حقَّقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية إنجازاً بارزاً خلال مشاركتها في كونجرس أبيموندا 2025 في مدينة كوبنهاجن في الدنمارك، حيث حصلت على الميدالية الفضية في مسابقة أفضل كتاب عن النحل، عن نشرها «موسوعة النحل وتربية نحل العسل في دولة الإمارات العربية المتحدة».

تُعَدُّ الموسوعة أول مرجع شامل يوثِّق تاريخ تربية النحل في الدولة، ويستعرض أنواع النحل وأساليب العناية به، إضافة إلى التحديات البيئية والمناخية التي تواجه هذا القطاع الحيوي. وحصلت الهيئة على المركز الرابع في مسابقات شمع الإضاءة المزخرف، والشكل العام لمعالم الدولة المصنوعة من شمع النحل.

وتندرج هذه الإنجازات في إطار مشاركة الهيئة في الدورة الـ49 من كونجرس الاتحاد الدولي لجمعيات النحّالين (أبيموندا)، الذي عُقِدَ في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن من 23 إلى 27 سبتمبر 2025، بمشاركة أكثر من 120 بلداً.

شمل المعرض المصاحب للكونجرس 216 جناحاً و177 عارضاً من بلدان العالم، وتضمَّن البرنامج العلمي 300 عرض تقديمي، و600 ملصق علمي يوضِّح نتائج الأبحاث في مجالات متعددة.

تميَّز الكونجرس أيضاً بفعالية تذوُّق العسل، شارك فيها أكثر من 42 بلداً و250 نوعاً من العسل، وتضمَّنت 111,000 جلسة تذوُّق. ونالت أنواع العسل الإماراتي، ومنها عسل السمر والسدر والغاف والقرم، استحسان المتذوقين.

ومثَّل الهيئة وفد رسمي شارك في المحاضرات العلمية ضمن البرنامج الأكاديمي للكونجرس، حيث عرض نتائج أبحاث الهيئة التي شملت ثلاث دراسات رئيسية، هي إنشاء وتقييم مأوى التبريد لحماية طوائف نحل العسل خلال فصل الصيف في ظل ظروف إمارة أبوظبي، والطفيليات ومسبّبات الأمراض التي تصيب نحل العسل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز الموارد النباتية المزهرة المفيدة لنحل العسل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشارك الوفد في ورش عمل متعددة، منها ورشة فحص وتصنيف حبوب اللقاح، وورش عمل متخصصة في ممارسات تربية النحل.

وفي إطار الترويج لاستضافة كونجرس 2027، عقد الوفد العديد من الاجتماعات مع العارضين والمشاركين في كونجرس 2025، ونظمَّ عرضاً لتذوُّق العسل الإماراتي، إضافةً إلى توزيع عيّنات من العسل على الحضور.

وانطلاقاً من ريادتها في أبحاث تربية النحل في البيئات الصحراوية، وتعزيز الأمن الغذائي، وحماية التنوُّع البيولوجي تضطلع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بدور محوري في إعداد البرنامج العلمي والفني لمؤتمر «أبيمونيا دبي»، حيث تُسهم بخبرات نوعية تدعم أهداف المؤتمر وتُثري مخرجاته.

وتعكس هذه الخطوة التزام الهيئة بالاستدامة الزراعية وتطوير النظم البيئية المحلية، ما يرسِّخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كنموذج عالمي في تكييف تربية النحل مع البيئات الجافة، ويعزِّز دورها في دفع جهود التعاون الدولي وتبادل المعرفة العلمية.

وقال المهندس علي الكعبي، رئيس قسم محطات الأبحاث ورئيس وفد الهيئة: «تمثِّل مشاركتنا في كونجرس أبيموندا فرصة استراتيجية لإبراز جهود دولة الإمارات في تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، وتعزيز مكانتها العالمية في هذا المجال الحيوي. نحن فخورون بالتقدير العالمي الذي حصلت عليه موسوعة النحل الإماراتية التي توثِّق تجربة الدولة في تربية النحل وإنتاج العسل، وتسلِّط الضوء على النحل البري كملقّح طبيعي للنباتات، وعلى أساليب الإدارة المستدامة للخلايا في بيئة صحراوية.

وأضاف الكعبي: «تربية النحل ليست مجرَّد نشاط زراعي، بل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. من خلال التلقيح، ويُسهم النحل في الحفاظ على التنوُّع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، ونحن في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية نواصل تطوير سلالة النحل الإماراتية، وبلغنا الجيل العاشر، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى استدامة هذا القطاع وتعزيز إنتاج العسل الإماراتي».

ويُعَدُّ كونجرس أبيموندا من أبرز الفعاليات العالمية في مجال تربية النحل، وشارك في فعاليات الدورة الأخيرة عدد كبير من الخبراء وممثِّلي صناعة تربية النحل وإنتاج العسل من أكثر من 120 بلداً، وشمل البرنامج العلمي عروضاً ومحاضرات وورش عمل تغطّي جوانب متعددة من تربية النحل وصحة النحل والتلقيح المستدام. واستعرض المؤتمر أحدث الابتكارات في المعدات والمنتجات، واستضاف مئات العارضين الدوليين لعرض أحدث الابتكارات في معدّات تربية النحل وتقنيات التعبئة والتغليف ومنتجات سلسلة القيمة.

يُذكَر أنَّ الاتحاد الدولي لجمعيات مُربّي النحل أُسِّسَ في عام 1895، ومقره في العاصمة الإيطالية روما، بهدف تعزيز التطور العلمي والتقني والبيئي والاقتصادي في مجال تربية النحل في جميع البلدان، وتسهيل تبادل المعلومات من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات، ويتكوَّن من خمس لجان إقليمية، وسبع لجان علمية تشمل: اللجنة العلمية للعلاج بمنتجات النحل، وعلم أحياء النحل، واقتصاد تربية النحل، والتنمية الريفية، والتكنولوجيا والجودة، وصحة النحل، تلقيح النحل والنباتات.