أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة "دليل أبوظبي للتدخل المبكر" كجزء من استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024، ومورداً مهماً للتعريف بخدمات التدخل المبكر والمتاحة للأسر ومقدمي الرعاية وأطفالهم الذين يعانون من تأخر في النمو أو إعاقات في أبوظبي. ويندرج الدليل، الذي تم إصداره بالتعاون مع شركة مبادلة للاستثمار، ودائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ودائرة الصحة- أبوظبي، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز أبوظبي للصحة العامة، ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة في سبيل تعزيز رفاه الأطفال في أبوظبي بمن فيهم أصحاب الهمم، ورفع مستوى الاكتشاف المبكر لتحديات النمو لدعم الأطفال في الحصول على خدمات التدخل المناسبة وفي الوقت المناسب.

وتم تصميم الدليل لدعم وتمكين الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو إعاقة، إذ يمنح الوالدين ومقدمي الرعاية أهم المعلومات التي يحتاجونها لتقديم الدعم المتخصص والمستمر لأطفالهم في وقت مبكر، وتوجيههم نحو خدمات التدخل المتاحة لتعزيز نمو وتطور أطفالهم وإدراك إمكاناتهم الكاملة. ويُعنى هذا التدخل بصحة الأطفال ورفاههم واحتياجات أسرهم من خلال التركيز على أربعة مجالات رئيسية لنمو الطفل، هي: النمو البدني؛ والنمو المعرفي؛ والنمو السلوكي؛ والنمو الاجتماعي والعاطفي. والدليل متاح باللغتين العربية والإنجليزية على الموقع الإلكتروني للهيئة https://eca.gov.ae/ar/explore-resources/abu-dhabi-early-intervention-guide/ .

وقال سعادة المهندس ثامر القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في الهيئة: "تم تصميم دليل أبوظبي للتدخل المبكر لتلبية احتياجات أولياء الأمور ومقدمي الرعاية للتعامل مع مختلف حالات تأخر النمو والإعاقات عند الأطفال، ومنحهم معلومات أساسية لمساعدتهم في تقديم الدعم المناسب لأطفالهم الذين يعانون من تأخر النمو أو الإعاقات بمختلف أشكالها"، مؤكداً أن خدمات التدخل المبكر تسهم بشكل فعّال في تنمية قدرات الطفل وتطوير مهاراته المختلفة، والتقليل من تأثير الإعاقات على رحلة نمو وتطور الطفل، مما يعزز مستقبلاً قدرة الطفل على الاندماج في مجتمعه، وتسجيل نتائج أفضل على مختلف الأصعدة.

ويدعم الدليل تنفيذ استراتيجية أبوظبي المتمثلة في شمول أصحاب الهمم بشكل كامل عبر تعزيز الدعم الشامل لتنمية الطفل وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي لتنمية الطفولة المبكرة. وبوصفه مصدرًا شاملًا يقوم على الأدلة ويهدف لمساعدة الوالدين على معرفة ما إذا كان طفلهم بحاجة إلى دعم إضافي، مثل علاج النطق أو العلاج الوظيفي بناءً على سنه ومرحلته في النمو، يزود دليل أبوظبي للتدخل المبكر الوالدين بتفاصيل عن الخدمات المتاحة.

وأضاف القاسمي: "نعمل بالتعاون مع الشركاء على ضمان استدامة عمليات تحسين وتطوير الخدمات والموارد المرتبطة بالتدخل المبكر لتلبية الاحتياجات المختلفة، موضحاً أن التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة على الأساليب الوقائية متعددة التخصصات التي تقوم عليها الخدمات المقدمة من الشركاء، والتي ترتبط فعاليتها بشكل مباشر مع خدمات الكشف المبكر عن الإعاقات أو التأخر النمائي، حيث تعتبر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي الفترة الأكثر أهمية في مراحل نمو الطفل وتعلُّمه، وتعتبر كذلك السنوات الثلاث الأولى ذات أهمية خاصة؛ حيث يمر الطفل بتطور سريع في جميع جوانب نموه خلال هذه الفترة".

من جهتها أوضحت سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية  في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، أن الدليل الذي تم إطلاقه من قبل هيئة الطفولة المبكرة وبالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، يندرج تحت مظلة استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024، والتي تعد  خارطة طريق شاملة ومتكاملة  توحّد جهود الإمارة بمختلف جهاتها وقطاعاتها، وذلك بهدف  تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم وتذليل العقبات والتحديات التي تحد من دمجهم في المجتمع. 

ويأتي إصدار "دليل أبوظبي للتدخل المبكّر" من ضمن إنجازات محور الصحة والتأهيل في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم ويمثّل أداة لتمكين الأسر ومقدّمي الرعاية من الوصول الى المعلومات والخدمات المتاحة لدعم الأطفال الذين لديهم تأخر نمائي والأطفال من أصحاب الهمم لضمان وصولهم إلى التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة، لافتةً إلى أن التدخل المبكّر أساسي لتعزيز التطوّر النمائي والتعليمي للأطفال وتُمكنهم من الوصول الى أقصى إمكانياتهم. 

وأكّدت الهياس،  أنّ دائرة تنمية المجتمع ملتزمة بالعمل مع مختلف الشركاء ضمن مظلّة استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم من أجل إنشاء نظام رعاية متكامل لأصحاب الهمم وأسرهم في إمارة أبوظبي، ولضمان وصولهم إلى خدمات ذات جودة في المجالات العلاجية التأهيلية، التعليمية، والاجتماعية، و التدخل المبكر الذي يعد جزءاً أساسياً في هذه المنظومة.

ومن جانبه أشاد سعادة/ عبد الله إسماعيل الكمالي، المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالدور المهم الذي قام به دليل أبوظبي للتدخل المبكر في بناء مجتمع شمولي متسامح من خلال دعم تماسك الأسر والأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية الخاصة. مؤكداً على التزام مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالعمل والتعاون في كافة المبادرات والمشروعات والبرامج مع الجهات الحكومية والخاصة لتقديم أفضل خدمات الرعاية والتأهيل لأصحاب الهمم وأسرهم، بما يضمن تمكينهم ودمجهم في المجتمع ويساهم في تعزيز التنمية المستدامة بما يتماشى مع رسالتنا وتوجيهات قيادتنا الرشيدة.

وقال حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة مبادلة للاستثمار: "فخورون بالشراكة مع هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والتعاون معهم لتطوير هذا الدليل المهم، إذ تحرص مبادلة دوماً على إعطاء الأولوية لليافعين والشباب من خلال تزويدهم بالموارد والإمكانات اللازمة لتأمين مستقبل ناجح طويل الأمد لهم. وتندرج هذه الشراكة في إطار التزامنا الراسخ بالعمل على إحداث تأثير إيجابي ومستدام في المجتمعات المحلية".

ويتلخص الهدف النهائي لدليل أبوظبي للتدخل المبكر في ضمان قدرة الوالدين ومقدمي الرعاية على تمكين الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو إعاقات، من الازدهار وبلوغ إمكاناتهم الكاملة، من خلال التأكيد على الأهمية البالغة للتدخل المبكر وتوجيه الوالدين نحو خدمات داعمة للأسرة والطفل. وقد يشمل دعم التدخل المبكر: البرامج التدريبية والتعليمية، وإعادة التأهيل العلاجي، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق، والرعاية النفسية، وخدمات دعم الأسرة، والأنشطة الرياضية، أو مزيج من بعض أو كل هذه الأساليب.