أطلقت مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة وعدد من مؤسسَّات القطاع الصحي، برنامجَ الخدمات الصحية عن بُعد لمختلف فئات أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي.

يهدف البرنامج إلى دعم هذه الفئات وأولياء أمورهم والعاملين معهم، من منطلق الحرص على صحتهم وسلامتهم وتوعيتهم بالخدمات الصحية عن بُعد، ما يحقِّق استجابة آمنة وسريعة لمتغيِّرات الواقع الاجتماعي الناتجة عن تطوُّر تقنية المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة.

ويندرج إطلاق الخدمات الصحية عن بُعد في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك بين مؤسَّسة زايد العليا ومركز أبوظبي للصحة العامة، الرامية إلى رفع مستوى جودة حياة أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي بتوفير خدمات صحية ووقائية، بمشاركة عدد من مزوِّدي الخدمات الصحية من القطاع الخاص وشركاء مؤسَّسة زايد العليا الاستراتيجيين وهم هاوس كول، ميد كلينك، مدينة برجيل الطبية، مركز برلين للتأهيل الطبي، ومركز ريادة للرعاية المنزلية.

وأكَّد سعادة عبدالله عبد العالي الحميدان، الأمين العام لمؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أهمية إطلاق الخدمات الصحية عن بُعد لمصلحة مختلف فئات أصحاب الهمم. وأوضح الحميدان أنَّ البرنامج يستكمل خدمات المؤسَّسة في منظومة الرعاية والتأهيل التي تقدِّمها لتلك الفئات، انطلاقاً من الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بالمسؤولية المجتمعية لتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة، وبناء مجتمع صحي مستدام، وفي ظل الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية والرعاية الإنسانيَّة لأصحاب الهمم.

وأشار سعادة الحميدان إلى حِرْصِ مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم على الاستفادة من التقدُّم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وقال: «التخطيط لنطاق الخدمات الصحية عن بُعد، إلى جانب الدراسة الدقيقة لمختلف أبعاده المتشابكة يسهم في تحديد مدى الاستفادة منه لاسيما أصحاب الهمم وذويهم».

وأشاد الحميدان بالتعاون المشترك بين المؤسَّسة ومركز أبوظبي للصحة العامة الجهة التابعة لدائرة الصحة – أبوظبي التي تُعنى بتعزيز منظومة الصحة العامة والصحة الوقائية في الإمارة، وأشاد كذلك بتعاون مزوِّدي الرعاية الصحية المرتبطين بشراكات استراتيجية مع المؤسَّسة وغيرهم، للمشاركة في البرنامج وصولاً إلى خدمة صحية وآمنة، مثمِّناً الدور الفاعل للمركز وشركاء المؤسَّسة المشاركين في المبادرة وحرصهم على تقديم الرعاية الصحية المتكاملة لأصحاب الهمم.

وأثنى سعادة مطر سعيد النعيمي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة، على إطلاق هذه الخدمات الجديدة فقال: «تعكس هذه المبادرة الرائدة التزام القيادة الرشيدة تجاه رعاية صحة وسلامة جميع أفراد مجتمعنا، ويشمل ذلك أصحاب الهمم، وهذا يؤكِّد أنَّ أبوظبي ودولة الإمارات مستمرة في تطوير الخدمات الصحية المقدَّمة لهم باستخدام أحدث التقنيات والوسائل، تعزيزاً للجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية والوقائية وتحسينها عن طريق كوادر طبية وفنية مؤهَّلة للتعامل معهم».

 وأضاف: «نتطلَّع إلى أن تسهم الخدمات الصحية عن بُعد في تعزيز الخدمات المقدَّمة لأصحاب الهمم، ما يحقِّق أهداف القيادة ورؤية المركز بالوصول إلى مجتمع ينعم بالصحة والسلامة».   

 وحدَّد مركز أبوظبي للصحة العامة خطة العمل والبرنامج الزمني لتطبيق المبادرة، بتقييمها وتطبيق الخدمة على نطاق واسع خلال عام 2024، على أن يسبقها إطلاق المراحل التجريبية، وتفعيل منصات الرعاية عن بُعد لتشمل أصحاب الهمم وتدريب المزوِّدين والمستفيدين منها خلال الربع الأخير من عام 2023، والربعين الأول والثاني من عام 2024.

 وتشمل المراحل المنجَزة خلال الربعين الأول والثاني من عام 2023، جمع البيانات، وحصر المنشآت الصحية المرخَّصة والخبيرة، والحصول على قوائم بمعلومات أصحاب الهمم، وإبرام الاتفاقية بين المؤسَّسة والمركز. ويُستكمل تطوير المحتوى التوعوي والتثقيفي وجمع المؤشرات الذكية لقياس المخرجات خلال الربع الثالث من عام 2023.

يُذكَر أنَّ الخدمات الصحية عن بُعد، هي الرعاية الصحية المُقدَّمة عن طريق الهاتف أو الإنترنت، وتوفير الأدوية عن بُعد والزيارات المنزلية الطبية عند الحاجة. وعلى الرغم من أنَّ للزيارات الشخصية للمراكز الصحية مزايا عديدة، فإنَّ الخدمات الصحية عن بُعد تعدُّ بديلاً عالي القيمة حينما تكون الزيارات الشخصية خَطِرَة أو غير مُمْكِنة. وأتاحت التقنيات الحديثة للأطباء التفاعل مع مرضاهم عندما لا يستطيعون الالتقاء بهم شخصياً، أو عندما تقتضي مصلحة المرضى والأطباء عدم اللقاء شخصياً. وتتضمن الخدمات الصحية عن بُعد استخدام المكالمات الهاتفية، أو الرسائل النصية، أو رسائل البريد الإلكتروني فضلاً عن الاتصال المرئي عبر الإنترنت.