حققت حملة «وقف الحياة» لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، التي أطلقتها هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي»، بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، تحت شعار «معك للحياة»، حصيلة تبرعات بلغت 115 مليون درهم من 33,000 مساهم بعد أسبوع واحد على إطلاق الحملة، ما يتماشى مع «عام المجتمع»، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وتمثل هذه الحصيلة السخية من قبل المؤسسات والأفراد، مساهمة مؤثرة في تحقيق أهداف الحملة المتمثلة في تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية وتغطية نفقات العلاج للفئات الأكثر احتياجاً من خلال استثمار أموال الوقف في توفير الأدوية والدعم النفسي للمرضى.
ويجسد هذا التفاعل الكبير مع هذه الحملة الوقفية، رسوخ ثقافة البذل والعطاء في مجتمع الإمارات، ويبرز اهتمام دولة الإمارات وحرصها على تعزيز صحة الإنسان بهدف بناء مجتمع صحي وقوي قادر على المشاركة الفعالة في التنمية المستدامة، والتزامها بالنهوض بالقطاعات الصحية والإسهام في بناء مستقبل صحي أفضل للجميع.
وأكد سعادة فهد عبد القادر القاسم، المدير العام لهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي» أن الإقبال الواسع على المشاركة في الحملة من قبل كبار المساهمين ورجال الأعمال والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، يظهر أن العطاء ثقافة متأصلة في مجتمع الإمارات، مشيراً إلى أن ما حققته الحملة بعد أسبوع على إطلاقهاً يجسد أسمى معاني التضامن والتكافل الاجتماعي لدعم المرضى غير القادرين، وتمكينهم من الحصول على رعاية صحية مستدامة وفق أعلى المعايير العالمية، ومساعدتهم لاستئناف حياتهم الطبيعية وتعزيز ثقتهم بالمستقبل.
وقال سعادته: «إن هذه الحملة تعزز دور الوقف في مساندة الفئات الأكثر احتياجاً، وإسهامه المؤثر في تحسين الواقع نحو الأفضل، وتلبية احتياجات المجتمع الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية المستدامة، وهو ما بدا واضحاً خلال الحملات الإنسانية والخيرية التي تشهدها دولتنا منذ عقود، حيث كان النجاح هو الحليف الدائم لهذه الحملات. ونثق بأن الزخم الذي شهدناه بعد أسبوع على إطلاق «وقف الحياة» سيبقى متواصلاً بإذن الله حتى نهاية الحملة، وهذا هو عهدنا بأصحاب الأيادي البيضاء في دولتنا».
وتسعى حملة «وقف الحياة» إلى استثمار الأموال التي تُجمع من المساهمين لتعظيم أرباح الوقف وعوائده وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية والعلاجات للفئات الأكثر احتياجاً من المصابين بالأمراض المزمنة، من خلال دعم الاستدامة المالية للخدمات الصحية؛ حيث توفر الأوقاف مصدر دخل مستدام عن طريق الموارد المتحصلة عن الاستثمار في الأصول الوقفية، إضافة إلى تعزيز الأثر الاجتماعي للرعاية الصحية.
وتسعى الحملة الوقفية إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي وتشجيع المشاركة الواسعة للمساهمة في تحقيق مستهدفات الحملة، وإبراز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي وتسابق أفراده على فعل الخير.
وتواصل حملة "وقف الحياة" لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، استقبال مساهمات الأفراد والمؤسسات عبر القنوات الميسرة التي حددتها الحملة.