أسَّست هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر (أوقاف أبوظبي) «شركة وقف الحياة»، في خطوة تُجسِّد مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوقفي المستدام، عقب النجاح الذي حقَّقته حملة «وقف الحياة» بجمعها أكثر من 900 مليون درهم من أكثر من 200,000 مساهم في أقل من شهر واحد.
وتهدف الشركة إلى إدارة أصول الوقف وتنميتها وحمايتها بما يضمن تحقيق قيمة مستدامة تُخدم المجتمع، وتُعزِّز استدامة منظومة الرعاية الصحية في دولة الإمارات.
تأتي هذه الخطوة استكمالاً لرسالة أوقاف أبوظبي في بناء منظومة أوقاف متطوِّرة ومستدامة تُحقِّق أثراً اجتماعياً واقتصادياً ملموساً، عبر تطوير أدوات استثمارية مبتكَرة تُسهم في دعم المرضى من أصحاب الحالات المزمنة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، بما ينسجم مع أولويات الدولة في مجالَي الرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية.
وبناءً على نجاح التعاون بين أوقاف أبوظبي ودائرة الصحة – أبوظبي في حملة «وقف الحياة»، تواصل المؤسستان تعاونهما من خلال الشركة الجديدة لترسيخ منظومة متكاملة للرعاية الصحية المستدامة، ويشمل ذلك تشكيل مجلس أمناء للشركة برئاسة أوقاف أبوظبي وعضوية دائرة الصحة ومؤسسة إرث زايد الإنساني، بهدف تعزيز الشفافية وضمان توجيه الموارد إلى المبادرات ذات الأثر الاجتماعي المستدام.
وتعمل شركة وقف الحياة كمنصة متخصِّصة لتحويل العطاء الخيري إلى منظومة مالية منظَّمة تُدار وفق أعلى معايير الحوكمة والاستدامة. واستناداً إلى استراتيجيات استثمارية دقيقة، ستركِّز الشركة على تعظيم العوائد المالية والاجتماعية عبر توجيه الموارد إلى البرامج الصحية التي ترفع جودة الحياة، وتوسِّع نطاق الوصول إلى العلاج، وتعزِّز كفاءة النظام الصحي على المدى الطويل.
وتُدار أموال الوقف والأصول التي تُقدَّم من المساهمين عبر لجنة الاستثمار لضمان استثمارها بطريقة مسؤولة ومستدامة، وتتولى لجنة المصروفات مهمة توجيه العائدات إلى المستفيدين والمبادرات ذات الأولوية. ويعكس هذا النموذج الإداري المتكامل التزام أوقاف أبوظبي بتحويل ثقافة العطاء إلى منظومة مؤسسية مستدامة تجمع بين الانضباط المالي وروح التعاطف الإنساني، لتبقى أعمال الخير مستمرة ومتجدِّدة عبر الأجيال.
وقال سعادة فهد عبدالقادر القاسم، المدير العام لأوقاف أبوظبي: «يمثِّل تأسيس شركة وقف الحياة محطة مفصلية في مسيرة العمل الوقفي، ويعكس الثقة الكبيرة التي مَنَحَنا إيّاها المجتمع الإماراتي. وتترجم هذه الخطوة قناعتنا بأنَّ كلَّ درهم من أموال الوقف يجب أن يُدار بحكمة ليُحدِث فرقاً حقيقياً في حياة الناس. نؤمن بأنَّ الإدارة الرشيدة للأعمال الخيرية هي أساس ترسيخ المرونة المجتمعية وبث الأمل عبرَ دعمِ مَن هُم في أمَسِّ الحاجة، بما يجسِّد الرؤية الإنسانية لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة».
وفي ظل مواصلة أبوظبي جهودها لبناء نظام صحي مرن ومستدام، تُعَدُّ هذه المبادرة ركيزة رئيسية لتحقيق الرفاه الاجتماعي وتعزيز جودة الحياة على المدى الطويل. ومن خلال الدمج بين الإدارة المالية المنضبطة والرؤية الاستراتيجية والبعد الإنساني، تُجسِّد «شركة وقف الحياة» تطوُّر الوقف كأداة تنموية فاعلة تُضيف قيمة للأجيال المتعاقبة.
يُذكَر أنَّ حملة «وقف الحياة»، التي أُطلِقَت تحت شعار «معك للحياة»، تجاوزت أهدافها المحدَّدة لخمس سنوات خلال أقل من شهر، حيث وحَّدت جهود القطاعين العام والخاص لتوفير حلول رعاية صحية مستدامة للأفراد من أصحاب الأمراض المزمنة، ووجَّهت التبرعات إلى صندوق وقفي مخصَّص يُستثمَر رأس ماله بشكل استراتيجي لتحقيق عوائد مستمرة تُستخدَم لتمويل العلاج، وتوفير الأدوية، ودعم خدمات الصحة النفسية للفئات الأكثر حاجة.
وتُجسِّد هذه المبادرة قِيم الكرم والتكافل التي أكَّدتها مبادرة «عام المجتمع»، وتُبرز التزام الدولة بتحويل العمل الخيري إلى منظومة تنموية مستدامة تُحقِّق أثراً مجتمعياً واقتصادياً بعيد المدى.