تواصل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة تنفيذ مبادرتها البحثية والمجتمعية التي أطلقتها منتصف يناير الماضي بعنوان أثر (جلسات الابتكار للطفل)، والتي تهدف من خلالها إلى وضع تصور واضح بشأن تفاعل مجتمع إمارة أبوظبي مع احتياجات الأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية، تمهيداً لتصميم حلول فعّالة للتغلب على التحديات الأكثر إلحاحاً في مجال تنمية الطفل، من خلال التعاون مع مختلف الجهات المعنية بقطاع الطفولة المبكرة على الصعيدين المحلي والدولي وعدد من أفراد المجتمع، باستخدام منهجيات تشاركية فعَالة، لضمان مواكبة وتلبية الاحتياجات المتغيرة باستمرار للأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية في قطاع الطفولة المبكرة بإمارة أبوظبي.
وشهدت المبادرة إطلاق استبيان في يناير الماضي للتعرف على أهم الفرص والتحديات التي واجهها أولياء الأمور والأطفال خلال جائحة كوفيد- 19، تفاعل معه أكثر من 700 مشارك ساهموا في تحديد أكثر 8 تحديات إلحاحاً من بين 20 تحدياً تم تحديدها في الاستبيان، مثلت مدخلاً أساسياً للمبادرة، والتي عملت الهيئة بدورها على دراسة وتقييم هذه التحديات عبر ورشة تفكير تشاركية بمشاركة عددٍ من أولياء الأمور وكبار مستشاري الهيئة، تضمنت جلستين منفصلتين باللغتين العربية والإنجليزية، أثمرتا باستخلاص نحو 250 فكرة مختلفة لمواجهة هذه التحديات والحد من تأثيرها على الأطفال ومقدمي الرعاية.
وحظيت المبادرة بمشاركة 47 مجموعة متنوعة من المعنيين بتنمية الطفولة المبكرة يمثلون 13 دولة، من خلال 8 جلسات لصياغة الأفكار بإجمالي 25 ساعة نقاش، ساهمت بالوصول إلى 500 فكرة أولية لمواجهة التحديات الثمانية، حيث تم مناقشتها وتنقيحها، ودراستها من خلال جلسات تحديد الأفكار ذات الجدوى والأولوية والتي شارك بها 9 من ممثلي حكومة أبوظبي، و16 مستشاراً وممثلاً عن الهيئة، إلى جانب اثنين من المبتكرين العالميين، علموا خلالها على تحديد أهم 6 أفكارٍ واختيار أكثر 3 من بينها أهمية وفاعلية وتأثيراً على مسيرة التنمية الشاملة للطفل، لترجمتها في المرحلة القادمة من المبادرة لخطط عمل وبرامج ملموسة ومستدامة تسهم في تقليص التحديات التي تواجه تنمية الطفولة المبكرة في الإمارة والحد من تأثيرها.
وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص الهيئة على وضع حلول مبتكرة وفعالة قائمة على المشاركة وتبادل المعرفة، لدفع مسيرة التنمية الشاملة لقطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي، من خلال توفر الخدمات والموارد المناسبة للوالدين والأطفال ومقدمي الرعاية لضمان التنمية الأمثل للأطفال، وخلق نظام متكامل يعزز دور المسؤولية المجتمعية في دعم الطفل ويحقق التطوير المستمر، وإنشاء أنظمة ومنصات لقيادة التميز والابتكار، وتطوير وتنفيذ استراتيجية للبحوث والدراسات في مجال تنمية الطفولة المبكرة لتوجيه وضع سياسات مبنية على الأدلة ودعم التخطيط وتحسين الجودة.
وتسعى هيئة أبوظبي للطفولة إلى تعزيز رفاهية الأطفال منذ فترة الحمل وحتى سن الثامنة، من خلال التركيز على 4 مجالات رئيسية تتمثل في الصحة والتغذية، وحماية الطفل، والدعم الأسري، والتعليم والرعاية المبكرين. فضلاً عن تعزيز قدرات شركائها لتعظيم مساهمتهم في تحقيق التنمية الشاملة للطفل، واقتراح تشريعات وسياسات وقوانين متوائمة، إضافة إلى المساهمة في اتخاذ القرارات بناءً على الأبحاث والبيانات والأدلة، ودعم المبادرات التي تهدف لتغيير ثقافة المجتمع فيما يتعلق باحتياجات الأطفال والأساليب المتبعة في تلبيتها.