أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الدورة الأولى من معرض التركيبات الفنية الضوئية «منار أبوظبي» للجمهور تحت شعار «سكون الضوء» ليحوِّل المناطق والمساحات الطبيعية في أبوظبي إلى منصة ضوئية من خلال مجموعة من الأعمال الفنية التكليفية والعروض الضوئية، المنتشرة في العديد من جزرها وغاباتها لأشجار القرم ومساحاتها الطبيعية.

ويُعدُّ معرض «منار أبوظبي» محوراً رئيسياً لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ويضمُّ المعرض الذي تولَّت مهام تنسيقه الفني ريم فضة وعلياء زعل لوتاه، مجموعةً من الأعمال الفنية لأكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً من الأرجنتين، ألمانيا، فرنسا، الهند، اليابان، المكسيك، فلسطين، المملكة العربية السعودية، تايوان، تونس، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي خطوةٍ تهدف إلى الاحتفاء بالفن في جزيرة الفاهد، ابتكر جيم دينيفان عمله الفني تحت اسم «مماثل ذاتياً»، ويتكوَّن من تركيبة ضخمة من فن الأرض مضاءة بـ 432 مصباحاً تعمل بالطاقة الشمسية. وقدَّم رافاييل لوزانو هيمر على جزيرة اللؤلؤ، عمله الفني «ترجمة الجزيرة»، الذي يُشكِّل رحلةً تفاعلية عبر 10 أعمال فنية متعددة الوسائط. وطوَّر كارستن هولر من خلال عمله الفني «نقاط أبوظبي» العنصر التشاركي بشكل أكبر على شاطئ الكورنيش، فهو يعدُّ لعبةً تدعو الزوّار إلى التفاعل مع الضوء وتغيير خصائصه. في حين تعكس شيلبا غوبتا، قدرة الإنسان على التغيير، من خلال عمل فني مقدَّم باللغات العربية والإنجليزية والأوردية.

وانطلاقاً من شعار المعرض يستجيب العديد من الفنانين للقضايا العالمية الراهنة من خلال أعمالهم الفنية، ومنها أزمة البيئة والمناخ. فمن خلال دمج الصوت والتقنيات الرقمية والضوء والماء، يحتفل جميري بجمال شواطئ أبوظبي التي تتمتَّع بغنى حيوي، ما يشكِّل حافزاً للتفكير في الترابط بين جميع الكائنات الحية. وجمعت لوسيانا آبايت، مجموعتها الواسعة من التسجيلات المرئية والصوتية من مختلف أنحاء العالم من خلال عملها الفني «أغوا»، وهو تجربة تفاعلية تدعو المشاهدين إلى الانغماس في عرض شلال واسع يرمز إلى الصفاء الروحي، وتهدف منحوتة شيزاد داوود «الخيمياء المرجانية» قزحية الألوان التي يبلغ ارتفاعها 4 أمتار على شاطئ الكورنيش، إلى تعزيز الوعي البيئي، وتسليط الضوء على أنواع الشعاب المرجانية المهدَّدة بالانقراض.

تعكس الأعمال الفنية الأخرى التاريخ والحقبة الحديثة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي، فعلى جزيرة اللؤلؤ، تحتفل نجوم الغانم بتراث أبوظبي البحري من خلال عمل فني تكليفي ضخم بعنوان «السفن المُحلقة» من القوارب الشراعية. وتقدِّم عائشة حاضر وروضة الكتبي وشيخة الكتبي، سلسلةً من الأعمال الفنية التي تهدف إلى استكشاف تقاليد أبوظبي وممارساتها الثقافية، من خلال رحلة ممتعة عبر القرم الشرقي. والتقط أحمد سعيد العارف الظاهري تغيُّر المناظر الطبيعية في أبوظبي وأفقها وقدَّمها في فيديو قصير. وجسَّدت أسماء بالحمّر في منحوتاتها تجربة مَن ترعرعوا في دولة الإمارات، وكيف عاصروا التغيُّرات في المباني والمناظر الطبيعية. أمّا طائرة غروب إف المسيرة واللوحة المضيئة، فستحوِّل سماء الليل وتعاين المستقبل المعماري التاريخي لجزيرة السعديات. وتتصوَّر لطيفة سعيد ونادية كعبي لينك أعمالهما الفنية التي تركِّز على تحويل التصميم المعماري إلى عدسات للضوء. ومن خلال تحويل شاطئ الكورنيش إلى لوحات حركية بمساعدة شاشتي إل إي دي تدمج الفنانة سامية حلبي الرسم مع التقنيات الحركية لتعكس النمو والتطور.

وكشفت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أنها ستعرض سلسلةً ثانيةً من الأعمال الفنية في جزيرة السمالية في الفترة من 20 ديسمبر 2023 إلى 30 يناير 2024، وسيُعرَض خلالها عملٌ لمجموعة تيم لاب، التي تستغل التقنيات الرقمية لإنشاء أعمال فنية غامرة تنقل المشاهدين إلى عالم تلتقي فيه الطبيعة والتقنية في تجانس تام. ويدرس أيمن زيداني التفاعل بين البشر والعالم الطبيعي في عمله «تريبوليس»، الذي يعزِّز التفكير في ارتباطنا بالأرض والفصائل الأخرى، ويصوِّر محمد كاظم التعاون عبر مختلف المجالات في عمل فني، ويظهر الوحدة والفرص اللامحدودة التي توفِّرها دولة الإمارات من خلال ترتيب دائري للإحداثيات العددية من خلال عمله الفني «الاتجاهات، الإمارات العربية المتحدة». وفي جزيرة الجبيل، منتزه القرم الوطني، سيضيء العمل الفني التكليفي الغامر للفنانة رين وو «واحد مع التربة، واحد مع السحابة"، دورة حياة أشجار القرم من خلال سرب عائم من الأضواء، احتفالاً بجمال الوجود مع تقديم منظر فريد عن العالم الحي من الأعلى .وأخيراً، واحتفالاً بالمنطقة الثقافية الصاعدة، ستقدِّم آلاء إدريس منظوراً جديداً لجزيرة السعديات مع متحف جوجنهايم أبوظبي الجديد في الخلفية.

ويصاحب المعرض برنامج حافل بالحوارات وورش العمل وعروض الأداء الفنية. ويسهم المعرض بتسليط الضوء على التزام مبادرة «أبوظبي للفن العام» بتطوير الأماكن العامة في الإمارة من خلال الفن، والاستفادة من الإرث الثقافي النابض بالحياة، مع التطلُّع إلى مستقبل يزخر بالإمكانات الإبداعية.