أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي النسخة الأولى من المنتدى الدولي حول التراث الثقافي والنهوض بالمعرفة يومي 1 و2 مايو 2025 في منارة السعديات، أبوظبي، في إطار جهودها الدؤوبة والمستمرة لتعزيز التعليم الثقافي وحماية التراث.
يُنظَّم المنتدى بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ويشارك في فعالياته مجموعة من المنظمات الدولية، منها المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص، والمجلس الدولي للمتاحف، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، والمنظمة العالمية للجمارك، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتحالف الدولي لحماية التراث (مؤسسة أليف)، وتحالف الآثار، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.
ويجمع المنتدى نخبة من صُنّاع السياسات، والأكاديميين، والمُعلمين، والخبراء في التراث الثقافي، والقانونيين، والمتخصصين في التكنولوجيا، والفنانين، لمناقشة العلاقة بين الثقافة والمعرفة والحفاظ على التراث. ومن المقرَّر أن تُسلِّط الجلسات النقاشية الضوء على إبراز القيمة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية للتراث الثقافي في التنمية المستدامة، إضافة إلى استكشاف الأساليب المبتكَرة للنهوض بالمعرفة ودعم النُّظم التعليمية، والصناعات الإبداعية، والاستفادة من التكنولوجيا في جهود حماية التراث الإقليمية والعالمية.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يُجسِّد هذا المنتدى منصة مثالية لجمع الخبراء في العالم لضمان استدامة جهود حفظ وحماية التراث، وإنجازاً محورياً في مسيرتنا نحو تعزيز التعليم الثقافي، ونؤمن في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بأنَّ الثقافة والمعرفة تشكِّلان ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتنا في هذا المجال. ومن خلال شراكتنا الوثيقة وتعاوننا البنّاء والمثمر مع اليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى، نواصل جهودها المتكاملة سواءً في دولة الإمارات العربية المتحدة أو خارجها من أجل تعزيز دورها الريادي للمبادرات التي تمكِّن الأجيال الحالية والمستقبلية من فهم وتقدير تراثهم الثقافي والاعتزاز به بوصفه محرِّكاً رئيسياً، وأحد روافد التنمية المستدامة. ونتعهَّد بمواصلة الالتزام بقيادة استراتيجيات التعليم الثقافي وتنفيذ المبادرات النَّوعية والرائدة التي تُسهِّل تبادل المعرفة وتعزِّز الهُوية الثقافية. وترتكز هذه الجهود على التعاون الدولي والإقليمي والوطني، ما يضمن بقاء التراث الثقافي جزءاً لا يتجزّأ من مستقبلنا».
ويأتي تنظيم هذا المنتدى استجابةً لتوصيات مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي استضافته أبوظبي في فبراير 2024، وجمع وزراء الثقافة والتعليم من مختلف أنحاء العالم، حيث تمَّ خلاله استكمال عملية وضع إطار عمل اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، التي بدأت في مارس 2021 من قِبل الدول الأعضاء في اليونسكو، والتي أقَّرت النسخة النهائية من هذا الإطار لدعم الدول الأعضاء والدول المنتسبة في تنفيذه.
وبتنفيذ إطار عمل اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، مع التركيز بشكل خاص على حماية التراث الثقافي، وفق ما تقتضيه الاتفاقيات الثقافية الدولية لليونسكو، تلتزم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتحديد الدور المركزي للتراث الثقافي باعتباره جزءاً لا يتجزّأ من الثقافة ومرتبطاً ارتباطاً مباشراً بالإبداع الإنساني المعاصر. وسيكون الهدف الرئيسي للمنتدى استكشاف دور التراث الثقافي وأهميته كأداة للتعليم الثقافي.
وسيُمكّن هذا النهج متعدد التخصصات الذي أضافه المنتدى من تقدير التراث الثقافي من خلال فهم قيمته التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، وتمكين الجميع من أن يصبحوا مشاركين نشطين في حمايته. ومن خلال إيجاد أوجه التداخل والتآزر بين التعليم الثقافي والدراسات المتعمقة لحماية التراث، ويمكّن من تطوير نهج أكثر شمولية وفاعلية للحفاظ على الثقافة، ما يضمن نقلها وبقاءها للأجيال المقبلة.
ويتضمَّن البرنامج المكثَّف للمنتدى عدة محاور تشمل إطار عمل اليونسكو لتطبيق تعليم الثقافة والفنون، والتحوُّل الرقمي في تعليم الثقافة والفنون، وتعزيز السياسات والحوكمة والتعاون والأطر القانونية لحماية التراث، والتراث الثقافي في الأزمات والخطر، واستراتيجيات الحماية والتعافي، ومستقبل التراث الثقافي – تنمية المجتمع.
ويلي المنتدى خمسة برامج تعليمية مخصَّصة لكلٍّ من اتفاقيات اليونسكو والآليات القانونية ذات الصلة، والتي ستُنظَّم في مايو ويونيو وسبتمبر 2025.