الـ5 المقبلة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق الوظائف عبر تأهيل مواهب وكوادر متخصصة وذات مؤهلات رفيعة المستوى، بحيث يتم تنظيم دورات لتوعية الطلاب وأصحاب العمل، وتدريب القوى العاملة، وتوفير حزمة من الحوافز، بالإضافة إلى برامج لاستقطاب المواهب.

وسيقوم مكتب تنمية الصناعة بقيادة برنامج المواهب الصناعية بالتعاون مع عدد من الشركاء الرئيسيين مثل هيئة الموارد البشرية، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومكتب أبوظبي للمقيمين، ذراع دائرة التنمية الاقتصادية لدعم المجتمع المزدهر في الإمارة، وتعزيز مكانة أبوظبي وجهة رائدة للمواهب العالمية، ومجلس أبوظبي للشباب. كذلك، سيقوم مكتب تنمية الصناعة بالعمل مع المصانع في الإمارة لضمان نجاح البرنامج خلال الفترة المقبلة.

تركز استراتيجية أبوظبي الصناعية على المواهب باعتبارها من الركائز الأساسية لترسيخ مكانة الإمارة بوصفها المركز الصناعي الأكثر تنافسية في المنطقة، إذ تعد تنمية الكفاءات والمهارات من البرامج الـ6 ضمن الاستراتيجية التي خصصت استثماراً قدره 10 مليارات درهم من أجل مضاعفة حجم القطاع إلى 172 مليار درهم، وتوفير  أكثر من 13,600 فرصة وظيفية تخصصية، والمساهمة في زيادة الصادرات غير النفطية إلى 178.8 مليار درهم بحلول العام 2031. 

وتسهم تنمية الكفاءات والمهارات في تعظيم الفوائد من برامج استراتيجية أبوظبي الصناعية الأخرى التي تشمل الثورة الصناعية الرابعة، والاقتصاد الدائري، وتطوير منظومة القطاع الصناعي، وتعزيز سلسلة الإمداد المحلية، وتطوير سلسلة القيمة، حيث يؤدي التطور التكنولوجي في القطاع الصناعي والتحول نحو مناهج وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى تعزيز أهمية تطوير ورفع قدرات المواهب والكفاءات الصناعية لمواكبة متطلبات التحول الرقمي والتكنولوجي.

وتماشياً مع القطاعات الفرعية التي تركز عليها استراتيجية أبوظبي الصناعية، سيقوم برنامج المواهب الصناعية بالاستثمار في تطوير واستقطاب وتأهيل المواهب الإماراتية والعالمية في الصناعات الغذائية والدوائية والكيميائية والآلات والمعدات والصناعات الكهربائية والإلكترونيات وصناعة النقل.

وتم تصميم البرنامج لتزويد المواهب والكفاءات بالمهارات التقنية والسلوكية التي تشمل التطورات التكنولوجية مثل الأتمتة وإنترنت الأشياء، والبيانات، والتقنيات الرقمية والذكية، والتفكير التحليلي والنقدي، ومرونة التعامل مع المتغيرات.

وقال المهندس عرفات اليافعي، المدير التنفيذي لمكتب تنمية الصناعة: "تواصل أبوظبي ترسيخ مكانتها بوصفها المركز الصناعي الأكثر تنافسية في المنطقة مع التركيز على التنمية البشرية والاستدامة والاقتصاد الذكي. ويأتي تدشين برنامج المواهب الصناعية لتسريع رحلة التحول الصناعي حيث يسهم في رفد القطاع بالمواهب والكفاءات التي يزداد الطلب عليها. ونعتقد أن تطوير المواهب وتزويدها بالمهارات اللازمة يعتبر أمراً حيوياً لتعزيز النمو في المستقبل خاصةً أن المؤسسات تقوم بترقية قدراتها لتعزيز تنافسيتها في القطاع الصناعي الذي يتميز بتسارع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي".

وأضاف: "اتخذت أبوظبي خطوات مهمة لتعزيز مكانتها بصفتها وجهة مفضلة للاستثمارات والأعمال والمواهب، وتأتي مبادراتنا لتشجيع الابتكار وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة ضمن مبادرات استراتيجية أبوظبي الصناعية لتمهد الطريق أمام المهارات المتميزة للازدهار في أبوظبي والمساهمة في رسم ملامح الصناعة في المستقبل".

وشهدت فعالية إطلاق برنامج المواهب الصناعية ومجلس أبوظبي للمواهب الصناعية تخريج أول دفعة من "رواد التكنولوجيا"، البرنامج التجريبي لتزويد العاملين في الصناعات الغذائية في أبوظبي بمهارات الثورة الصناعية الرابعة.