يُقدِّم اللوفر أبوظبي ثلاثة معارض فريدة لموسم 2025–2026، تمتد عبر قرون عديدة وقارات مختلفة، وتجمع بين تقاليد فنية متنوّعة ووجهات نظر متعددة. ويسلِّط الموسم الجديد الضوء على الإرث التاريخي، والتعبيرات المعاصرة، واتفاقيات التعاون الرائدة، ويعزِّز دور المتحف مركزاً للحوار الثقافي ومنصة للاكتشاف الفني.

يُفتَتح الموسم بمعرض «المماليك: الإرث والأثر» الذي يُنظَّم بالتعاون مع متحف اللوفر ووكالة متاحف فرنسا، ليقدِّم نظرة متعمِّقة على مملكة المماليك ذات النفوذ القوي وتأثيرها الثقافي الممتد عبر مساحات شاسعة. ويُقام معرض فن الحين 2025 وجائزة ريتشارد ميل للفنون، بالتعاون مع ريتشارد ميل، ليُبرز أعمال الفنانين المعاصرين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي واليابان، إضافةً إلى الفنانين المقيمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المرتبطين بدول مجلس التعاون الخليجي. ومن أبرز معالم هذا الموسم معرض بيكاسو «تصوُّر الشكل» الذي يُنظَّم بالتعاون مع متحف بيكاسو الوطني في باريس، ووكالة متاحف فرنسا، ويتناول نهج بيكاسو الثوري في التعامل مع الشكل الإنساني، متتبِّعاً ارتباطه بالموضوعات الأسطورية والسريالية والكلاسيكية طوال مسيرته الفنية.

وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «تُجسِّد معارض اللوفر أبوظبي التزامنا بتقديم تجارب غنية وملهمة للزوّار. ففي هذا الموسم، نفخر بتقديم حوار قوي بين التقاليد الفنية الشرقية والغربية، مع عرض أعمال فنية تمثِّل التراث الثقافي والابتكار. ومن خلال هذه المعارض، نؤكِّد دور المتحف كمنصَّةٍ للتبادل الثقافي الهادف، وهو ما يعزِّز التقدير العميق للتعبير الفني في ثقافات وفترات زمنية مختلفة».

وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «نهدف إلى توفير مساحة يكون الفن فيها جسراً بين الثقافات، حيث ندعو الزوّار إلى التفاعل مع التقاليد الفنية المتنوّعة، ووجهات النظر المختلفة بداية من العوالم القديمة وصولاً إلى فترات التاريخ المعاصر، وتوفِّر هذه المعارض فرصة فريدة لاستكشاف الروابط بين الحركات الفنية المختلفة والتطورات التاريخية المتباينة، وهو ما يعمِّق تقديرنا الجماعي للإبداع، والقصص الإنسانية المشتركة».

وتشمل المعارض الثلاثة المقبلة المقرَّر إقامتها في متحف اللوفر أبوظبي، المماليك: الإرث والأثر (17 سبتمبر 2025 إلى 25 يناير 2026)

ويستكشف معرض «المماليك: الإرث والأثر» التراث الغني لدولة المماليك (1250–1517)، التي حكمت لأكثر من قرنين ونصف، وسيطرت على مساحة واسعة من الأراضي في مصر وبلاد الشام، وجزء من الأناضول الشرقية (جزء من تركيا حالياً)، والحجاز (جزء من المملكة العربية السعودية حالياً)، التي كانت تضمُّ أهم المواقع الإسلامية المقدسة.

ويُنظَّم المعرض بتنسيق مشترك من الدكتورة ثريا نجيم، مدير قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر في فرنسا، والدكتورة كارين جوفان، أمين المتحف والمتخصصة بالشرق الأدنى والشرق الأوسط في العصور الوسطى في قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، وبدعم من فاخرة الكندي، مساعد أمين متحف أول في اللوفر أبوظبي. ويُقدِّم المعرض استكشافاً شاملاً لمجتمع المماليك المتنوّع من خلال مجموعة من القطع الأثرية، ويُبرز دورهم الفاعل في شبكة واسعة من التبادلات الدولية التي تربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا.

وتسلِّط فاخرة الكندي الضوء على أبرز الأعمال المُعارة من متحف اللوفر، وأهمها لوحة استقبال والي المماليك في دمشق لوفد فينيسي (1500-1540) ومعمودية القديس لويس (سوريا أو مصر، 1330–1340)، وهي تحفة تُجسِّد ذروة الفن المملوكي، ولا تزال رمزاً للتبادل الثقافي والتميُّز الفني، وهو ما يعكس الإرث الخالد لأسر المماليك، إضافة إلى قطعة بارزة من مجموعة اللوفر أبوظبي، وهي سجادة مرصَّعة بثلاث ميداليات، صُمِّمت في مصر في النصف الثاني من القرن الخامس عشر.

وأعلنت النسخة الخامسة من معرض «فن الحين»، الذي يُقيمه متحف اللوفر أبوظبي بالشراكة مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات «ريتشارد ميل» في الفترة من 8 أكتوبر إلى 28 ديسمبر 2025، عن فتح باب تلقّي العروض من الفنانين المعاصرين المقيمين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان، إضافة إلى الفنانين المقيمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمرتبطين بدول مجلس التعاون الخليجي، وتُشرف على تنسيق المعرض أمينة المتحف السويسرية اليابانية صوفي مايوكو آرني. ويأتي موضوع هذا العام تحت عنوان «الظلال»، حيث يستكشف التفاعل بين الضوء والظلام، مستلهماً التقاليد الفنية في كلٍّ من اليابان والخليج العربي. ويدعو المعرض الفنانين المعاصرين إلى إعادة تخيُّل هذه التأثيرات من خلال أعمال ضخمة مخصَّصة لمواقع محدَّدة، عاكسةً كيفية تشكيل الظلال والضوء للسرديات المعمارية والثقافية. ويفوز أحد الفنانين المشاركين بجائزة ريتشارد ميل للفنون القيِّمة في ديسمبر 2025.

وبالشراكة مع متحف بيكاسو الوطني في باريس ووكالة متاحف فرنسا، يستكشف معرض بيكاسو «تصوُّر الشكل» الذي يقام في الفترة من 19 يناير إلى 31 مايو 2026، كيفية تطوُّر تصوير بابلو بيكاسو للشكل الإنساني، ويضمُّ مجموعة متنوّعة من تقنيات الرسم والنحت والتصوير. ويُبرز المعرض من خلال عرض أعمال فنية بارزة تعود إلى أوائل القرن العشرين وحتى سنوات الفنان الأخيرة، كيف أعاد بيكاسو تعريف الشكل والتعبير والمعنى، محدِثاً ثورة في عالم الفن الحديث. ويتولّى الإشراف على تنسيق المعرض كلٌّ من سيسيل دوبريه، رئيسة متحف بيكاسو الوطني في باريس، وفيرجيني بيردريسو، كبيرة أمناء ورئيسة قسم النحت والسيراميك وأثاث جياكوميتي في المتحف، وعائشة الأحمدي، مساعد أمين متحف في اللوفر أبوظبي، ويقدِّم هذا المعرض نظرة نادرة على تجارب بيكاسو المستمرة فيما يتعلَّق بتصوير الشكل الإنساني عبر فترات مختلفة من مسيرته الفنية.

وتسلِّط عائشة الأحمدي، الأمين المساعد لهذا المعرض، الضوء على عدد من الأعمال البارزة، من بينها لوحات لبابلو بيكاسو من مجموعة اللوفر أبوظبي، مثل لوحة «امرأة مع آلة المندولين (الآنسة ليوني جالسةً)» التي تعود إلى عام 1911، وصورة لامرأة جالسة (أولغا)، التي تعود إلى عام 1923، إضافة إلى أعمال مُعارة من متحف بيكاسو الوطني في باريس، مثل لوحة امرأة جالسة أمام النافذة، التي تعود إلى عام 1937.

وإضافة إلى هذه المعارض الرئيسية، يستضيف اللوفر أبوظبي مجموعة متنوّعة من البرامج التعليمية والثقافية، وتجربة غامرة جديدة، وفعاليات مصمَّمة لتعزيز التفاعل والحوار، ليشكِّل موسم 2025-2026 في اللوفر أبوظبي احتفالاً متميِّزاً بالإبداع الإنساني والتبادل الثقافي والاستكشاف الفني.