شَهِدَ الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان حفلَ تكريم الفائزين بالدورة العاشرة من جائزة القصة المقروءة بطريقة برايل للمكفوفين، والتي نظَّمتها مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، مُمثَّلةً بإدارة رعاية المكفوفين بالمؤسَّسة، تحت شعار "الجميع يقرأ"، في قاعة القرم بمركز أبوظبي للطاقة.

وحضر الحفل الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، وسعادة عبدالله عبدالعالي الحميدان، الأمين العام لمؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسعادة ناعمة عبد الرحمن المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي ومديرة إدارة رعاية المكفوفين بالمؤسَّسة، وعدد من كبار المسؤولين.

واستُهِلَ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن الجائزة للمكفوفين، ثم ألقت سعادة ناعمة عبد الرحمن المنصوري كلمةً توجَّهت فيها بالشكر والتقدير إلى الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان، لرعايته الكريمة لجائزة القصة المقروءة بطريقة برايل منذ انطلاقتها الأولى في 2007، ما أسهم في نجاحها واستمراريتها وانتشارها، الأمر الذي منحَ الفرصة للراغبين من جميع أنحاء الوطن العربي والعالَم للمشاركة فيها، وجعل منها حدثاً بارزاً يحظى بدعم وتنظيم مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ويلقى إقبالاً واسعاً وحضوراً متميزاً يُجسِّد مدى أهمية هذا الحدث.

وقالت سعادتها: "ها نحن اليوم وللدورة العاشرة نلتقي مجدداً، وكُلنا فخر واعتزاز بالنجاح الكبير الذي مَنَّ الله العلي القدير به علينا، وسنواصل العمل بكل جِد واجتهاد من أجل استمرار هذا النجاح، ونحن إذ نرى مؤشراته من خلال الفرحة والسعادة الواضحة على وجوه أبنائنا الأعزاء من المشاركين والمساهمين، فإن هذا يزيدنا إصراراً، ويعزز خطواتنا ليجدد فينا الرغبة والأمل من أجل تحقيق المزيد من النجاحات المتتالية".

وأكَّدت المنصوري أن الدعم الذي تحظى به مؤسَّسة زايد العليا من القيادة الرشيدة، والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة المؤسَّسة، وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس الإدارة، يُمثِّل داعماً رئيسياً لنجاح واستمرارية جائزة القصة المقروءة بطريقة برايل للمكفوفين.

وجدَّدت المنصوري شكرها للشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان؛ حيث قالت: "إنَّ حضوركم وتواجدكم اليوم له الأثر الكبير والجميل في نفوس أبنائنا المكفوفين من جميع أنحاء العالم المتواجدين معنا في هذه اللحظة".

وقدَّمت المنصوري شكرها أيضاً إلى كافة المشاركين على تفاعلهم ومشاركاتهم القيمة، ودعتهم إلى المزيد من المطالعة المفيدة، التي تُعزز وتُثري مستواهم الثقافي، وتوجَّهت بالشكر إلى فريق العمل، الذي بذل جهداً كبيراً لإنجاح هذه الدورة، وإظهارها بالشكل اللائق.

ومن جانبه، ألقى عمر فايز العمري كلمةً بالنيابة عن المشاركين عبَّر فيها عن شكرهم وتقديرهم لرعاية الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان للجائزة منذ انطلاقة دورتها الأولى، والتي كانت السبب الأول للنجاح الذي يتحقق ويتنامى عاماً بعد آخر، وأشاد العمري بالمبادرة المميزة التي تبنَّتها سعادة ناعمة عبد الرحمن المنصوري، وجهودها التي بذلتها في هذا الجانب خلال السنوات الماضية .

وتوجَّه العمري بالشكر إلى مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم وإلى إدارة رعاية المكفوفين، وكافة الأسر التي قدَّمت الدعم والمساندة إلى كافة المشاركين وشجَّعتهم على المشاركة، الأمر الذي حفَّزهم كثيراً، وأسهم في تفاعلهم بشكلٍ كبير في كل مراحل الجائزة.

وفي ختام الحفل، كرَّمَ الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان، يرافقه سعادة ناعمة عبد الرحمن المنصوري، الفائزين بالجائزة، التي شارك فيها 113 متسابقاً من داخل الدولة وخارجها؛ وقد جاءت نتائج المستوى الأول للمسابقة، المرحلة العمرية من 6 إلى 9 سنوات، والتي شارك فيها 16 طالباً وطالبة، على النحو الآتي: فوز الطالبة تالا أحمد حسن الأعمر من دولة فلسطين بالمركز الأول، ومحمد الراعي سعيد الراعي من دولة الإمارات العربية المتحدة بالمركز الثاني، ومهرة راشد عبدالقادر المرزوقي من دولة الإمارات بالمركز الثالث.

وجاءت نتائج المستوى الثاني، المرحلة العمرية من 10 إلى 12 عاماً، والتي شارك فيها 14 طالباً وطالبة، على النحو الآتي: حصلت على المركز الأول إسراء علي محمد الأميري من دولة الإمارات، وحصلت مها سيف الراشدي من دولة الإمارات على المركز الثاني، فيما نالت عائشة محمد غريب اليماحي من دولة الإمارات المركز الثالث ضمن هذه الفئة.

وفي المستوى الثالث، المرحلة العمرية من 13 إلى 15 عاماً، تنافس 18 طالباً وطالبة، وفاز بالمركز الأول غيث محمد سالم الغفلي من دولة الإمارات، وبالمركز الثاني مؤيد حاتم الجنيد من السودان، وبالمركز الثالث سلطان بن سعود المالكي من المملكة العربية السعودية.

وفي المستوى الرابع، المرحلة العمرية من 16 إلى 18 عاماً، تنافس 23 طالباً وطالبة، وفازت بالمركز الأول خالدة حاتم الجنيد من السودان، فيما جاءت نورة راشد المري من دولة الإمارات في المركز الثاني، وحلّت غدير إبراهيم نصيف من مملكة البحرين في المركز الثالث.

وفي المستوى الخامس، المرحلة العمرية من 19 فما فوق وصل عدد المتنافسين ضمن هذه الفئة إلى 38 طالباً وطالبة، وحلَّ في المركز الأول سيدي محمد اصنيب من جمهورية موريتانيا الإسلامية، وفي المركز الثاني شيماء سليمان المرزوقي من دولة الإمارات، وفي المركز الثالث طالب راشد المري من دولة الإمارات.

أمَّا في فئة غير الناطقين باللغة العربية، والتي تنافس فيها 4 مشاركين، فقد حل أحمد كريم من جمهورية باكستان الإسلامية في المركز الأول، وإيميلي ولشر من إيطاليا في المركز الثاني، وأبيها إشفاق من جمهورية باكستان الإسلامية في المركز الثالث.

واشتمل برنامج الحفل، على فقرة غنائية قدَّمها الفنان الإماراتي حمد العامري. كما تخلل الحفل أيضاً تكريم الشركاء بمنحهم دروعاً وشهادات تقديرية، بمن في ذلك شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، إضافةً إلى تكريم دور النشر المشاركة التي تضمنت جائزة خليفة التربوية، ومؤسَّسة فاطمة بنت هزاع الثقافية، ودار الهدهد، ودار كلمات. ومن فئة الكُتَّاب والفنانين، كُرِّمت السيدة شيماء المرزوقي والسيدة مريم محي الدين الملا، كما كُرِّمَ الفنان الإماراتي حمد العامري.

وتُعدُّ جائزة القصة المقروءة بطريقة برايل، التي تحمل شعار "الجميع يقرأ"، الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي؛ حيث تهدف الجائزة إلى إثراء ثقافة المكفوفين والنهوض بواقعهم، وذلك من خلال تمكينهم من قراءة مجموعة من القصص الهادفة.

وقد حاز هذا المشروع على جائزة خليفة التربوية لعام 2011 في مجال المشاريع والبرامج التربوية المبتكرة على مستوى دولة الإمارات.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة رعاية المكفوفين هي إحدى إدارات قطاع أصحاب الهمم بمؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وتمتلك هذه الإدارة المطبعة الوحيدة في دولة الإمارات، التي تتولَّى طباعة المواد التعليمية (المناهج والوسائل التعليمية) والثقافية والقصص والمنشورات للجهات الحكومية بطريقة برايل للمكفوفين، وتُقدِّم هذه المطبعة خدماتها للمكفوفين وضعاف البصر على مستوى الدولة منذ أن تأسست في عام 2000. وفي 24 يناير 2006، أُسنِدَ إلى مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم مهمة إدارة هذه المطبعة والإشراف عليها.

وتُقدِّم إدارة رعاية المكفوفين عدداً من الخدمات ذات العلاقة بتعليم ذوي التحديات البصرية في مراكز الرعاية والتأهيل، ومدارس الدمج على مستوى الدولة. وتتمثَّل هذه الخدمات في طباعة المناهج الدراسية بطريقة برايل، وطباعة نماذج الامتحانات والملخَّصات الدراسية للدارسين بطريقة برايل، وطباعة الوسائل التعليمية البارزة، وطباعة الكتب والقصص الثقافية بطريقة برايل.

ويستفيد من خدمات إدارة رعاية المكفوفين العديد من الجهات، ومنها: مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لقطاع أصحاب الهمم بمؤسَّسة زايد العليا، والمراكز الأخرى ذات العلاقة، ومراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم التابعة لوزارة تنمية المجتمع، ومدارس الدمج العامة والخاصة بوزارة التربية والتعليم في جميع المناطق التعليمية بالدولة. ويستفيد من خدمات الإدارة كافة المتعاملين من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من المكفوفين وضعاف البصر وكذلك المبصرين.