أعلنت هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر «أوقاف أبوظبي» عن نجاح حملة «وقف الحياة» في تحقيق نتائج استثنائية بتجاوز مستهدفاتها خلال فترة زمنية قياسية بعد وصول إجمالي المساهمات إلى أكثر من 900 مليون درهم من أكثر من 200,000 مساهم، ما يعكس تنامي الوعي بأهمية الوقف كنظام مالي استثماري مستدام، ويبرز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم المبادرات الخيرية والإنسانية.

وأكدت «أوقاف أبوظبي» أن باب المساهمات في حملة «وقف الحياة» التي أطلقتها «أوقاف أبوظبي» في 19 مايو 2025، تحت شعار «معك للحياة»، يظل مفتوحاً أمام الجميع لتعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية والإسهام في تغطية نفقات العلاج للمصابين بالأمراض المزمنة وأصحاب الهمم وكبار السن، في خطوة تستهدف تنمية الوقف وتعظيم أثره الإيجابي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وتندرج الحملة ضمن مبادرة «وقف الرعاية الصحية» الذي أطلقته الهيئة في مايو 2024، بهدف جمع مليار درهم خلال خمسة أعوام لتعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية. وتهدف حملة «وقف الحياة» إلى إنشاء وقف يُخصَّص لدعم نفقات علاج المصابين بالأمراض المزمنة وأصحاب الهمم، واستثمار أموال الوقف في تطوير الخدمات الصحية، وتوفير الأدوية للمرضى، وتعظيم عوائد الوقف وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة وبناء مجتمع صحي ومستدام، وترسيخ مفهوم الوقف كأداة تنموية تدعم التكافل الاجتماعي، إلى جانب إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم المبادرات الخيرية والإنسانية، وتعزيز الاستثمار الاجتماعي.

وحققت حملة «وقف الحياة» نجاحاً كبيراً بفضل المساهمات السخية من قيادة دولة الإمارات، إلى جانب المؤسسات والشركات الوطنية وعدد من رواد العطاء وأصحاب الأيادي البيضاء وأفراد المجتمع، ما يعكس ثقة المجتمع في نموذج الوقف كأداة تمويل واستثمار اجتماعي مستدام.

وفي إطار هذه الحملة، أسهمت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بوقف مبنى كامل تبلغ قيمته 172 مليون درهم دعماً للحملة، ووجّهت سموها بتغيير اسم المبنى من «برج دينا» إلى «برج الحياة» تأكيداً لرسالة الحملة الإنسانية.

وبتوجيهات سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، اعتمد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، تخصيص 100 مليون درهم مساهمة من مؤسسة إرث زايد الإنساني للحملة.

وأعلنت أوقاف أبوظبي أثناء الحملة عن حزمة من المشاريع الوقفية الداعمة، من بينها مشروع «أوقاف أبوظبي -المركز المجتمعي» بقيمة 50 مليون درهم، ومشروع عقاري وقفي بالشراكة مع شركة الدار بقيمة 70 مليون درهم.

ورفع معالي عبد الحميد محمد سعيد، رئيس هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي» أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة نجاح هذه الحملة الوقفية المباركة.

وقال معاليه: «قدمت حملة وقف الحياة نموذجاً رائداً في تطوير العمل الوقفي وتحويله إلى أداة مالية مبتكرة تُمكن من استثمار الأصول الوقفية بكفاءة لتحقيق عوائد مستدامة تسهم في دعم قطاعات مؤثرة في الارتقاء بجودة حياة الناس. وتجاوزت الحملة مستهدفاتها بجمع أكثر من 900 مليون درهم، وهو ما يعكس مدى الوعي المجتمعي المتزايد بدور الوقف كرافعة تنموية تسهم في تحسين جودة حياة الإنسان».

وتابع معاليه: «ما شهدناه من تفاعل مجتمعي لافت، ومساهمات سخية من أفراد ومؤسسات، يجسد بوضوح ثقافة العطاء والمسؤولية المجتمعية التي باتت راسخة في وجدان المجتمع الإماراتي، ويعكس وعياً عميقاً بالأوقاف كأداة تمويلية مستدام تخدم الأفراد والمجتمع. وستواصل أوقاف أبوظبي فتح باب المساهمات لإتاحة الفرصة أمام الجميع للمساهمة في تنمية الأوقاف وتوسيع أثرها الاقتصادي والاجتماعي».

وأكد معاليه أن حملة «وقف الحياة» شكلت بنجاحها نقطة تحول في مفهوم الوقف الحديث والمستدام، عبر إطلاق مشاريع وقفية نوعية بالشراكة مع عدد من الجهات الوطنية الرائدة، تميزت بالتنوع والابتكار، من خلال إدارة استثمارية عالية الكفاءة قادرة على تعظيم العوائد وتحقيق الاستدامة المالية طويلة الأمد.

وقال معالي عبد الحميد محمد سعيد مختتماً: «تواصل أوقاف أبوظبي العمل وفق استراتيجيات واضحة ترتكز على تعظيم العوائد الوقفية وتوجيهها نحو القطاعات الحيوية التي تمس حياة الإنسان، وعلى رأسها الرعاية الصحية، باعتبارها ركيزة أساسية في تعزيز جودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات».

وقال سعادة فهد عبدالقادر القاسم، المدير العام لهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي»: «يجسد النجاح الكبير لحملة (وقف الحياة) عمق ثقافة التكافل والعطاء المجتمعي المتجذرة في هوية دولة الإمارات وشعبها ومن يقيم على أرضها المباركة. إن هذا التفاعل المجتمعي الواسع ليس مجرد استجابة لحملة إنسانية، بل هو انعكاس حقيقي لقيمة وطنية راسخة ترى في الإسهام والعمل الخيري مسؤولية جماعية وشرفاً وطنياً».

وأشار سعادته إلى أن الحملة، أُطلقت كجزء من مبادرة «وقف الرعاية الصحية»، التي تستهدف جمع مليار درهم خلال خمسة أعوام، وإن الإقبال الذي شهدته يعكس مستوى الثقة المجتمعية والوعي العميق بأهمية الأوقاف كأداة مالية وتنموية مستدامة.

وأضاف سعادته أن الإنجاز المحقق لا يُختزل في حجم المساهمات السخية التي حصدتها الحملة، رغم أهميتها البالغة في تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية وتوفير الدعم العلاجي للفئات الأكثر احتياجاً، بل يتجاوز ذلك ليؤكد أن الحملة شكلت منصة وطنية استراتيجية، تحمل في جوهرها رسائل مجتمعية وقيم تنموية، تُسهم «أوقاف أبوظبي» من خلالها ضمن جهود مؤسسية متكاملة، في ترسيخ هذه القيم على مستوى الدولة.

وأوضح سعادته أن حملة «وقف الحياة» التي جاءت في إطار (عام المجتمع) الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عكست بجلاء قوة النسيج المجتمعي، ومدى التكاتف والترابط والتراحم بين أفراده، ما يجسد عمق الوعي المجتمعي والإحساس بالمسؤولية تجاه خدمة الوطن وتعزيز مسيرته التنموية.

وأكد سعادته أن الحملة قدمت دليلاً عملياً على التطور الذي يشهده الوعي المجتمعي بدور الوقف باعتباره أداة تنموية مستدامة، تسهم في دعم القطاعات الحيوية التي تُحدث تأثيراً مباشراً في جودة حياة الإنسان، ما يجسد جوهر رسالة «أوقاف أبوظبي» الهادفة إلى تمكين المجتمع بكافة فئاته، وتوظيف الموارد الوقفية بما يعود بالنفع على التنمية الشاملة في الدولة.