أطلقت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" حملة عالمية تحت عنوان "لمستقبلٍ مستدام"، تهدف إلى تعزيز ريادة الشركة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، وتسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات.

وتتزامن هذه الحملة مع الذكرى السنوية الـ 15 لتأسيس "مصدر" التي تصادف هذا العام، وتهدف لتسليط الضوء على عدد من النماذج والمشاريع التي تعكس استثمارات "مصدر" في دعم عملية الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، إلى جانب الاحتفاء بمسيرة الشركة الغنية بالإنجازات المهمة، والتأكيد على التزامها بضمان مستقبل مستدام للجميع.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي ورئيس مجلس إدارة "مصدر": "تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تستشرف المستقبل وتهدف إلى بناء اقتصادٍ يتسم بالمرونة ويقوم على ركائز الاستدامة، تواصل مصدر جهودها في دعم الابتكار وتطوير حلول الطاقة المتجددة ذات الجدوى التجارية في دولة الإمارات والعالم، مستندةً إلى سجلها الحافل بالإنجازات والمشاريع في هذا المجال".

وأكد معاليه أن مسيرة "مصدر" الممتدة على مدى 15 عاماً من المساهمة في نمو قطاع الطاقة المتجددة تعكس التزام دولة الإمارات بممارسة دور ريادي في دعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وأضاف معاليه: "تنظر دولة الإمارات إلى موضوع تغير المناخ بأنه يتيح فرصاً لتنويع الاقتصاد وبناء المعرفة وصقل المهارات وتوفير فرص العمل. وفيما يصادف شهر أبريل من هذا العام الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس ’مصدر‘، يأتي إطلاق حملة "لمستقبلٍ مستدام" للاحتفاء بما حققته الشركة من إنجازات مهمة ساهمت في تعزيز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة العالمي".

تساهم مصدر حالياً في دعم مجتمعات محلية تنتشر في أكثر من 30 دولة حول العالم، وإننا نتطلع إلى توسيع نطاق مشاريعنا ومواصلة العمل على بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع

محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"

ورغم التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، استطاعت "مصدر" مواصلة نموها اللافت. فقد ارتفعت القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة التي تشارك فيها "مصدر" بأكثر من الضعف على مدى العامين الماضيين وذلك من 4 جيجاواط إلى 11 جيجاواط، أي ما يكفي لتوفير الكهرباء لأكثر من 4 ملايين منزل، في حين تبلغ القيمة الإجمالية لهذه المشاريع 19.9 مليار دولار.

وأوضح محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، أن نجاح الشركة في النمو وزيادة القدرة الإنتاجية بما يتجاوز المستويات المستهدفة، إنما يعكس مدى التزام الشركة المالكة مبادلة للاستثمار وتفاني كوادر الشركة حول العالم، ومدى تسارع وتيرة عملية التحول التي يشهدها قطاع الطاقة بفضل الجهود المتواصلة لدول مثل الإمارات العربية المتحدة التي تمتلك رؤية واضحة من أجل مستقبل أفضل وتحرص على دفع عجلة التنمية المستدامة، إلى جانب تنامي الجدوى الاقتصادية لتقنيات الطاقة النظيفة.

وقال الرمحي: "تساهم مصدر حالياً في دعم مجتمعات محلية تنتشر في أكثر من 30 دولة حول العالم، وإننا نتطلع إلى توسيع نطاق مشاريعنا ومواصلة العمل على بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع".

 

تأثير على نطاق العالم

ولدى "مصدر" مشاريع بارزة تنتشر في مختلف أنحاء العالم، وتشمل محطة دومة الجندل، أول محطة لطاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية في المملكة العربية السعودية والأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. ويتولى تطوير المحطة ائتلاف شركات تقوده الشركة الفرنسية الرائدة "اي دي اف رينوبلز"، وسوف تساهم المحطة عند تشغيلها في تزويد 70 ألف منزل بالكهرباء وتفادي إطلاق 885 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وفي إطار مساعيها لتوسيع نطاق أنشطتها على مستوى العالم، قامت "مصدر" العام الماضي بأولى استثماراتها في أستراليا حيث استحوذت على حصة بنسبة 40 في المائة في منشأة تحويل النفايات إلى طاقة على مستوى المرافق الخدمية. وستتمكن المنشأة، بعد اكتمال بنائها، من معالجة حوالي 300 ألف طن سنوياً من النفايات البلدية. وما يصل إلى 30 ألف طن من المواد الصلبة.

وبهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمشاريعها في الولايات المتحدة، استحوذت "مصدر" على حصة 50 في المائة من محفظة مشاريع استثمارية في مجال الطاقة النظيفة تصل قدرتها الإجمالية إلى 1.6 جيجاواط، وذلك بالشراكة مع "اي دي اف رينوبلز أمريكا الشمالية". وتضم المحفظة بالمجمل ثمانية مشاريع، وفرت أكثر من ألفي وظيفة عمل في قطاع الطاقة النظيفة الأمريكي، وسوف تساهم في تفادي إطلاق أكثر من ثلاثة ملايين طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

كما دخلت "مصدر" في عام 2020 سوق منطقة جنوب شرق آسيا من خلال توقيع اتفاقية لتطوير أول محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة في إندونيسيا بقدرة إنتاجية تبلغ 145 ميجاواط، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في المنطقة. وسيتم بناء المحطة في مقاطعة جاوة الغربية بإندونيسيا.

وتواصل "مصدر" هذا العام تعزيز محفظة مشاريعها لتشمل أسواقاً جديدة، فقد أعلنت في شهر يناير الماضي عن مشروعها الأول في بولندا، حيث استحوذت على حصة 50% في محطتين لطاقة الرياح في بولندا. كما أعلنت الشركة أيضاً في ذات الشهر عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "اي دي اف رينوبلز" لاستكشاف الفرص المتاحة في قطاع الطاقة المتجددة في إسرائيل ودعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها الخاصة بالطاقة النظيفة.

ووقعت "مصدر" في شهر مارس الماضي مذكرة تفاهم مع حكومة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 500 ميجاواط وبنية تحتية للشبكة الخاصة بها في مواقع متعددة بإثيوبيا.

 

دعم الابتكار للنهوض بالتطوير العمراني المستدام

تواصل مدينة مصدر، المشروع العمراني المستدام الرائد لشركة "مصدر"، ترسيخ مكانتها كوجهة للابتكار والتكنولوجيا، حيث استقبلت في يناير 2021 الدفعة الأولى من طلبة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. كما واصلت المنطقة الحرة في مدينة مصدر استقطاب المزيد من الشركات، حيث تضم حالياً أكثر من 900 شركة.

من جانب آخر، أطلقت شركة أبوظبي القابضة العام الماضي صندوقاً بقيمة 1.1 مليار درهم إماراتي لمساعدة الشركات الناشئة في إنشاء مقر عالمي أو إقليمي ضمن مدينة مصدر بأبوظبي، وبالتالي إتاحة المجال أمامها للاستفادة مما توفره المدينة من بنية تحتية رقمية مميزة، وأطر تشريعية متطورة، ومبادرات البحث والتطوير.

وتواصل مدينة مصدر نموها كمركز للأعمال والابتكار، ويتجسد ذلك من خلال عدد من الأمثلة البارزة مثل "وحدة دعم الابتكار التكنولوجي"، المبادرة المشتركة بين شركتي "بي بي" و"مصدر" والتي تعتبر من المستأجرين الرئيسيين ضمن مجمع "تك بارك" في المدينة، وأول مركز لدعم نمو الشركات الناشئة في مجال الاستدامة على مستوى منطقة الشرق الأوسطوشمال أفريقيا.

 

بناء المستقبل

تساهم "مصدر" أيضاً في ترسيخ الاستدامة من خلال مجموعة من المبادرات الاستراتيجية، والتي تشمل "منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التي تركز على تعزيز مشاركة المرأة في مجال الاستدامة، وذلك من خلال العمل على إبرام شراكات فاعلة والتواصل مع قادة الفكر وتوفير منبر لمشاركة إنجازات وتجارب ملهمة لسيدات من الإمارات والعالم.

كما تقود "مصدر" منصة "شباب من أجل الاستدامة"، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي. وتهدف المنصة إلى دعمالطلبة والمهنيين الشباب من خلال توفير التدريب والتجربة العملية والإرشاد والتوجيه لتمكينهم من بناء مسيرة مهنية ناجحة في قطاع الاستدامة. وتماشياً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات ومئوية الإمارات 2071، تنظممنصة "شباب من أجل الاستدامة" سلسلة من البرامج التي تمتد على مدار العام، وتشمل "سفراء الاستدامة"، و"قادة مستقبل الاستدامة"، والتي تهدف إلى دعم الطلبة ورواد الأعمال الشباب.

ويركز أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه "مصدر" سنوياً، على تعزيز مشاركة مختلف شرائح المجتمع في مناقشة ومعالجة قضايا الاستدامة، حيث تستقطب هذه الفعالية العالمية مشاركة قادة دول، وخبراء متحدثين بارزين، وآلاف المشاركين، ومئات الشركات العارضة، ليرسخ الأسبوع اليوم مكانته كمنصة عالمية رائدة لتسريع وتيرة التنمية المستدامة. وقد حققت دورة الأسبوع لعام 2021 إنجازاً جديداً تمثل في عقد إحدى أكبر اللقاءات الافتراضية التي تتداول قضايا الاستدامة على مستوى العالم.

ويتخلل أسبوع أبوظبي للاستدامة تنظيم حفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، الجائزة العالمية الرائدة التيأطلقتها دولة الإمارات لتكريم أصحاب المشاريع المستدامةالمبتكرة، حيث ساهمت مشاريع الفائزين بالجائزة منذ منحها لأول مرة في عام 2009 في إحداث تأثير إيجابي في حياة ما يزيد على 352 مليون شخص حول العالم. 

وتخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أطلقت جائزة زايد للاستدامة مبادرة "ما بعد 2020" التي تعد استكمالاً للمبادرة الإنسانية الإماراتية الرائدة "20 في2020" التي تم إطلاقها بمشاركة عدد من المؤسسات المحلية والدولية البارزة في ديسمبر 2019. وتمثل "ما بعد 2020" المرحلة الثانية من المبادرة التي تمكنت في مرحلتها الأولى من إنجاز مشاريع في 8 دول وساهمت في إحداث تأثير ايجابي في حياة ما يقرب من 110 آلاف شخص.